728x90 AdSpace

24 مارس 2019

من الذاكرة المقال رقم (16) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد

بقلم / أحمد الرازحي  :
من الذاكرة المقال رقم (16) الرئيس ومرافقيه:(٣)وهناك الكثير من الأوفياء ممن رافقوا "الرئيس الصماد" وبعد استشهاده لم يهدأ لهم بالٌ، وشدوا رحالهم إلى جبهة العز والكرامة، وكان من ضمنهم المجاهد "عبدالله حسين هاشم" أحد مرافقي الرئيس الشهيد الصماد، عندما استشهد الرئيس كان "عبدالله" في مهمة –بالرغم أنه كان أكثر شخص ملازمٍ للرئيس في حله وترحاله- ومن بعد استشهاد الصماد لم يهدأ له بال، ونزل مجاهداً في الساحل الغربي واستشهد في شهر أكتوبر 2018م في معركة النصر في الحديدة رحمة الله عليه. 

  وكان الشهيد "عبد الله" السبّاق في سدِّ أي ثغرة أمنية قد تؤدي إلى الرئيس، وأذكر يوم نزلنا إلى "محافظة ريمة"  جارة القمر والنجوم ومن أعلى قمة في "جبال ريمة" حيثُ قمم الجبال تعانق السماء، أطلّ الرئيس الشهيد من أعلى منصّة يمكن من خلالها مشاهدة الجمال الطبيعي للمنطقة في أبهى صورها، استمتعنا بمشاهدة الأودية والمنحدرات، والجروف الحادة، التي تشكل مناظر رائعة ومذهلة تسر الناظرين المتأملين في بدائع صنع الله، وكان الوزراء وبعض المسؤولين يبدو عليهم  الانبهار والاندهاش وربما الحيطة والحذر وهم ينظرون إلى أسفل الجبل بالرغم أنهم من خلف الحاجز...لكن رجل الحماية "عبدالله حسين هاشم" يقفُ بكل شموخ على الحافة ليحمي الرئيس غير مبالياً بالمنحدر الشاهق الذي لو زلّت قدمه قيد أنملة سيتحول إلى قطع متناثرة، فسلام الله عليهم أجمعين
أيها الشهيد الراحلُ إلى ربه، إنّ بين جنبيّ لوعةً تعتلجُ بنيران فراقك لا أعرف سبيلاً إلى التعبير عنها إلا القلم، ولا يُغني عني شيئاً.
ولا أدري كيف أُعبّر عن وجدي عليك يا صديقي الغالي.
يا عبد الله: طِبتَ حيَّاً وشهيداً حيَّاً، كُنت رفيقاً للرئيس الشهيد الصماد وخدمتَ أُمتك في حياتك وبعد استشهادك.
يا عبد الله: لا أدري هل أندب حظاً عاثراً لفراقك؟ أم أفرحُ لنيلك وسام ا لشهادة ومرافقة الرئيس الشهيد في الجنان، وأبلغ عني السلام للرئيس الشهيد ومرافقيه.
وآحسرتاه على الصّماد وآحسرتاه على "أبي عادل" وعبود وبقية الرفاق.
الصمّاد يا بدر اليمن، كُنت كلما أطّلعت علينا أضأت ما أظلم من أيام حياتنا، وكأنما ألم فراقك كان هيناً على قلوبنا حتى أُضيف عبود!!. 
لقد أضرموا ناراً في صدورنا، وحوّلوا بِيض أيّامنا إلى أحلك من الليالي المظلمات، نحترق بألم الفراق ونتوسّد التراب ونكتوي بلهيب ناره المستعر، وما يعصم قلوبنا هو إيماننا بأن الله هو من اتخذك شهيداً (وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء)، والشهادة كرامة للشهداء فهي اختيارٌ واصطفاءٌ إلهيٌ لهم، نفرح ونحزن، ففرحتنا للشهيد فوزه بالشهادة والاصطفاء، وحزننا؛ لأنهم خسارة علينا وعلى المجتمع، الذي يفقد أعظم رجاله وخيرة أبنائه، ولا يتنافى شعور الحزن والألم مع افتخارنا واعتزازنا بهم.
للمزيد:

من الذاكرة المقال رقم (15) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: من الذاكرة المقال رقم (16) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً