بقلم :هشام الهبيشان .
مازالت دروس التاريخ تعلمنا ان من لايقرأ الماضي لايعرف الحاضر ولايستطيع ان يتكهن بالمستقبل ومع ذلك فمازالت فئات ليست بقليلة من امتنا العربية وألاسلامية تصطنع لنفسها اطار خاص مبني على "عاطفة حمقاء" تؤمن بوقائع مبرمجة يحكهما ويديرها بشكل أساسي رؤى وجداول ومخططات زمنية قذره ابتكرتها وصممتها القوى الصهيو -ماسونية،التي تغزو منطقتنا، وماهذه الكيانات والجماعات "الهلامية" من أمثال "داعش" الاجزء من مخطط طويل لهذه القوى الغازية يستهدف تصفية جغرافيا وديمغرافيا هذه الامة ليقام على انقاضها، "النظام العالمي الجديد" بعد اقتسام الكعكة العربية وألاسلامية بين هذه القوى الغربية،الصهيو -ماسونية،
ومن هنا جاء حديث السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية ألايرانية,الذي وضع النقاط على الحروف عندما أعلن أن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يسعون إلى "إيجاد العداوة والتفرقة بين المسلمين، تحت مسمى القضاء على تنظيم "داعش"،ومن خلال حديثه ألاخير و في كلمة ألقاها بمناسبة "عيد الغدير" الذي يحتفل بها ألاشقاءالإيرانيون في ولاية "الإمام علي - رضي ألله عنه ",,ويكمل هنا السيد علي خامنئي في حديثه بهذه المناسبة" أن قوى الاستكبار تسعى إلى زيادة المسافة بين السنة والشيعة"، موضحآ أن ظهور التيارات المتطرفة ما هو إلا حصيلة للسياسات الاستعمارية الغربية –الصهيونية بالمنطقة ,,
ومن حديث السيد علي خامنئي نستدل بسهولة وبوقائع تتحدث عن نفسها , أن الدول التي ضربتها عاصفة الربيع العربي الاستعمارية،,وما تبعها من ظهور تنظيمات متطرفة تتستر بعباءة ألاسلام ,بهذه الدول, كيف أنها عاشت وما زالت تعيش حالة الفوضى،، فضربها الارهاب وبقوة وحاول تقسيم المجتمعات المتماسكة ألى كانتونات طائفية وعرقية ومذهبية، وعليه، وكنتيجة أولية لهذه المشاريع الاستعمارية فقد دمرت البنى التحتية وحاولت قوى التطرف ضرب معالم الحضارة والتراث الدال على نضالات الشعوب الاسلامية للتحرر,,ووحدتها التاريخية بكل مكوناتها بنضالها التحرري ضد قوى الاستعمار على مدى التاريخ،، وهدف قوى الاستعمار كما تحدث السيد خامنئي ,,من نشر كل هذه الفوضى هو أن تفقد الاجيال القادمة القيمة الحضارية للاوطان وتاريخها النضالي ضد الاستعباد وضد حالة الفوضى التي تهدف الى تمزيق الاوطان وخلق اجيال تدين بالؤلاء المطلق لقوى ألاستعمار الجديدة المتجددة التي تغزو منطقتنا من جديد ,,
وقد وضح السيد خامنئي أن مجموع هذه التنظيمات المتطرفة من أمثال "داعش "ماهي ألا صناعة أميركية –صهيونية ,,بحته ,,ومن هنا نؤكد نحن ذلك وبألادله , ففي كتاب "خيارات صعبه" لوزيرة الخارجيه الامريكيه السابقه هيلاري كلينتون وتقول هنا مخصصة الحديث عن هذا التنظيم "داعش" أن الإدارة الأميركية أنشأت "داعش" لتقسيم الشرق الأوسط، واعترفت بأن الإدارة الأميركية عندما أنشأت هذا الكيان "الهلامي" كانت عازمه على إعلان الدولة الإسلامية يوم 2013/05/07،، وتكمل هنا الحديث وتقول "وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها فورآ" وتتابع الحديث كنت قد زرت 112 دولة في العالم،، وتم الاتفاق مع بعض "الأصدقاء" على الاعتراف بداعش لدى إعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" وتكمل "كل شيء كسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث في مصر،، وبعدما فشل مشروعنا في مصر عقب سقوط الإخوان المسلمين، كان التوجه إلى دول الخليج، وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا الإخوان هناك، فالسعودية ثم الإمارات والبحرين وعمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي، وتصبح السيطرة لنا بالكامل، خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية وإذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير" ,,,
ويعلم هنا جميع المطلعين على خفايا هذا التنظيم "داعش " ،أنه ما كان لينمو ويصبح اكبر بكثير من حجمه الذي يجب ان يكون فيه، لولا تغذيته الاخيرة التي تمت بشمال وغرب العراق فهو نجح بسهولة الى الوصول الى مخازن اسلحة أمريكية متواجدة بشمال وغرب العراق، "وقبلها نجح بالوصول وبسهولة أيضآ الى مخازن سلاح أمريكية بشمال سورية وبريف حلب المحاذي للحدود التركية تحديدآ "، وفيها ومن خلالها نجح بالتمدد حتى وصل الى مشارف بغداد" جنوبآ "وألى مشارف أربيل بأقصى" شمال العراق "ونجح من خلال هذه الاسلحة ألتي "سلمت "له بشمال وغرب العراق ومن شمال سوريا,, بالتمدد أيضآ بشمال وشمال شرق سورية،
ومن هنا نقرأ أن هذه التغذيه الصهيو-الامريكية، لمسوخ هذا التنظيم كانت مقصودة ومدبره،، حتى ينمو هذا التنظيم وتكون هذه القوه "الهلاميه"، لهذأ التنظيم هي الحجه للتدخل،، بحجة وقف تمدد هذا التنظيم،,,ومن خلال هذه الحجج ستصل أميركا والصهاينة الى كل أهدافهم الهدامة بمنطقتنا ,,
وبهذا فقد وضع السيد علي خامنئي النقاط على الحروف ففي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الامة وفق مسارها الحالي ووفق حالة الانهزام والانكسار التي خلفتها حالة الربيع العربي وما تبعها من تحول لهذا الربيع الى خريف دامي تسللت من خلاله اجندات ومؤامرات الغرب الما سوني- المتصهين الى مصر وسوريا واليمن وليبيا وتونس وغيرها ,,
ومن هنا كانت دعوة السيد علي خامنئي الى ألأمة كل ألامة الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لمواجهة هذه الفوضى المبرمجة والمعدة مسبقآ والتي أورثت حالة من الدمار الممنهج بالمنطقه،، وهنا فمن الطبيعي عندما تكون بعض البلدان العربية المسلمة و المحورية بحالة فوضى فحينها من الطبيعي ان يكون وضع الأمة ككل بشكل عام هو الاخر يعيش بنفس حالة الفوضى تلك ,,ولو بتراتبية اقل وفق الجغرافيا والديمغرافيا التي تتبع هذه العوامل الرئيسية بحالة الفوضى تلك،،
وبالنهاية ,,فقد كان حديث السيد علي خامنئي ,,هو بمثابة الرسالة التي تضع جميع النقاط على الحروف ,وهي رسالة وحده وتوحد الى أبناء ألامة ككل بغض النظر عن الطائفة او العرق ,,وهي دعوة لنبذ أسباب الخلاف ,,لرص الصفوف لمواجهة مشروع غزو أستعماري يستهدف ألامة كل ألامة ,,وبغض النظر عن حديث بعض الحاقدين والذين يحاولون شيطنة ألنظام ألايراني ورموزه ,,فهذه الرسالة وجهت الى كل أبناء الأمة ,وينتظر أن يتم الرد عليها من الجميع ,,فالمرحلة خطرة والنارالتي أشعلتها القوى الصهيو –ماسونية وأدواتها بمنطقتنا قد أشتعلت فعلآ ووأشكت على احراق الجميع ,,وينتظر من الجميع ألاشتراك بأخمادها ,,وهنا ومن هذه المرحلة الخطرة تحديدآ سيظهر من كان مع ألامة وبصفها وستسقط أقنعة كل من أدعى من بعض "ألاعراب "أنه كان بصف ألامة والحقيقة أنه كان بصف أعداء هذه ألامة.......
*كاتب وناشط سياسي –ألاردن.
hesham.awamleh@yahoo.com