السبئي نت موسكو- أدانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف أمس الأول المدنيين في مدينة جرمانا بريف دمشق مطالبة شركاءها على الساحة الدولية بتبني موقف "مبدئي" تجاه هذه العملية الإرهابية والجرائم الإرهابية في سورية بعيدا عن "المعايير المزدوجة".
وقالت الوزارة في بيان لها أمس "مرة أخرى نجدد دعوتنا لشركائنا على الساحة الدولية و أيضا كل مجموعات المعارضة السورية إلى إعطاء تقييم مبدئي تجاه جرائم الإرهابيين في سورية وتفادي انتهاج سياسة المعايير المزدوجة التي من شأنها أن تتيح للإرهاب الدولي تحقيق أهدافه الإجرامية في هذا البلد".
وأضافت الخارجية الروسية أن موسكو تدين بشدة هجوم الإرهابيين الجديد الموجه ضد السكان المدنيين مشيرة إلى أنه يهدف بوضوح إلى الانتقام من الشعب السوري الرافض لفكر و ممارسة التطرف الديني ويعتبر في الوقت ذاته محاولة لتأجيج "التوتر الفئوي"في المجتمع السوري وتقسيمه وإضفاء طابع طائفي على ما تشهده سورية.
وأعربت الخارجية الروسية عن تعازيها لأسر ضحايا العمليات الإرهابية والمواطنين الامنين في مدينة جرمانا التي أضحت لمرات عدة هدفا للعمليات الارهابية متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وكانت سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات انفجرت ظهر أمس الأول في ساحة السيوف بمدينة جرمانا واسفرت عن استشهاد عشرة مواطنين وإصابة 66 آخرين بينهم اطفال وإصابات بعضهم خطرة كما أدى التفجير الإرهابي الذي تبناه "تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام" التابع لتنظيم القاعدة إلى إلحاق أضرار كبيرة جدا بالممتلكات والمحلات التجارية والأبنية السكنية والسيارات فى منطقة التفجير وجوارها.
وإثر ذلك وجهت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي تطالب فيهما بإدانة مجلس الأمن لهذه الجريمة الإرهابية "بوضوح" كما تطالب الدول والأطراف التي تقدم الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بالتوقف عن توفير الدعم اللوجستي والعسكري لهذه المجموعات.
تشوركين: المعارضة السورية وضعت عدة شروط للموافقة على عقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية المقرر عقده في جنيف
في سياق آخر قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين "إن "المعارضة السورية" وضعت عدة شروط للموافقة على عقد المؤتمر الدولي الخاص بسورية المقرر عقده في جنيف رغم إعرابها عن نيتها المشاركة فيه". وذلك في اللقاء غير الرسمي الذي جمع في نيويورك وفد "ائتلاف الدوحة" المعارض مع أعضاء مجلس الأمن الدولي أمس.
ونقل موقع روسيا اليوم عن تشوركين قوله في حديث للصحافة الروسية في ختام اللقاء "لقد عبروا من حيث المبدأ عن نيتهم المشاركة في المؤتمر الدولي حول سورية لكنهم طرحوا عدة شروط للموافقة على عقده".
وأضاف تشوركين "إن اللقاء كان مفيدا" منوها بأن الجانب الروسي طلب مساعدة "الائتلاف المعارض" لتحرير المطرانين المختطفين منذ ثلاثة أشهر وهما يوحنا ابراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها والمطران بولس يازجي رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها.
رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي: محاولات إسقاط الدولة السورية تتحول إلى وهم يوما بعد يوم
من جهته أكد غينادي زوغانوف رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي أن محاولات إسقاط الدولة السورية تتحول إلى وهم يوما بعد يوم معتبرا أن قرارات الكونغرس الأمريكي بالسماح لإدارته تسليح "المعارضة السورية" بمثابة ضوء أخضر للمجموعات الإرهابية المسلحة للاستمرار في عملياتها الحربية والتخريبية ضد الشعب والدولة في سورية.
وقال زوغانوف في تصريح صحفي له أمس "إن الأمل في إسقاط الدولة السورية يتحول إلى وهم يوما بعد يوم إذ إن الجيش العربي السوري بقي متماسكا ومتلاحما في سحقه للإرهاب وإن ما يسمى "الجيش الحر" تشتت إلى فرق ومجموعات تمارس النهب والقتل ضد السكان الآمنين ولا تشكل قوة قتالية موحدة لافتا إلى اعتراف قائد أركان القوات الأمريكي مارتين ديمبسي حين أشار إلى أنه لا توجد في سورية معارضة قادرة على الاستمرار في الحياة.
وأضاف "إن مخططات البنتاغون المجهزة ضد دمشق والتي تتضمن بشكل خاص عمليات تسليح وتدريب المتمردين المرتزقة خارج الحدود وإرسالهم إلى سورية وتوجيه ضربات جوية لوحدات الجيش السوري وقواعده البحرية وفرض مناطق حظر جوي للطيران الحربي السوري ومناطق عازلة على الحدود السورية والسيطرة على مخازن الأسلحة الكيميائية "تعتبر كلها دلائل على تسريع الولايات المتحدة لتحضيراتها للتدخل العسكري المباشر في سورية الدولة العضو في منظمة الأمم المتحدة".
وأوضح زوغانوف أن السبب في ذلك يكمن في أن محاولات الولايات المتحدة لإسقاط الدولة السورية على مدى أكثر من عامين بأيدي المرتزقة المرسلين إلى سورية من شتى بقاع العالم لم تأت بالنتائج المرجوة وأن الحرب الخاطفة أصبح واضحا أنها تنهار أمام صمود الشعب السوري وحلفائه وفي النتيجة اتضح أن أمريكا باتت منجرة إلى نزاع طويل الأمد وذلك بمساعدة ودعم نشيطين من قبل أجهزة استخباراتها.
ولفت زوغانوف إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها أظهروا طيلة فترة الأزمة في سورية نفاقا لا حدود له ففي حين أنها تقرع جرس الخطر في ركن من أركان المعمورة بأن الإرهاب الدولي يشكل تهديدا حقيقيا للأمن العالمي تقوم في الوقت ذاته بكل وقاحة عن سابق تصميم وإصرار بالتعاون مع المجموعات التي وضعتها هي نفسها في قائمة المنظمات الإرهابية مثل تنظيم "القاعدة وجبهة النصرة" الإرهابيين.
ونبه رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي إلى أن مسألة استقرار الوضع في سورية لا تدخل في المخططات الأمريكية بل أن مصلحتها في نشر الفوضى لأن واشنطن ماضية بإصرار نحو إعادة رسم خريطة العالم وبشكل خاص نحو تأسيس "شرق أوسط جديد" موال ومطيع لها محذرا بأنه إذا تم تنفيذ هذه الخطة فإن ذلك سيشكل خطرا على روسيا التي يمكن أن يعد لها مصيرا مشابها لما يجري في سورية حاليا.
وحول سياسة واشنطن غير المنطقية اعتبر زوغانوف أن الولايات المتحدة تقوم من جهة باقتراح مبادرة سلام وتقوم من جهة أخرى بتقديم المساعدة الواسعة للمجموعات المسلحة وصولا إلى التدخل العسكري المباشر بهدف إسقاط الحكومة الشرعية في سورية.
من جانب آخر عبر زوغانوف عن دعم حزبه لجهود وزارة الخارجية الروسية الساعية إلى تحقيق الحل السياسي للوضع في سورية قائلا "إننا في الوقت ذاته نعتبر أن على القيادة الروسية أن تتخذ موقفا أكثر حزما ومبدئية وأن تتعامل بنشاط أكبر ضد السياسة التخريبية للولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد زوغانوف ضرورة استمرار روسيا ومضاعفة مساعداتها على مختلف الأصعدة السياسية والدبلوماسية لسورية وكذلك توسيع نطاق المساعدات العسكرية ذات الصفة الدفاعية بما يتفق مع معاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين.
وقال "ينبغي على روسيا أن تسترشد في تصرفاتها في المقام الأول بحقيقة أن سورية هي أحد الحلفاء القلائل الباقين لدى روسيا في هذه المنطقة الاستراتيجية" مؤكدا التزامه بدعم القضية العادلة لنضال الشعب السوري ضد المستعمرين الجدد.
