728x90 AdSpace

23 مارس 2019

من الذاكرة المقال رقم (15) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد

بقلم / أحمد الرازحي : 
من الذاكرة المقال رقم (15)الرئيس ومرافقيه:(٢)وأذكر موقفاً يتعلق بأحد مرافقي الرئيس، وهو الأخ "عبد الباري محمد علي مناع" (أبو عادل) والذي استشهد مع الرئيس. كان الرئيس الشهيد يرتاح كثيراً للشهيد "أبو عادل" ويحترمه ويقدره، وكنت أحترمه كثيراً لاحترام الرئيس له، ولكونه نموذجاً فريداً، وكنا لا نتحمل فراقه لأيام.

وفي بداية "المجلس السياسي" كان "أبو عادل" ملازماً للرئيس الصماد في حِلّه وتِرحاله، وكان له دور كبير في مساعدتنا للقيام بأعمالنا.
وذات يوم تفاجأت بأن الرئيس نقل عمل "أبو عادل" إلى التحويلة في "القصر الجمهوري"، انتظرت أياماً لعلّه يعود إلى عمله برفقة الرئيس، لكنه لم يعُد، ولم أدرِ ما هو السبب، لكن ابتعاده كان له أثرٌ غير إيجابيٍ على أداء العمل.. قلت في نفسي: لعل هناك مشكلة مّا... وقلت: لابدّ من مناقشة ذلك مع الرئيس... وأكثر من مرّة أحاول أن أسأل الرئيس، لماذا نقلت "أبو عادل" إلى التحويلة؟ ويتم تأجيل السؤال، لقد كنت متردداً في طرح السؤال، وذات يوم ونحن والرئيس في (فلة 7) في "القصر الجمهوري" وقبل مغادرته -بعد انتهاء العمل- طرحت السؤال بأسلوب آخر، بأن انتقال "أبو عادل" إلى التحويلة ترك فجوةً في الدور الذي كان يقوم به عندما يكون برفقته.
فأجاب الرئيس بجوابٍ مازال يتردّد على مسامعي إلى اليوم، كلما أتذكر "أبو عادل" أو أنظر إلى صورته.
لقد قال الرئيس وهو ينظر إلى الأرض: (يا أخي "أبو عادل" أنا أستحي منه، فهو تقريباً في عمري وأحرج كثيراً عندما أطلب منه مساعدتي في بعض الأشياء).
لم أناقشه بعد الجواب، واكتفيتُ بما سمعت وغادرت وأنا محتار في أدب وأخلاق هذا الرئيس.
كان وقعُ هذا الجواب على نفسي أشدّ من المشي على شفرات السيوف وأسنة الرماح وأنا أراجع حساباتي في التعامل مع من حولي.
وانتظرت تقريباً شهراً كاملاً ثم طلبت من الرئيس أن يُعيد "أبو عادل" للعمل برفقته، وأبديت الأسباب، وكيف القصور في العمل نتيجة غياب "أبو عادل".
فوافق الرئيس وعاد "أبو عادل" لعمله برفقة الرئيس ولم يفارقه حتى استشهد معه في 19 أبريل فسلام الله عليهم أجمعين.
استشهد "أبو عادل" مع الرئيس الصماد، فعرفت معنى فقدان الصديق، لم يكن صديقي "أبو عادل" أذكى الناس ولا أعلمهم ولا أعقلهم، لكنه كان أوفى الناس وأصدقهم حيثُ لم يترك الرئيس الصماد وحيداً في واقعة طف العصر.
فمن يُرِد أن يكون من الأوفياء فليجعل بين يديه حياة "أبو عادل"؛ ليتعلم منها كيف الوفاء والتضحية.
للمزيد

  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: من الذاكرة المقال رقم (15) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً