728x90 AdSpace

4 يونيو 2023

الاتفاقيات المفخخة .. بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني


بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني..امين عام مجلس الشورى..عقودا من الزمن والمملكة السعودية تؤدي دورا تخريبيا في الوطن العربي والاسلامي لصالح الغرب وعلى راسهم امريكا وبريطانيا وغيرها، فاذا ما وجدت ان الامر في هذا البلد او ذاك سيخرج من يدها لصالح طرف ثالث جمعت الاطراف المتصارعه لتوقيع اتفاقيات مفخخة ترحل الازمة وتعمق الخلاف وتؤسس لصراع طويل الامد بين الاشقاء في كل بلد من بلدان المنطقة، فالبنانيون لا يزالون يعانون من اتفاقية )الطائف) التي وقعوها عام 1989م والتي قسمت السلطة بينهم في لبنان على اساس طائفي يتيح للاطراف الاقليمية والدولية التدخل في الشؤون اللبنانية باستمرار لاقناع الفرقاء في هذه الطائفة او تلك للتوافق فيما بينها على مرشحها سواء للرئاسة او الحكومة او البرلمان، لذلك تظل رئاسة السلطات الثلاث شاغرة لعدة سنوات حتى يتم التوافق على مرشح هذه السلطة او تلك من قبل ابناء هذه الطائفة او تلك كما هو حاصل اليوم في مقعد الرئاسة بعد مغادرة العماد ميشيل عون قصر بعبدا عند انتهاء ولايته الرئاسية، واليمنيون لا يزالون يعانون من اتفاق)الرياض) الذي وقعته الاطراف اليمنية الموالية لها بعد ثورة يناير عام 2011م الذي استبعد شريحة واسعة من ابناء الشعب اليمني ومكونات اساسية من مكونات ثورة 2011م وجعل السلطة في اليمن حكرا بين حزبي الاصلاح والمؤتمر، فنتج عن هذا الاتفاق المشؤم انهيار كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وقاد الى حالة رهيبة من الانهيار الامني والاقتصادي والعسكري وغيرها ارتفعت خلالها نسبة الجريمة الى مستويات غير مسبوقة في كافة المحافظات اليمنية، الامر الذي اشعل ثورة شعبية حقيقية بقيادة وطنية مخلصة في ستمبر عام 2014م استطاعت هذه الثورةالمباركة وقيادتها الحكيمة ان تضع حدا لذلك لانهيار الذي لم تشهد له اليمن مثيلا في تاريخها، ومع ذلك لا يزال ذلك الاتفاق الذي انعقد في الرياض يشكل عائقا وحجرة عثرة امام الجهود الاقليمية والدولية للوصل الى اتفاق ينهي العدوان القائم على اليمن، حيث تعتبر الامم المتحدة ومبعوثوها الى اليمن هذا الاتفاق احدى المرجعيات الثلاث لايجاد حل شامل ودائم في اليمن، وهذا ما لايمكن ان يتحقق في ظل وجود هذا الاتفاق الذي يعكس رغبة الامم المتحدة في استمرار العدوان اليمن وعدم جديتها في الوصول الى حلول تنهي العدوان والحصار القائم على اليمن منذ تسعة اعوام، لاسيما ان المعادلة على الارض قد تغيرت، واطراف اتفاق الرياض باتوا خارج المشهد، وبروز مكونات يمنية جديدة تم تهميشها في اتفاق الرياض مع سبق الاصرار والترصد، استطاعت ان تدافع عن تراب الوطن وان تقدم عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى والمفقودين خلال تسعة اعوام، واليوم بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام السعودي خلال هذه السنوات الطوال من العدوان على اليمن يريد ان يقدم نفسه على انه حمامة سلام، وانه حريص على الامن والاستقرار في المنطقة من خلال اتفاقية)جدة) التي يرعاها بشراكة امريكية واروبية بين الاطراف الموالية له في السودان لايجاد هدنة بينها لعدة ايام لا يتم احترامها خلال سريانها من قبل الاطراف المتصارعة وبعد انتهاءمدتها يعود الصراع بوتيرة عالية وبضراوة اشد من ذي قبل بين الجيش السوداني بزعامة البرهان من جهة وقوات الدعم السريع بزعامة حميدتي من جهة اخرى، والحقيقة التي يعرفها الجميع ان النظام السعودي والنظام في الامارات هما من يقفان خلف الصراع القائم اليوم في السودان تنفيذا للمشاريع والمخططات الامريكية والغربية في تدمير البلدان العربية ونهب ثرواتها وتشريد سكانها كما حصل في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وهذا ما هو حاصل اليوم في السودان، وما اتفاقية جدة التي اعلنت عنها السعودية للوصول الى هدنة بين الاطراف السودانية الا لذر الرماد على ما تمارسه هي والامارات ورعاتهما في الغرب من اعمال اجرامية في هذا البلد وغيره من البلدان العربية والاسلامية.
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
امين عام مجلس الشورى.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الاتفاقيات المفخخة .. بقلم القاضي/ علي يحيى عبدالمغني Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً