19 يناير 2014
السبئي نت - طهران:
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي إن النخبة السياسية والعلمية والدينية تتحمل مسؤولية جسيمة لبناء الوحدة في المجتمعات الإسلامية مشددا على وجوب التصدي لكل ما يفرق المسلمين ومعتبرا أن "الوحدة الاسلامية هي أهم قضية في العالم الإسلامي".
وقال خامنئي خلال لقائه أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر الوحدة الاسلامية السابع والعشرين المنعقد في طهران تحت عنوان "القران الكريم ودوره في وحدة الأمة الإسلامية" بحضور سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون والسفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود إن تصعيد الخلافات بين المذاهب الاسلامية وزيادة الصراعات الداخلية بين الشعوب الاسلامية خلال الاعوام الاربعة الاخيرة هو بمثابة ردة فعل الظالمين الدوليين على تنامي صحوة الشعوب في عدد من البلدان.
وأضاف خامنئي "إن المستكبرين يحاولون زج اتباع المذاهب الإسلامية المختلفة في صراع مع بعضهم البعض ومن ثم ابراز الممارسات الشنيعة للتيار التكفيري كالتهام الاكباد لتشويه أصل وجوهر الاسلام أمام الرأي العام العالمي".
وأكد قائد الثورة الاسلامية الايرانية أن هذه القضايا لم تأت بين عشية وضحاها بل ان القوى الدولية خططت ووضعت السياسات طوال الوقت من أجل إيجادها مشددا على أن التصدي لأي عامل مضاد للوحدة يعد واجبا على الجميع.
ودعا خامنئي علماء العالم الإسلامي إلى تحذير الشعوب من مغبة الخلافات الطائفية والمذهبية ومخاطرها والاعتماد على الجماهير والابتعاد عن الاجانب واعداء الاسلام محذرا من أن المستكبرين أصبحوا بصدد تحقيق مصالح حقبة الهيمنة المباشرة عن طريق الهيمنة السياسية والثقافية والاقتصادية غير المباشرة.
وشدد خامنئي على أن الوحدة الإسلامية تعد اليوم أهم قضية في العالم الاسلامي وان مستقبل الامة الاسلامية رغم كل المؤامرات سيكون باهرا وواعدا في ظل الوحدة والوعي لافتا إلى أن الشعوب الاسلامية يجب ان تعمل من خلال بناء الحرية الدينية والفكرية في سبيل نيل الاستقلال السياسي وإرساء حكومات ذات قاعدة شعبية للوصول إلى الحرية التي ينشدها الإسلام.
ووصف خامنئي مؤامرات وتحركات أعداء الاسلام للحد من الحرية الحقيقية وسعادة الأمة الاسلامية بأنها "معقدة ومتعددة الأبعاد" قائلا "إن بث الخلافات بين المسلمين يعد المحور الرئيسي لمكائد الاستكبار.
وأوضح خامنئي أن المحاولات التي بذلت على مدى 65 عاما لجعل القضية الفلسطينية في بوتقة النسيان وفرض الكيان الصهيوني المصطنع والمجرم والغاصب على الشعوب الاسلامية تعد مثالا على المحاولات المستبدة للولايات المتحدة الأمريكية وباقي المتغطرسين الدوليين.
وأشار خامنئي إلى أن حروب الـ"33" يوما على لبنان و "22" يوما و 8 أيام على غزة أظهرت أن الشعوب الإسلامية حافظت في ظل تحليها بالوعي على هوية ووجود فلسطين ووجهت صفعة إلى الكيان الصهيوني وحماته الأمريكيين وبعض الحكومات التي تحولت إلى راع للمصالح الأجنبية.
وقال قائد الثورة الإسلامية الإيرانية "إن جعل الأمة الإسلامية تغفل عن القضية الفلسطينية هو من الأهداف المهمة التي يتابعها أعداء الإسلام من خلال إثارة الحروب الأهلية وتأجيج الخلافات والترويج للأفكار التكفيرية والمتطرفة".
وأعرب خامنئي عن أسفه البالغ من قيام بعض التكفيريين بدلا من التركيز على الكيان الصهيوني الخبيث باسم الاسلام بتكفير معظم المسلمين وإثارة الحروب والعنف والاختلاف مشددا على أن وجود هذا التيار التكفيري هو بشرى لأعداء الاسلام.
وأوضح خامنئي أن التيار التكفيري يقسم المسلمين إلى مسلم وكافر ليدفعهم إلى التناحر والتحارب فيما بينهم متسائلا "هل يمكن لأحد أن يشك بأن هذا التيار ومن يمده بالمال والسلاح ليس من صنع الأجهزة الاستخباراتية والخبيثة للدول الاستكبارية وعملائها.
وأكد خامنئي أن التيار التكفيري يشكل خطرا محدقا وداهما على العالم الإسلامي داعيا البلدان الإسلامية إلى التحلي باليقظة والحذر التام قائلا "من المؤسف أن بعض الحكومات الإسلامية غير مهتمة بعواقب دعم هذا التيار ولا تفهم أن هذه النار سترتد عليهم وتحرقهم جميعا.
وبين خامنئي أن الإمكانات الهائلة والموقع الجغرافي المتميز والتراث التاريخي العريق والمصادر الاقتصادية منقطعة النظير للبلدان الاسلامية بوسعها ان تحقق العزة والكرامة والسيادة للمسلمين في ضوء الوحدة والتعاضد مشيرا إلى أن انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية وصلابتها رغم 35 عاما من تعرضها للمؤامرات المختلفة من قبل المستكبرين من علائم ومؤشرات المستقبل الواعد للأمة الإسلامية في ظل اكتساب المزيد من القوة والمنعة والاقتدار يوما بعد يوم.
روحاني: ضرورة وقوف المجتمعات الإسلامية في وجه المنحرفين والمتطرفين
من جهته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني في مستهل اللقاء ضرورة وقوف المجتمعات الإسلامية في وجه المنحرفين والمتطرفين الذين ينخرطون في طريق التكفير وإثارة النزاعات لافتا إلى أن المسار الوحيد لنجاة العالم الإسلامي هو النداء الوحدوي للإمام الخميني.
وأوضح روحاني أن "لدين الواحد والرسول الواحد والمصالح المشتركة والأعداء المشتركين والآمال المشتركة حيال فلسطين المحتلة والقدس الشريف يمكن أن توحد المسلمين" مشددا على ضرورة عودة الأمة الإسلامية إلى القرآن الكريم من خلال الحكمة والتعقل والاعتدال والأمل والعمل الدؤوب لإحياء الحضارة الإسلامية من جديد.
يشار إلى أن المؤتمر الدولى الـ 27 للوحدة الاسلامية بدأ أعماله يوم الجمعة الماضي فى طهران بمشاركة وفد سورية برئاسة سماحة المفتى العام للجمهورية وحشد من المفكرين والشخصيات الدينية من أكثر من 50 دولة إسلامية وأوروبية.
وانتخب أعضاء الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية أمس بالإجماع سماحة المفتي حسون رئيسا للجمعية خلال اجتماعهم فى طهران فى إطار أعمال المؤتمر.
اقرأ ايضاً الخبر التالي
- تعليقات الموقع
- تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: قائد الثورة الإسلامية في إيران: ضرورة مواجهة الفكر التكفيري وكل ما يفرق بين المسلمين
Rating: 5
Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً