بقلم : دنيز نجم .
من ينظر إلى منطقة عين العرب يعتقد بأنها منطقة غير إستراتيجية ولكنها على عكس ذلك لأنها ذات أهمية بالغة الخطورة بالنسبة للصهاينة فهي من حيث الإسم تمثل إحدى رموزهم الأساسية ألا وهي ( عين الشيطان ) وهذا يعني أنها عين الصهاينة التي تطل على العرب والتي منها ستبدأ التصفيات النهائية للأنظمة العربية المقاومة .
ولو دققنا في الإختراعات الإلكترونية التي ظهرت مؤخراً و التي تعرف عن الإنسان أكثر ما يعرف عن نفسه سنجد أن أغلبها تحمل كلمة ( عين ) فعلى سبيل المثال ( IPone- IMac- ) وهناك أيضاً فيلم رعب أميركي بعنوان ( I see you ) و الذي يعني بأنني أراقبك أينما كنت والمعنى الباطني لهذه العين هو أنها عين الشيطان الصهيوني الماسوني التي تغلغلت فيما بيننا لتتجسس علينا وتراقبنا عن كثب لأنها تدبر لنا زوالنا بعد أن حاولت ردم عروبتنا وإن ربطنا ما يجري في العالم وعلى الأخص في الشرق الأوسط سنجد أن كل ما يدور من أحداث هو مرتبط بالبروتوكولات الصهيونية الماسونية المختصرة ب 24 بروتوكول وقد طبق الصهاينة أغلبها حتى وصلوا إلى البروتوكول ال 22 ألا وهو : نتائج القرون الماضية والمستقبل الخيّر لليهود .
وعندما ينتهي الصهاينة من تطبيق آخر 2 بروتوكول بإعتقادهم يظنون أنهم سيحكموا العالم بسلطة المال بعد أن نجحوا بتنفيذ عدة سيناريوهات كالدجل وإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة لإستنزاف قوة المسلمين فيما بينهم لأن الصهاينة شعب جبان يخاف المواجهة ويعشق الحرب من وراء الكواليس ولذلك سخروا أموالهم في حرب الوكالة ليتمكنوا من احتلال الفكر الذي يسبق احتلال الأراضي .
ومنطقة عين العرب باسمها فقط ترمز لعين الشيطان الصهيوني الماسوني الذي يريد من خلالها إحكام السيطرة على الشرق الأوسط عبر سورية ولو أمعنا النظر على موقع منطقة عين العرب على الخريطة وألقينا نظرة على ما يحيطها سنجد بأنها ترصد ثلاث أهداف استراتيجية هامة :
1- ترصد مباشرة بالدرجة الأولى دمشق العاصمة .
2-ترصد مرفأ اللاذقية .
3-ترصد لبنان ومرفأه .
منطقة عين العرب تطل على تركيا الباب الواسع الذي دخل منه الإرهاب على سورية عبر الحدود والحرب التي تدور على أرضها ما هي إلا تغطية لعملية كبرى تخدم مصالح الصهاينة وهذا الأمر وإن دل على شيء فإنه يدل على أن الصهاينة يغتنموا فرصتهم حالياً في ظل الفوضى والإإرهاب الحاصلة على أرضها ليكملوا عملهم بهدوء داخل الأنفاق التي حفرها لهم تنظيم القاعدة ويقوموا بتجهيز غرف العمليات التي سيقودوا منها حربهم المباشرة على سورية لإسقاط دمشق أو بالأحرى لردم دمشق .
ما بدأه بوش يكمله أوباما فهما وجهان لعملة واحدة فمنذ بداية الحرب على العراق أصبح الأمر واضحاً بأن هدفهم لم يكن هو حرية الشعب من نظام صدام حسين ولا النفط كان بوصلتهم الأساسية والأمر نفسه ينطبق على سورية لأن حربهم لم تكن من أجل حرية الشعب السوري وليست من أجل إسقاط الأسد لشخصه بل حربهم كانت منذ البداية ولا تزال تهدف لضرب الأنظمة العربية المقاومة التي تتصدى لهم وأيضاً لإلحاق الضرر بزعزعة أمن و استقرار الدول العظمى التي تساندهم وتدعمهم بشتى الوسائل ك "روسيا و الصين " لإبعادهم عن ساحة المعركة وإلهائهم بمشاكلهم الداخلية هذا بعد بعد أن حاصرتهم اقتصادياً.
من الغريب جداً أن يصدق كل ذي عقل وحكمة بأن الكيان الصهيوأميركي الذي أوجد الإرهاب ومن ثم صدّره للوطن العربي يأتي اليوم وبكل وقاحةليدّعي بأنه سيحاربه لا بل وينادي حلفاؤه و يدعوهم لمساندته في محاربته وكأن الوطن العربي أصبح وليمة دسمة تفتح شهية وحوش العالم للإنقاض عليه .
و من أراد الوصول إلى الحقيقة المجردة فلينظر إلى الأمور بعقلانية و منطق و بعمق بصيرته ليجد الحقيقة تتجلى أمامه كنور الشمس و هي أن الكيان الصهيوني لا يسعى للحصول على المال لأنه الممول الأول للعالم بأسره وهو من يحكم معظم الدول التي تراكمت ديونها حتى شارفت على إعلان إفلاسها فأسعفها بالحلول ليستغل حالة عجزها الإقتصادي و قام بتزويدها بالمال ليضمن انضمامها لصف حلفاؤه والكيان الصهيوني لا يسعى للحصول على الغاز والنفط بقدر ما يسعى لتحقيق أهدافه الإستراتيجية فإسرائيل تريد إعلان انتصارها النهائي الكبير على الكون والذي سيمنحها الفرصة الذهبية لتحكم العالم بقوة المال لأن الصهاينة يعبدون المال وبإعتقادهم أن المال هو السلطة الأقوى التي تسيطر على عقول البشر و نسيوا أن الله حق .
وشعارات الديمقراطية و الحرية لم تكن سوى طعم سلب من العرب عقولهم حتى احتلها الصهاينة ولم ينالوا من هذه الحرية سوى الغرق في مستنقعات دماء أبناء جلدتهم لأن الصهاينة قيّدوا العقول بفكرهم الماسوني ومنحوا الحرية للغرائز بعد أن أغرقوا ثوارها بالمال الذي يفسد كل شيء .
فتيل الحرب المشتعلة في الوطن وخاصة في العراق يؤكد على وجود مؤامرة تستهدف دمار الوطن العربي فبين ليلة وضحاها توجهت عناصر تنظيم القاعدة "داعش" نحو العراق وانتشرت بشكل مكثف لتبدأ بتنفيذ عملياتها الإرهابية و الإجرامية حتى بات إرهابهم يهدد مصالح الغرب وأمنهم و استقرارهم مما اضطر أميركا الإله الأعظم ومخلص البشرية للتدخل العسكري المباشر على وجه السرعة عبر الجو لمحاربتهم وهي التي أوجدتهم بالأصل وصدرتهم لوطننا العربي .
واليوم تتلاعب على الحبال السياسية لتوتر الوضع أكثر مما هو عليه وتستوجب التدخل العسكري لنشر قواتها عن طريق البرّ بحجة أنها تحارب تنظيم القاعدة "داعش"ولكنها في الحقيقة تسعى لغاية أكبر من ذلك ألا وهي استكمال تنفيذ ما خططت له مسبقاً مع طفلتها المدللة اسرائيل ليطبقوا برتوكولاتهم الصهيونية بحذافيرها على الشعوب العربية و يقوموا بزرع عناصر الإرهاب في الوطن العربي ليخدم مصالحهم فالإرهابيون الذين يقتلون باسم الله هم مسّيرون لا مخيرون بحكم غرائزهم الحيوانية القذرة ولا يرون أبعد من أنوفهم
والهدف من هذا كله هو ضرب كربلاء لأنها تعتبر من أحد أهم المدن المقدسة لدى الطائفة الشيعية وذلك لوجود ضريح الإمام الحسين بن علي وأصحابه الذين استشهدوا معه في واقعة الطف وبهذا يكون الصهاينة قد حققوا أول انتصار على التحالف الشيعي الذي هزمهم سابقاً بعام 2006 وأصبح كابوسهم المرعب الذي يهدد بزوالهم وببقائه لن تتحقق أحلامهم لأنه لهم بالمرصاد في كل مكان فرجال المقاومة هم رجال الله على الأرض يعشقون الشهادة كما يحبون الحياةو عقيدتهم القتالية نابعة من عمق إيمانهم بعقيدتهم الدينية والتي تحمل رسالة الله على الأرض بالوعد الصادق في خلاص البشرية من الهلاك ونشر السلام .
أما حربهم على سورية فالهدف منها واضح وضوح الشمس لأنهم يريدون إزالة الأسد من طريقهم فهو حجرة العثرة التي وقفت في وجه أحلامهم وبسقوطه يسقط محور المقاومة وبهذا يكونوا قد تخلصوا من القضاء على آخر الأنظمة العروبية المقاومة ليبدأوا بردم دمشق وسورية وتحقق اسرائيل أحلامها من الفرات إلى النيل دون أن يعترض طريقها أحد و من ثم تبني دولتها العالمية لتحكم العالم بقوة المال .
وهنا نستنتج أن منطقة عين العرب ذات أهمية كبرى لأنها ترصد أهم ثلاث مناطق ومواقع استراتيجية بحتة واستمرار المواجهات فيها يصب في خدمة مصالح الصهاينة للتغطية على عملياتهم الإجرامية الهستيرية التي خططوا لها مسبقاً لضرب الأهداف الإستراتيجية وإصابتها بدقة عالية لإستهداف المقاومة و القضاء عليها وأولى أهدافهم ستكون هي ضرب دمشق العاصمة لردمها ومن ثم إسقاط سورية وفي الوقت نفسه ترصد مرفأ اللاذقية الذي من المفترض أن ترسوا عليه سفن المعونات العسكرية القادمة من إيران وروسيا والصين في حال بدأت الحرب وبالوقت ذاته ترصد مرفأ لبنان لتقّيد حركة حزب الله وتضيق عليهم الطرق في حال وصول المعونات العسكرية التي لربما تصله عن طريق إيران وأيضاً لتصيب الأهداف بدقة عالية داخل الأراضي اللبنانية بهدف القضاء على حزب الله بعد أن أحاطته بالعملاء والخونة من الداخل والخارج معاً وهذا بعد أن منعوا النازحين السوريين من الدخول إلى أراضيهم بأكثر من حجة مغلفة ولبّ الحقيقة هو أن المنع من الدخول للأراضي السورية كان موجهاً كرسالة غير مباشرة للجيش العربي السوري تفيد بعدم تدخلهم في شؤون لبنان و عزلهم عن حزب الله وهذه الرسالة نقلها لهم فاقد العقل والدين سعد الحريري بزيارته المفاجئة للبنان لكي يقدم فروض الطاعة لأولياء نعمته وقتلة والده والهدف من وراء هذا كله هو الإستفراد بكل من الجيشين على حدا لأن اتحاد العربي السوري و المقاومة يشكل قوة فولاذية يصعب هزمها وتفرقتهم ستضمن للصهاينة انتصارهم في القضاء على كل منهم.
وبهذا يكون الكيان الصهيوأميركي قد أحاط المقاومة الإسلامية ومحورها من جميع الجهات براً وبحراً وجواً وأيضاً بالتواطئ مع حلفائهم وأعوانهم من الدول المجاورة وهنا تصل اسرائيل لغايتها ألا وهي أنها و أخيراً ستنتقم لهزيمهتا وتتخلص من الأنظمة العروبية المقاومة المتبقية في الوطن العربي لتقضي عليها وتقتلعها من جذورها وهذا بعد أن حاصرتهم من جميع الجهات و فرقتهم وسدت جميع الطرق في وجههم لتمنع عنهم وصول المساعدات العسكرية عندما تبدأ بقصفهم ولا مفر لهم من الهزيمة هذه المرة خاصة بعد أن ضمنت مساندة بعض الدول المستعربة لها لأن حكامها عمي البصيرة ولا يرون أبعد من أنوفهم فهم لا يدركون الخطر الذي ينتظرهم لأنهم بتحالفهم مع العدو ضد هذه الأنظمة المقاومة يجردون أنفسهم من الحصن الحصين الذي يحميهم من الصهاينة والتي ستتخلص منهم فيما بعد عند انتهاء مهامهم لترميههم في محرقتها كما هي تفعل الآن مع العصابات الإرهابية التي أوجدتها ورعتها ومن ثم صدرتها للوطن العربي وضاعت أموالهم سداء ولم يعد أمامهم سوى أن يحترقوا بنفطهم أو يغرقوا برمالهم الصحراوية التي ستبتلعهم .
الحرب التي يعيشها وطننا العربي هي ليست حرب عالمية ثالثة ولن تكون هذه الحرب هي نهاية العالم بأسره لأنها حرب غير عادية حرب بين الخير والشر بين الحق والباطل وكتل الخير الناطقة بلسان الحق هم من سينتصروا فيها على كتل الشر الشيطانية والسلام سيبدأ من بلاد الشام التي سينطلق منها جيوش الله المؤمنون لينفذوا وعده على الأرض فهم رجال الله على الأرض صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا يعشقون الشهادة كما يحبون الحياة وبشارة نصرهم مكتوبة بحروف من دم ونار وسيشهد التاريخ لهم ببصمة شرف مطبوعة على جبين الزمان لأنهم أسياد هذا الزمان والمكان فأرضهم مصنع الأبطال وهم صّناع النصر وهم من سيخلصوا البشرية من شر طوفان العدوان .... وبإذن الله إنهم لمنتصرون .