دمشق-سانا أقدمت المجموعات الإرهابية المسلحة على إشراك الأطفال في أعمالها الإرهابية وجرائمها في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولحقوق الطفل ما يعد جريمة يعاقب عليها القانون ولم تحرك الدول الداعمة للإرهاب في سورية ساكنا لوقف استخدام الأطفال أو إدانة مثل هذه الأعمال.
وتؤكد الدكتورة انصاف حمد رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة في تصريح لسانا أن المجموعات الإرهابية انتهكت جميع حقوق الأطفال من خلال ممارساتها وإجرامها في سورية كحق الحياة والنماء والبقاء والحماية والتعليم والصحة ما يتطلب تسليط الضوء على المخاطر النفسية والاجتماعية التي ستلحق بأطفالنا بالمستقبل.
وتبين حمد أن الممارسات الإرهابية لم تقتصر على قتل الأطفال والتمثيل بأجسادهم فقط بل تعدى ذلك إلى إشراكهم في الأعمال الإرهابية واستخدامهم دروعا بشرية إضافة إلى تدمير مدارسهم ومراكزهم الصحية وتهجيرهم من أماكن سكنهم وحرمانهم من العيش في بيئتهم الطبيعية مشيرة إلى أن الهيئة عملت بالتعاون مع مختلف الجهات ذات الصلة لتعديل القانون الذي صدر مؤخرا والمتعلق بتجريم كل من يشرك الأطفال في أي عمل قتالي.
وتشير رئيسة الهيئة الى ضرورة التحرك لزيادة البرامج والحملات الإعلامية التي من شأنها إبراز المخاطر الكبيرة الناتجة عن إشراك الأطفال في أي عمل مسلح والتنبيه للآثار السلبية الكبيرة الناتجة عن ذلك مؤكدة أن الهيئة ستستمر في إقامة الدورات وورشات العمل لتشمل مختلف شرائح المجتمع للتعريف باتفاقية حقوق الطفل والعمل على تطبيقها.
وتوضح ليلى الشريف الاختصاصية بالصحة النفسية العوامل التي تجعل الطفل أكثر عرضة للتجنيد في الحروب كفقدان أحد الوالدين أو كليهما والتفكك الأسري والفقر والعيش في منطقة حرب ونزوح لافتة إلى أن بعض الأطفال يظهرون قوة شخصية من خلال ممارستهم العنف أو ترديد عبارات قاسية لكنهم في الحقيقة معرضون للفزع أكثر من غيرهم ولاسيما عند استرجاع أحداث رهيبة مروا أو شاركوا بها.
وتنبه الشريف من الآثار النفسية التي تلحق بالأطفال جراء إشراكهم بالأعمال المسلحة التي تظل كامنة وتتراكم لتفرز كثيرا من ردود الأفعال غير السوية مثل الصدمات النفسية وحالات القلق الشديد والاكتئاب والعزلة والمشاكل المتعلقة بالقدرات العقلية والتربوية مثل النسيان وعدم القدرة على المذاكرة والتذكر وتغيرات في شخصياتهم مثل فقدان الصبر والهدوء وزيادة الحركة وكثرة السلوك العنيف كما يعبر الطفل عن خوفه بالبكاء أو بالعنف أو الغضب والصراخ والانزواء إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع والمغص وصعوبة التنفس والتقيؤ والتبول اللاإرادي وانعدام الشهية للطعام وقلة النوم والكوابيس وآلام وهمية في حال مشاهدته لأشخاص يتألمون أو يتعرضون للتعذيب أو لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز لدى مصادر القوة بالنسبة له مثل الأب والأم إذ يمكن أن يصاب بعدها بصدمة عصبية قد تؤثر في قدراته العقلية.
وتشير إلى الآثار النفسية والاجتماعية بعيدة المدى جراء إشراك الأطفال في هذه الأعمال مثل اختزان الطفل لمشاعر كبيرة في لا وعيه تظهر أثناء ممارسته لهواياته والسلوك العدائي وضعف تركيزه واضطراب علاقته بالأهل والمعلمين وتغير بعض القيم الاجتماعية بالنسبة له كالصدق والثقة بالنفس والتضحية في سبيل الآخرين مؤكدة أن الاكتئاب النفسي أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا التي تصيب الأطفال نتيجة الحروب وأعراضه المتمثلة بالمزاج الذي يميل إلى الحزن والأرق والتوتر والخمول ولوم النفس والشعور بالنقص والعجز عن اتخاذ القرارات واختلال القدرة على أداء الوظائف الاجتماعية أو المهنية.
وبشأن دور وسائل الإعلام في اكتساب الأطفال للعنف يرى الدكتور مجدي الفارس الاختصاصي بعلم النفس الإعلامي أن الصورة التي تعكسها وسائل الإعلام عن الطفل لها أثر عميق على مواقف الأطفال وسلوك الكبار تجاههم لأنها تدعم مجموعة من المعتقدات الخاطئة معتبرا أن البرامج التلفزيونية تظهر الاستخدام المفرط للعنف.
ولفت الفارس إلى أن قصص الاعتداء على الأطفال وخاصة المشاركين في الجريمة وأطفال الشوارع هي التي تسيطر على وسائل الإعلام في حين هناك تجاهل واسع للقضايا الأوسع نطاقا لحقوق الطفل مثل حقه في اللعب والترفيه والرياضة وعدم التمييز.
سفيرة اسماعيل