السبئي نت - دمشق
أكد الاتحاد العام لنقابات العمال أن عيد العمال العالمي يأتي هذا العام وسورية ما زالت تتعرض "لأشرس حرب كونية من قوى البغي والعدوان وفي مقدمتهم أحفاد من أغرق انتفاضة شيكاغو بدماء أبنائها والذين ما زالوا يواصلون تآمرهم على نضالات وتطلعات الشعوب العادلة".
وأوضح الاتحاد في بيان له بمناسبة عيد العمال العالمي تلقت سانا نسخة منه "إن الإدارة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني والحكومات الغربية يواصلون بالتواطؤ مع دول عربية حربهم السافرة على وطننا عبر تنظيمات إرهابية ومرتزقة من مختلف أنحاء العالم وعلى رأس هذه التنظيمات القاعدة وجبهة النصرة وقوى تكفيرية مولت وسلحت وفتحت لهم دول الجوار منافذ ليتسللوا منها إلى سورية ليمارسوا بالنيابة عن الإمبريالية جرائم قل نظيرها في العصر الحديث".
وبين الاتحاد في بيانه "أن هذه الحرب المتواصلة والشاملة أنزلت بشعبنا وعمالنا ووطننا كوارث إنسانية واجتماعية واقتصادية كبيرة أصابت الصناعة وأدت إلى تدمير الكثير من البنى التحتية وشل السياحة واغتيال خيرة العقول والكفاءات والكوادر الوطنية وقوضت الكثير مما حققناه بعرق عمالنا وجهد كوادرنا وبتضحيات شعبنا حيث سقط ضحيتها أكثر من أربعة آلاف شهيد من عمالنا".
وأشار الاتحاد إلى "أن المجازر التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية والتكفيرية المسلحة في مدينة عدرا العمالية وكسب ومعلولا واعتداءاتها على المقدسات الاسلامية والمسيحية وسرقة المعامل والمصانع والآثار وتهريبها إلى تركيا ودول أخرى ونهب خيرات سورية من قمح وقطن ونفط وتخريب البنية التحتية والخدمات والاستهداف اليومي للمواطنين في الشوارع والجامعات والمدارس والمشافي بقذائف حقدهم شواهد صارخة على جاهليتهم وهمجيتهم".
ولفت إلى أن هذه الحرب عجزت عن كسر إرادة شعبنا الذي بقي صامدا متمسكا بالكرامة والاستقلال ونهج سوري الوطني التحرري ملتفا حول قيادته وجيشه الباسل وهو يتصدى ببطولة متناهية للإرهاب والعدوان محققا إنجازات في كل أنحاء الوطن الغالي".
ونوه البيان بانتصارات الجيش العربي السوري الباسل والتي تشكل مصدر فخر واعتزاز لكل سوري وعربي حر لايباع ويشترى في أسواق نخاسة النفط مبينا أن هذه الانتصارات شكلت حافزا يدفعنا إلى النهوض بكامل مسؤولياتنا في هذه المرحلة المصيرية التي نمر بها اليوم وقدوة نهتدي بها في افتداء الوطن والدفاع عن الكرامة والاستقلال والسيادة الوطنية وثوابت سورية الوطنية.
واعتبر الاتحاد في بيانه أن انتصار سورية يرتب علينا مسؤوليات جساما تحتم المزيد من رص الصفوف والتلاحم ومضاعفة الجهد والعمل لتضميد الجرح الوطني النازف والعمل على تكريس المصالحة الوطنية ومساعدة من هجروا من مناطقهم وبيوتهم ومن فقدوا مصدر عيشهم بعد أن خسروا أعمالهم حيث يشكل هؤلاء قوة عمل يزيد تعدادها على ثلاثة ملايين عامل من القطاعين العام والخاص".
وأضاف البيان "أن تحصين صمود سورية يجب أن يبقى أول أولوياتنا وضمانة لمواصلة النهج الوطني التحرري وتعزيز الوحدة والتلاحم الوطني وإفشال مخططات المعتدين التي تستهدف سورية الدولة وتفتيتها" مشيرا إلى ضرورة العمل بكل مثابرة وإخلاص لإصلاح ما دمر من بنى تحتية ومعامل ومنشآت عامة وخاصة بأيدي وخبرات وطنية ومساعدة الأصدقاء.
وأشار الاتحاد إلى ضرورة تعبئة الطاقات والإمكانات وحشد أوسع مشاركة جماهيرية تلبية للاستحقاق الدستوري المتمثل في انتخابات منصب رئيس الجمهورية والنهوض بمسؤوليتنا على أكمل وجه لأن الوطن بحاجة إلى جهد كل أبنائه ومشاركتهم في معركة الدفاع عن الحاضر والمستقبل مؤكدا أن عمال سورية وحركتهم النقابية يؤمنون بأن المرحلة المقبلة تمثل حماية للوحدة الوطنية وترسيخا للثوابت الوطنية والقومية وحفاظا على الإنجازات والمكاسب التي تحققت لجماهير شعبنا وطبقتنا العاملة وضمان مستقبل سورية المتجددة.
وجدد الاتحاد في بيانه مطالبته "بتحديد هوية واضحة لا لبس فيها للاقتصاد الوطني تنأى عن كوارث الليبرالية الجديدة وتمكن من استمرار التنمية الشاملة وتحقق العدالة الاجتماعية وتضمن مكانة متقدمة للقطاع العام" الذي أثبت مجددا أنه سند سورية وحصانتها وسبيلها الأمثل للغد الأفضل داعيا إلى توفير فرص العمل وتلبية احتياجات الوطن والمواطن وإلى الضرب بيد من حديد تجار الأزمات لأن من يستغل حاجة المواطن في هذه الظروف والأزمة الراهنة لتكديس الثروات لا يقل خطورة عن الارهابي الذي يقتل شعبنا ويدمر وطننا.
وقال البيان " لقد كان عمال سورية عبر تاريخهم المشرف سباقين في التضحية والفداء والعمل من أجل حرية الوطن واستقلاله وكرامة المواطن وعزته وعلى هذا الطريق ما زلنا نسير نقدم قوافل الشهداء فداء للوطن ونبني ونعلي بنيان سورية الصامدة الأبية وندافع عن قضايا المصير والوجود الوطني والقومي ونسهم مع كل أحرار العالم وقواه الحية في النضال ضد كل أشكال الاستعمار والاستعباد والتسلط والنهب والاستغلال الإمبريالي الصهيوني".
وحيا الاتحاد المناضلين في الجولان العربي السوري المحتل ولواء اسكندرون السليب الذين يواصلون مقاومتهم للاحتلال وشهداء الوطن وأحرار الوطن العربي والعالم لمواقفهم المناصرة لسورية في مجابهتها للعدوان والإرهاب والاحتلال.
وتحيي الطبقة العاملة وحركتها النقابية في كل أنحاء العالم يوم الأول من أيار عيد العمال العالمي تعبيرا عن تقديرها لشهداء انتفاضة شيكاغو 1886 ولكل من سقط في ميادين النضال ضد مختلف أشكال الاستغلال والقهر والاستعمار من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والسلم العالمي وتأكيدا على عزم العمال والشعوب وقواها الوطنية التقدمية على مواصلة العمل والنضال لبناء الحاضر الأحسن الذي تنتفي فيه كل أشكال التسلط الاستعماري والعدوان والحروب الإمبريالية.