السبئي-متابعات:المسيرة–حاوره إبراهيم العنسي: أكّـد الدكتورخالدالسبئي عضو مجلس الشورى الامين العام المساعدلحزب البعث العربي الاشتراكي قطراليمن،أن القوات المسلحة اليمنية تلقِّنُ العدوَّ اليومَ دروساً لن ينساها، وسيكتبُها التاريخُ بحروف من نور..وقال في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن “القوات اليمنية كبّدت العدوّ الصهيوني الحقيرَ في اقتصاده ومقدراته، وكذلك فعلت مع أمريكا وحلفائها، وقد نالتهم الويلاتُ اقتصاديًّا وسياسيًّا وأخلاقياً وإنسانياً”..وَأَضَـافَ أن “الهيمنة الأمريكية إلى الأفول وأن النظام الأمريكي في أسوأ حالاته، وأن اليمن بقيادته الحكيمة سيحرّر كُـلّ شبر من أراضيه وجزره ومياهه والأيّام القادمة حبلى بالمفاجآت”.
إلى نص الحوار:
– بداية.. كيف تقرأ واقع الوجود الأمريكي اليوم في اليمن في ضوء معطيات ومستجدات ومتغيِّراتٍ جديدة أفرزتها مواجهاتُ البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهندي، والتوسُّع نحو البحر المتوسط؟
منذ منتصف القرن الماضي حتى يومِنا هذا تحوَّلت منطقتُنا كُلُّها إلى مستعمَرةٍ أمريكية صهيونية التوجّـه، بشعارات ومسميات متجددة من وقت إلى آخر، من خلال أنظمة عميلة، بدليل أن منطقتنا كلها قواعدُ أمريكية غربية لتنفيذ أجنداتهم وتطلعاتِهم لنهب ثروات هذه الشعوب على مرأى ومسمع منها، حَيثُ حكام المنطقة قد تحوَّلوا إلى مُجَـرّد عبيد لهذه القوة الطاغية، والشيطان الأكبر، وهي الولاياتُ المتحدة الأمريكية، وبعض من حلفائها الغربيين، مثل بريطانيا وغيرها.
واليوم نواجه تلك الهيمنة بكل بسالة وقوة وعزيمة في بحارنا، ووصلت مواجهتُنا للعدو اليوم إلى المحيط الهندي، والبحر المتوسط، وكلّ هذا نصرة لأشقائنا الذين يتعرضون للحرب والإبادة والحصار الاقتصادي الخانق، مؤمنين بمصداق نصر الله الذي وعد عباده بالنصر، وهذا ما نراه يتجلى في بشائر تتوالى، حَيثُ القوات المسلحة اليمنية تلقن العدوّ اليوم دروساً لن ينساها، حَيثُ سيكتبها التاريخ بحروف من نور، وقد كبدنا عدو الأُمَّــة الصهيوني الحقير في اقتصاده ومقدراته، وكذلك فعلنا مع أمريكا وحلفائها، وقد نالتهم الويلاتُ اقتصاديًّا وسياسيًّا وأخلاقياً وإنسانياً، وأكبرُ شاهد ما أعلنت عنه القوات الأمريكية من خلال تقاريرها المنشورة لدى مواقعهم ووسائلهم بأنها حتى يومنا هذا تعاني الأمرَّينِ من معركة البحار اليمنية، وهي تسحب سفنها وبوارجها ومدمّـراتها وحاملات طائراتها، كما يفعلُ من وقف معها من الإنجليز والفرنسيين والألمان والدنمارك والهولنديين؛ فهي في مأزق حقيقي، كما “إسرائيل” في مأزِقٍ كبير، جرهم إليه يمينُهم المتطرف؛ فاليمن صاحب الأرض قد أذاقهم من كأس الهزيمة، فيما القوى العالمية تتربص بنسر أمريكا للانقضاض عليه، حَيثُ العالم يتطلع إلى نظام عالمي أقل وحشية، وأكثر إنسانية.
– كيف تنظرون إلى التحول الكبير في الحضور اليمني ضمن حرب غزة؟
اليمن اليوم يجدد كتابةَ تاريخه الحضاري وتاريخ الإنسان اليمني، هناك اليوم واقع جديد كُتب بموقف حكيم انطلق به قائدٌ حكيم؛ ليلبيَ تطلعاتِ أبناء شعبه.. لقد تجاوز بهذا القرار إطاره الداخلي، حَيثُ جانب العقيدة والإيمَـان الراسخ الذي يقرض التحَرّك، ولا يعطي مجالاً للمساومة؛ لهذا ظهر اليمن إلى جانب أشقائهم المظلومين في قطاع غزة من الفلسطينيين الذين تعرضوا للإبادة الجماعية على أيدي الصهيونية المارقة التي مارست كُـلّ الجرائم، في انتهاك صارخ لكل الأخلاقيات والشرائع السماوية والقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعارف عليها للعلاقات بين الدول والشعوب في العالم.
واليوم؛ لأَنَّ اليمن كسر حاجز الخوف ورفض الإذلال كان التأييد حليفه، حَيثُ لا مساومات ولا حسابات للسياسة؛ من يقود البلاد هو قائد رباني مجاهد، وهذا يكشف أين يكمن خلل الأُمَّــة اليوم؛ فاليمن اليوم تحرّر من أصنام أمريكا ودُماها، والأمة لها أن تتحرّر من الدمى أَيْـضاً.
هذا الموقفُ الإنساني الذى اتخذته قيادتنا الحكيمة، وجاء تلبية لتطلعات شعبنا اليمني الذي طالب قيادته بترجمته على الأرض بالدفاع بحسب إمْكَانيات بلدنا المتاحة عن أشقائنا الفلسطينيين، ترجم على نحو صحيح، وبحمد الله، حَيثُ اليمن اليوم بهذه القيادة الحكيمة غير الأمس، حَيثُ أصبح يمتلك القوة، وقادرًا على أن يتخذ القرار المناسب لتحقيق تطلعات أبناء شعبه في الدفاع عن أرضه وكرامته وكرامة أشقائه المحتاجين إليه أينما وُجِدوا في منطقتنا أَو كانوا من أصدقائنا، أَو من يناشدنا للاستغاثة بشعبنا وقيادتنا من خلال القول والفعل الحكيم والقول السديد.
لقد كان اليمن الحر الأبي مفاجأةً للعالم بأسره، ولمراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية والعسكرية وغيرها من المسمَّيات البحثية التي ذُهلت من هذا الموقف الإنساني الذي حقّق المعجزةَ أمام قوة مهيمِنةٍ على قرار العالم منذ عقود طوال.
– في ظل فشل الأمريكيين مساومة صنعاء بصفقات كبيرة.. ما أدواتُ الضغط التي تملكُها واشنطن لإجبار صنعاء على إيقاف هجماتها في البحر الأحمر؟
بكل تأكيد، التصريحاتُ واللقاءاتُ التي تتم من قِبل المسؤولين الأمريكيين -أكانت في واشنطن، أَو عبر سفرائهم- هي تؤكّـد ذلك العجز بعد ما فشلت كُـلّ مساعيهم من خلال الترهيب وقد حشدوا أتباعهم من عملائهم الغربيين واستقدموا البوارج وحاملات الطائرات وخلافه، وأكبر شاهد مغادرتها مياهنا بالنسبة للأُورُوبيين، وثانياً الأمريكان، والمشهد واضح بمغادرتهم؛ لأَنَّهم لن يستطيعوا أن يستمروا، واليوم تقف “إسرائيل” قاعدة أمريكا المتقدمة عاجزةً، حَيثُ كانت تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية قاعدتها العسكرية لفرض الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وقد كانت تؤمل بأن يظل الكيان الغاصب هو الشرطي، بدلاً عنها حتى تتفرغَ للمشهد، وإلى النزاعات، وما ينتظرها على المستوى الدولي في مواجهة الصين ومواجهة روسيا، ولكن إذَا تابعنا وقرأنا المشهدَ بدقة، نجد أنه الفشلُ الأكيدُ الذي تحقّقه الولاياتُ المتحدة الأمريكية، وخُصُوصاً بعد ما تولَّى بايدن السلطة، حَيثُ لم تجنِ واشنطن غيرَ الهزائم في كُـلّ الجبهات التي أشعلتها.
– يجب ألا ننسى عند الحديث عن واشنطن أن واقعها اليوم لا يسر، وشواهد الداخل الأمريكي ماثلة أمامنا؟
الوضع داخل الولايات المتحدة الأمريكية في عَدٍّ تنازلي، ولا أستبعدُ تفكُّكَ هذه الإمبراطورية الشيطانية التي استعمرت ونهبت ودمّـرت شعوب العالم خلال القرن الماضي والحالي من خلال خلق حروب ونزاعات وتفرُّقات وفقاً للمخطّط الصهيوني المرسوم وفق الآلية المحدّدة لهم من حكومة الظل في القرون الماضية؛ أي بالتحديد في القرن 17 في مؤتمر لندن لتقسيم العالم وتحويله من دول إلى كانتونات متناحرةٍ متنازِعةٍ حتى يمكنَ السيطرة عليهم، وهذه عقيدة الصهيونية للماسونية العالمية.
وحَـاليًّا بعد كُـلّ الإخفاق تلجأ واشنطن إلى ما يسمى الترغيب، ومحاولة تحقيق ما لم تستطع أن تأخذه بالقوة والترهيب مع وضع المغريات أمام خصومها، وهذا ليس بجديد على النظام الأمريكي؛ لأَنَّه يشعر اليوم بعجز كبير أمام ما واجه من صمود وتحَــــدٍّ وبسالة في الميدان، من خلال ما واجهوه من قوة ضاربة في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وما بعد ذلك، وعندما يلجؤون إلى أوراقهم المحروقة كالمرتزِقة وعناصر التنظيمات هم يؤكّـدُون على فشلهم الذريع؛ مِن أجلِ إيجاد بعض الضغوطات، آملين بأن يكون لهم مدخلٌ بها، ولكن في الحقيقة هم في أسوأ حالاتهم، وخُصُوصاً النظام الأمريكي في وقته الحالي لن يستطيع أن يقوم بأي شيء، وهذا؛ لأَنَّ المشهد اليمني، وكذلك المشهد الدولي ليس في صالحهم.
– كان للمرتزِق العليمي تصريحات تحدث فيها عن ارتباط منع إطلاق الصواريخ اليمنية وفك الحصار عن “إسرائيل” باستئناف الحرب ضد صنعاء بدعم عسكري غربي أمريكي، كيف تعلقون على هذا؟
المرتزِق العليمي وتصريحاته، أَو بقية شلته القاطنين بفنادق الشتات ينفذون أجندةً مطلوبةً ومرسومة كتصريحات وديكورات؛ فهو أحد الديكورات المرسومة في إطار المسرحية الهزيلة من قبل واشنطن وحلفائها الغربيين وبأدواتهم الإقليمية، وهذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع، حَيثُ لا معنى ولا قيمة له.
الحرب التي شنت علينا خلال تسع سنوات كان أدواتها هؤلاء المرتزِقة لكن بالمال العربي الذي كلّف أدوات أمريكا الإقليمية دفع الفاتورة، واليوم لن تدفع واشنطن دولاراً، والإقليميون لن يدفعوا شيئاً؛ لأَنَّهم يعلمون علمَ اليقين بأن مصالحَهم ودولَهم ومناصبَهم باتت معرَّضة للخطر والزوال؛ لأَنَّ اليمن اليوم غيرُ الأمس، وقد وصل اليمن إلى هذا المستوى الصُّلب الذي يشهد به لنا أعداؤنا قبل أصدقائنا.
مع خسائر الولايات المتحدة الأمريكية في معركة البحار اليمنية التي تجاوزت مليارًا ونصفَ مليار دولار أمريكي –أسلحةً- خلال تواجدها في البحر الأحمر وخليج عدن، وإسقاط 4 طائرات MQ-9 Reaper منذ طوفان غزة، وهي فخرُ طيران أمريكا المسيّر، وهذه ضربة كبيرة، ولا ننسى أن ما أنفق على تسلُّح المرتزِقة يتجاوز 400 مليار خلال السنوات التسع وفقاً لمراكز دراسات وبحوث أعلنت عن خسائر السعوديّة، وهذا الرقم مقابل الأسلحة، ودفع فاتورة المرتزِقة، واليوم رفضت أن تدفع دولاراً واحداً لمثل هؤلاء الحثالة.
– الحقيقة أن نهايةَ الارتزاق خيبة رغم محاولات البعض منهم استعادة دوره في هذه المرحلة التي توحد اليمن فيها بشكل ملفت؟
هؤلاء المرتزِقة الساقطون أخلاقياً، وإنسانياً قد سقطوا في بداية تحالفهم وتبعيتهم لقوى استهدفت اليمن أرضاً وإنساناً خلال تسع سنوات، ولا وجود لهم ولا حاضنة شعبيّة لهم، وقد عرفهم الشعب منذ اللحظات الأولى للمواجهات أنهم عصا للمحتلّ لا أكثر.
خلال السنوات الماضية كانت الظروف التي كان يعيشُها اليمن في ظل العدوان والاستهداف لكل محافظة أَو منطقة كانت تجبر أبناء المحافظات اليمنية على السكوت على أُولئك الحثالة، ولكن تلك الظروف كشفت حقيقتهم وخُصُوصاً خلال مرحلة من بعد استبدال أراجوز بدلًا عن أراجوز؛ أي بالمصطلح الدرامي كومبارس بدل كومبارس، حَيثُ كان الكومبارس هادي، فانتهت فترته، ولا بُـدَّ أن يغيّر بكومبارس آخر، فأتوا بالعليمي الذي يفتقرُ لكل المقومات الإنسانية والأخلاقية؛ فهو مُجَـرّد أدَاة لمن يدفع وهو مرتبط بأجهزة مخابرات إقليمية ودولية منذ نعومة أظافره وكان مفروضاً على النظام السابق لتنفيذ أجنداتهم من داخل ذاك النظام السابق، وقد صرَّح صالح بذلك لوسائل الإعلام وغيره من الأسماء والمسميات.. هؤلاء الأراجوزات مُجَـرّد أسماء لسيطرة الاحتلال والعدوان على بعض المناطق للهيمنة عليها ولكن الحاكم الفعلي هو المحتلّ أي العدوان الصهيو أمريكي بأدوات إقليمية.
– مقابل هذا السعي الأمريكي العاجز يقوم الأمريكيون باستغلال سقطرى وميون كما يوسّع مناطقَ بحرية بالمكلا لاستقبال سفن حربية كبيرة… ويقال إن هذا التسريع في الإنشاءات جاء بعد إعلان صنعاء استهدافها لسفن “إسرائيل” في المحيط الهندي… كيف تفهمون هذه التحَرّكات في الجزر والسواحل اليمنية؟
كما تعلم بأن اليمن يمتلك هذه الجزر والممرات المائية الاستراتيجية التي أنعم الله بها على اليمن، وهذه الأطماع الأمريكية، أَو الصهيونية أَو الإقليمية ليست من اليوم ولكنها منذ القرن الماضي وما قبله محاولات للسيطرة عليها ولكن هذا هو المستحيل بعينه؛ لأَنَّ اليمن فَتَّاكٌ بالمستعمر والغازي، إذَا كانت دولٌ من البرتغال إلى الفرنسيين إلى الإيطاليين إلى العثمانيين وغيرهم تلقوا هزائمَ ودروسًا والتاريخ شاهد على ما تعرض له الغزاة، بأنها حوَّلتهم إلى أشلاء وفقًا للتاريخ الذي يكتبونه بأيديهم؛ فما بالك اليوم إذَا كانت أطماع الكيان الصهيوني للسيطرة أَو للأدوات ممثلة بمشيخة أولاد زايد الذين هم صهاينة قولاً وفعلاً، وهذا هو المستحيل بعينه؛ لأَنَّ اليمن بقيادته الحكيمة قادمٌ لتحرير كُـلّ شبر من أراضيه وجزره ومياهه، والأيّام القادمة حبلى بالمفاجآت، حين تحرّر هذه المناطق، وإن حاول المحتلّ البحث عن موضع قدم له، حَيثُ ستكون هذه المنشآتُ والإنشاءات التي يقوم عليها مقبرةً له ولمرتزِقته محليين، أَو إقليميين أَو دوليين؛ لأَنَّ اليمن لا يقبل الجِيَفَ على أرضه الطاهرة.
– هناك رفع في موازنات دفاع وتسلح أمريكا والغرب اليوم على نحو غير مسبوق كما أن هناك المزيدَ من الاستفزاز للصين وروسيا… وكلها إرهاصات حرب واسعة رغم حديث الكل عن رغبة عدم التصعيد نحو حرب شاملة؟
كما تعلم بأن الوضعَ الدولي أصبح معقَّداً أكثرَ من ذي قبل.. بعد رحيل الاتّحاد السوفياتي هيمنت على المشهد أمريكا وتحولت إلى شرطي العالم لتنفيذ أجندات ومخطّطات وأطماع، وتترجم تلك الاتّفاقيات والمعاهدات وفقاً لمصالحها، ضاربة بكل القيم والأخلاقيات عرض الحائط، في انتهاك صارخ لتلك المعاهدات التي وقّعت عليها بداية القرن الماضي عند تأسيس المنظمة الدولية في سبيل تحقيق مصالحها في العالم، محاوِلَةً إضعافَ أية قوة دولية ناشئة كما حصل مع الصين وكذلك روسيا بعد انهيار الاتّحاد السوفيتي، ولكن اليوم المشهد واضح بأن العالم قادم على نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب لخدمة البشرية، وهذا ما نأمل به، ورحيل هذا الشيطان عن المشهد، حَيثُ يكتب نهايته بيده وكل يوم أكثر من الذي قبله، وأكبر شاهد بأنه أصبح في شيخوخة العمر، أن من يحكم اليوم في البيت الأبيض عجوز خرف ومن كان قبله أحمق، وكل واحد أصبح أسوأ من سابقه.
فضلاً عن سقوط شعاراتها الزائفة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وخلافه… واليوم العالم في إطار ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
– هناك هزيمة استراتيجية واضحة للكيان على مستوى غزة وهزيمة للأمريكيين في اليمن.. كيف تنظرون إلى المشهد القادم في ظل هذه المتغيرات؟
الصورة تتجلى عن حقائقَ جديدة لا مكانَ فيها لهيمنة الماضي؛ فاليمن بحاجة لبناء دولة حقيقية، دولة مؤسّسات، وعدالة وتعليم، الهيمنة الأمريكية إلى الأفول ضمن السنن التي لا تتبدل، والحضور الغربي العاجز أظهر عيوبه التي لا تحصى، ويكفينا تنبؤات القيادات الغربية بأن أُورُوبا تحتضر إن لم تكن قد ماتت، فيما المستقبل للمنطقة العربية التي تستطيع أن تحجز لها مكاناً لو أحسنت استغلال الفرصة القادمة، بعد أن أفشل محور المقاومة مشروعَ تصفية القضية الفلسطينية، والتي اكتسبت حضورًا وزخمًا عالميًّا غير مسبوق؛ فيما أصبح الكيان الغاصب يبحث عمن يستنجد به من محاكمات قيادته المجرمة في حق فلسطين والإنسانية.