728x90 AdSpace

17 سبتمبر 2019

السلام .... وجرائم الاحتلال والمليشيات التابعة لها في جنوب الوطن .

السبئي - كتب / محمد السمان :
حين نتحدث عن السلام في وطننا اليمن ، فأننا نتحدث عنه كضرورة من أجل الحياة ، وليس من باب الترفيه والترف .

إننا ننشد السلام كقيمة إنسانية من أجل التعايش  والتوافق والمصالحة بين مختلف مكونات المجتمع في بلدنا الحبيب . 
نطالب بالسلام وتحقيق الأمن والأمان ووقف الحرب والاقتتال ، من أجل وقف نزيف الدم اليمني وحفاظا على ما تبقى من النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب خلال السنوات الخمس الماضية .
يكفي فقط ان نسأل أو نتساءل عما حققته الحرب خلال الاعوام الماضية ، وما الذي أنجزته دول تحالف الشر الهمجي من خلال حربها على اليمن اليمنيين تحت ذريعة إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب .
لقد دمرت السعودية والدول المشاركة معها في هذه الحرب العبثية  ، كل البنية التحتية لبلادنا ، قصفت المدارس والمستشفيات والجامعات والسجون والمزارع والمصانع ومحطات الوقود والمنازل والجسور والطرقات والمؤسسات العامة والخاصة والأسواق التجارية والشعبية والاعراس والاحزان وقتلت الاطفال والنساء والشيوخ والابرياء والمدنيين  والابقار والأغنام واستهدفوا بحربهم اليمن كل اليمن ببرها وبحرها وحتى مرتزقتهم لم يسلموا منهم فقد قصفوهم مرات عديدة والمتكررة .
 وبرغم كل ذلك لم تعد الشرعية ولم يسقط الانقلاب ، بل على العكس من ذلك أستطاع الحوثيين أن يفرضوا أنفسهم كسلطة أمر واقع وحاربوا في كل الجبهات من أجل الحفاظ على مناطق سيطرتهم وتأمينها  وتحقيق الأمن والاستقرار فيها لكل المواطنين المقيمين والمتواجدين عليها .
لقد شاهدنا وتابعنا طوال الفترة الماضية 
ما يحدث في مناطق جنوب الوطن الواقعة تحت الاحتلال السعودي - الاماراتي ،  من اقتتال ومعارك دامية بين مرتزقة وعملاء النفط الخليجي

فيما عجزت الشرعية الوهمية من ترسيخ تواجدها وتثبيت أركانها في مناطق تدعي أنها تسيطر عليها .
واليوم وبسبب الشرعية الوهمية  ( والرخوة ) أصبحت نصف اليمن تقبع تحت سيطرة قوات الإحتلال السعودي - الإماراتي ، ولم يعد لشريعة هادي وجموع المرتزقة الذين فروا معه إلى الرياض ، لم يعد لهم أي قدرة على الحضور أو التواجد في مناطق سيطرة الاحتلال التي يدعون أنهم إستعادوها ، ناهيك عن الإهانة والإذلال والمواقف والصفعات المتلاحقة التي  يتعرض لها هادي وحكومة المرتزقة من قبل مليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا ، مع العلم أن هذا الكيان هو أحد حلفاء سلطة هادي  المشاركين في تدمير الوطن وتمزيق نسيجه الاجتماعي وجلب قوات الاحتلال إلى معظم محافظات جنوب اليمن .  
لقد شاهدنا وتابعنا طوال الفترة الماضية  ما يحدث في مناطق جنوب الوطن الواقعة تحت الاحتلال السعودي - الاماراتي ،  من اقتتال ومعارك دامية بين مرتزقة وعملاء النفط الخليجي ، كما رأينا عدد من الجرائم الانسانية التي تقوم بها مليشيات المجلس الانتقالي بحق عدد من  المواطنيين المحسوبين على محافظات شمالية ، هذه الجرائم التي تدمي القلب وتجعلنا نتخسر  على وطننا ومجتمعنا الذي يتعرض لحرب إبادة ممنهجة  تقودها جارة السوء السعودية وحليفتها  الامارات ، وبأيادي يمنية مرتزقة ومأجورة للاسف الشديد . 
علينا أن نقف ولو لحظة واحدة مع أنفسنا وضمائرنا ونتساءل ما ذنب ذلك الطفل الذي قتل بدم بارد وبطريقة همجية متوحشة من قبل عناصر المجلس الانتقالي الموالي للإمارات ، وهي نفس الطريقة والاسلوب المتبع في عملية القتل وتصفية الخصوم  من قبل الجماعات الارهابية المسلحة ، وما هو الجرم الذي ارتكبه المواطنون الابرياء الذين تم قتلهم بسبب إنتماءاتهم الجغرافية .
إن تلك الجرائم والاعمال اللا إنسانية التي ارتكبت في حق الأبرياء الذين تم قتلهم وتصفيتهم وسحلهم خلال الأيام والاسابيع الماضية ، تنم  عن أن التوجه  والاهداف واحدة بين الجماعات المتطرفة الارهابية وبين جماعة هادي ومليشيات الانتقالي ، كما أن الامر يعد بمثابة دليلا دامغا بأن شرعية هادي ليست سوى شرعنة للتنظيمات والجماعات الارهابية المسلحة وليس أكثر . 
الان وبعد خمسة أعوام من الخرب والاقتتال والدمار والخراب ، نجد أنفسنا ملزمين بالجواب أو البحث عن الجواب الشافي لسؤال يطرحه نفسه وبقوة - إلى أين ستأخذنا هذه الحرب المتوحشة ؟ 
وبالعودة الى تلك الاعمال والجرائم الإنسانية التي شاهدناها في مقاطع فيديو متداولة على مواقع اخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي والتي تظهر كيف يتم قتل وسحل مواطنين أبرياء واطفال وشيوخ من قبل جماعات ومليشيات مسلحة مدعومة من قوات الاحتلال وبذريعة تحرير الجنوب . 
كما أنه من المناسب بل والضروري أن نتساءل عن موقف المنظمات الحقوقية والانسانية والمدنية  ازاء هذه الجرائم المرتكبة بحق الابرياء في مناطق سيطرة قوات الاحتلال السعودي - الاماراتي  . 
علي جميع المنظمات الحقوقية والانسانية المعنية بالدفاع عن الإنسان وكرامته وحقوقه ، أن تتحرك لمتابعة وملاحقة مرتكبي هذه الجرائم ، كما يحب عليها رصد وتوثيق كافة الأعمال والممارسات وجرائم قوات الاحتلال ومليشياتها في كافة مناطق جنوب الوطن وتقديم تقارير وبيانات وأرقام الى مجلس الامن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بهذا الخصوص ، وعليها أن تضغط في إتجاه انهاء الحرب الظالمة على اليمن و اليمنيين وتحقيق السلام الشامل بين مكونات المجتمع اليمني دون أي تدخل خارجي .
لقد سئمنا الحرب وزادت أوجاعها وتضاعفت معاناتنا بسببها والأهم من ذلك أنها دمرت نسيجنا الاجتماعي ومنظومة قيمنا الاخلاقية والإنسانية ، وهو ما يستدعي علينا جميعا في هذا الوطن العمل على  تشكيل جبهة وطنية واسعة وعريضة للمطالبة والضغط بوقف الحرب وإحلال السلام في وطننا  . 
ويجب أن نذكر هنا أن جرائم التحالف الهمجي بحق اليمن و اليمنيين إن غفلت عنها المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أو تعمدت التستر عليها فإننا بدورنا لن ننساها أو نتغافل عنها وسيتم ملاحقتهم قضائيا وقانونيا وانسانيا واخلاقيا أمام جميع الجهات الدولية المعنية . 
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: السلام .... وجرائم الاحتلال والمليشيات التابعة لها في جنوب الوطن . Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً