السبت 12, يوليو 2025

728x90 AdSpace

20 مايو 2013

وكالة السبئي للانباء-سـام الاعتذار لصنعاء أولاً..!

السبئي نت بقلم أحمد ناصر الشريف: لا نعتقد انه يوجد شعب في العالم يخرب مصالحه العامة بأياديه التي تعتبر ملكا للجميعويستفيد منها عامة الناس مثلما هو موجود في اليمن.. ولا توجد حكومة في أي بلد غير قادرة على ضبط المخربين مع أنها تعرف أماكنهم وتعلن أسماءهم في وسائل الإعلام كما هو موجود في اليمن..! وهنا يطرح السؤال نفسه
:هل العيب فينا نحن اليمنيين كشعب أم إن العيب في مسؤولينا كحكومة؟ وان كنت اعتقد أن المسؤولية مشتركة فلا تتحملها الحكومة بمفردها ولا يتحملها الشعب وحده لأن مجموعة عوامل قد تكون وراء ما وصلنا إليه من هوان في حق انفسنا صنعناه بأيدينا.. من أهمها غياب هيبة الدولة التي اختفت تماماً من حياة الناس ولم يعد يشعر بوجودها المواطن إلا من خلال ما يسمعه عنها في وسائل الإعلام.. وهو ما يعني أنها تحولت إلى دولة على الورق بدليل أن أجنحتها المتمثلة في أجهزتها الرسمية مدنية وأمنية قد تم قصقصتها فأصبحت عاجزة عن التحليق بحيث تكون حاضرة عند كل مشكلة تحدث لتمارس المهام المناطة بها والتي أنشئت من أجلها.. إضافة إلى سلبية المواطن التي ساهمت في وصولنا إلى ما وصلنا إليه. 
من يصدق أن العاصمة صنعاء التي تعتبر بالنسبة للشعب اليمني بكل محافظاته ومناطقه بمثابة الرأس من الجسد قد أصبحت تئن تحت وطأة الظلم الذي حل بها من قبل أبنائها ولا تجد من ينصفها أو حتى يعتذر لها ويشفق عليها مع أن كل مؤسسات الدولة موجودة بداخلها حيث يأتي إليها المواطن اليمني من اطراف بعيدة باحثا عن العدل والإنصاف في هذه المؤسسات ولكنه لا يجدهما ولا يعثر عليهما.. لأن فاقد الشيء أصلا لا يعطيه.. ومن يتأمل في وضع العاصمة صنعاء التي يفترض أن تبدأ الإصلاحات وعملية التغيير من داخلها لا يشاهد فيها إلا تلك المدينة المظلومة المجزأة التي تحملت من الجور والضيم على أيدي أبنائها ما لا طاقة لها بتحمله وهو ما يجعل كل مواطن ينظر إليها وهي تحمل هذه الصورة القاتمة يزداد إشفاقاً عليها. 
لم تعد صنعاء تلك المدينة المشهورة التي عرفت عبر تاريخها منطلقا لبسط نفوذ الدولة عبرها إلى كل مناطق اليمن وكانت تشكل مأوى لمن يريد أن يطلب الأمان فيها حينما كان يلجأ إليها المواطن سيرا على الأقدام ليحتمي بها ويقدم مظلمته لمن يهمه الأمر لإنصافه ..لكن اليوم صارت صنعاء هي التي تطالب بإنصافها جراء ما لحق بها من خراب ودمار وتقاسم أجزائها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية من قبل أصحاب الجاه والنفوذ في ظل الغياب التام للحكومة وأجهزتها المدنية والعسكرية التي تحولت مهمتها من حماية المواطن وتأمينه إلى تخويفه وإرعابه حيث لم يصدق المسؤولون في الأجهزة الأمنية والقضائية بأن يأتي اليهم مواطن بشكوى كيدية ضد آخر اختلف معه فيحركون الأطقم بسرعة البرق للقبض عليه دون التأكد من صحة الشكوى وما قد يترتب عليها من تبعات لا يقوى على تحملها المواطن المظلوم.. بينما عند ما تأتي إلى هذا المسؤول أو ذاك بلاغات تتعلق بأمن الوطن والمواطن أو بجريمة ترتكب أو عمل تخريبي فانهم لا يهتمون بها وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد.. بل إن المسؤول لا يكلف نفسه حتى مجرد النظر فيما ترده من بلاغات كهذه! 
على سبيل المثال حدود اليمن البحرية تنتهك وتتعرض لأبشع التصرفات من قبل الآخرين ولا تجد من يدافع عنها.. فالثروات السمكية تنهب وتجرف والصيادون اليمنيون يحتجزون مع قواربهم في مياهنا الإقليمية والجهات المسؤولة عن حماية البلاد والعباد مشغولة بالتمترس في المدن وفي مقدمتها العاصمة صنعاء لمواجهة بعضه البعض حماية وإرضاء لمن تسببوا في خراب ودمار الوطن وجعلوا من نصف هذا الجيش العرمرم أسماء وهمية ليستثمروا مرتباتهم التي تكلف الدولة المليارات ويتاجرون بها وينشؤون الشركات وفي نفس الوقت مغيبين دور الجيش الوطني الذي يجب أن يضطلع به لحماية الوطن وسيادته واستقلاله كما حالوا دون بنائه على أسس علمية سليمة ليصبح جيشا وطنيا مؤهلا يمثل صمام أمان الوطن ورمز وحدته والحارس الأمين على أمنه واستقراره ومكاسبه المتحققة. 
لقد أرادوا للجيش اليمني سابقاً أن يكون جيشا مقسما متعدد الولاءات لأشخاص فحولوه من جيش يتشكل باتجاه أن يكون وطنياً إلى مليشيات خاصة تتناسب مع العقلية العصبوية القبلية الأوتوقراطية التي لاوجود في عقلها المتخلف أي مفهوم للوطن والمواطنة.. فهم يعتقدون أن السلطة والهيمنة بالنسبة لهم تأتي بها القوة والغلبة وهذه الذهنية المريضة (بالشوزفرينيا) لا شفاء منها إلا بالاستئصال الكامل والا ما معنى هذا الإصرار العجيب على الدمار والخراب لكل شيء ..وفي وضعية كهذه يستحيل أن نبني وطناً أو دولة.. فإما نحن أو نفنى بجنون هؤلاء الذين يريدون فرض خياراتهم علينا: نحكمكم أو ندمركم. 
قد لا يعرف الجيل الجديد الذي يعيش في ظل وضع كهذا أن اليمن بدولتها كانت موغلة في التاريخ وهي اقدم كيان دولي في الوطن العربي كان له مقوماته الدولية والبشرية والجغرافية والحضارية وقد كانت اليمن في مراحل سابقة يمناً قحاً وسعيداً.. فهل نستطيع اليوم العودة به إلى ما كان عليه بإرادتنا وعزيمتنا أم إننا سنظل نعول على الدور الخارجي ليحل لنا مشاكلنا ويجعل من أشرنا اليهم آنفا هم من يتحكمون في مصيرنا كونهم مرتبطين بهذا الدور الخارجي وينفذون تعليماته وتوجيهاته؟ انه سؤال مهم محتاج منا كيمنيين إلى جواب على ارض الواقع لنكون أو لا نكون.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الاعتذار لصنعاء أولاً..! Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام