السبئي-الجماهير خاص:عبَّر الدكتور الرفيق خالد السبئي -عضو مجلس الشورى الأمين القطري المساعد لحزبنا حزب البعث العربي الإشتراكي قطر اليمن بكلمات مؤثرة عن بالغ الحزن والأسى الذي يشعر به بعد رحيل المناضل الأستاذ أحمد الحربي عضو مجلس الشورى.
وقال الرفيق الدكتور السبئي في تصريح خاص لــ "الجماهير": «رحل عنا الرفيق العزيز المناضل الأستاذ أحمد محمد الحربي عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى مساء الخميس الموافق ٣ مارس ٢٠٢٢م في العاصمة صنعاء عن ستة وسبعين عاما.»
وأضاف الرفيق الدكتور السبئي: «عرفت الرفيق العزيز الأستاذ المناضل الوطني القومي الجسور المغفور له بإذن الله تعالى في ساحات النضال الوطني، حيث كرَّس معظم حياته للعمل الوطني العام من أجل يمن ديمقراطي موحد لتحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني في كافة ربوع الوطن بشكل خاص، وإلى جانب القضايا القومية والعربية و قضايا التحرر العالمي بشكل عام، كما أنني عرفته مجاهداً في محور المقاومة، يجسد بجهاده ونضاله شخصية الإنسان الحر والرجل الشامخ الذي خسرناه اليوم خسارة لا تعوض».
وتابع الرفيق الأمين القطري المساعد للحزب:بنبرةٍ حزينة: «لقد رحل عنا رمز من رموز الساحة الوطنية بسبب صلف وغطرسة العدوان السعودي الإماراتي، الذي فرض طيلة ثمانية أعوام حصاراً محكماً على الشعب اليمني برأ وبحراً وجوا، وبسبب هذا الحصار لم يتمكن الشهيد الحربي إثر إصابته بأزمة صحية من الخروج من الوطن لتلقي العلاج اللازم في الخارج..
وأوضح الرفيق الدكتور السبئي: كان الرفيق الفقيد المناضل الاستاذ أحمد الحربي ضمن الطلائع الأولى التي التحقت بتنظيم حركة القوميين العرب في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي. وفي العام 1966 كان سكرتيرا للتنظيم الشعبي للقوى الوطنية. وفي العام 1968 كان الفقيد عضوا مشاركا في تأسيس الحزب الديمقراطي الثوري مع كوكبة من القيادات المؤسسة للعمل الوطني ذي التوجه اليساريشكلوا معا المجموعة التي انعقد بها المؤتمر التأسيسي للحزب الديمقراطي الثوري ومنها تشكلت لجنته المركزية وأمانته العامة. وفي العام 1973 انعقد المؤتمر العام الاستثنائي للحزب الديمقراطي الثوري وفيه انتخب الفقيد أحمد الحربي عضوا في المكتب السياسي.
واستطرد الدكتور السبئي: في العام 1975 حضر الفقيد المؤتمر التأسيسي للتنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية كعضو مراقب عن الحزب الديمقراطي الثوري. وإلى ذلك شارك الفقيد مع قيادات فصائل اليسار في تأسيس الجبهة الوطنية الديمقراطية التي أعلنت عن نفسها في العام 1976. وبسبب نشاطه السياسي تعرض الفقيد احمد الحربي لملاحقات الأجهزة الأمنية واعتقل أكثر من مرة، وكان رغم التعذيب يغادر معتقلات النظام وهو أكثر صلابة وأكثر تصميما على السير في الطريق الذي اختاره. وبعد إعلان تحقيق الوحدة اليمنية في العام 1990 شغل الفقيد لفترة موقع السكرتير الأول لمنظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة تعز..وإلى جانب نشاطه السياسي المتواصل لعب الفقيد أحمد الحربي أدوارا قيادية في مجال التنمية وبخاصة في مجال التعاون الأهلي الذي أرسى مداميكه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي. كما كان للفقيد مساهمات كبيرة في تطوير المنظومة الإدارية على صعيد المجالس المحلية ووزارة الإدارة المحلية التي عمل فيها وكيلا لسنوات قبل انتقاله للعمل مدرسا في جامعة صنعاء ثم نائبا لعميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية. وكانت عضوية مجلس الشورى آخر عمل تقلده الفقيد قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، ولقد عملنا معا فى مجلس الشورى ولنا كثير من الدراسات والبحوث التي قدمناها من خلال لجان خاصه لعدد من مؤسسات الدولة بالعاصمةصنعاء. وللفقيد أحمد الحربي عدد من الكتب والدراسات التي أثرت المكتبة اليمنية في مجال الإدارة والتعاون الأهلي أو فيما يتعلق بتوثيق وتأريخ العمل السياسي الوطني.
برحيل المناضل الحربي فقد الوطن واحدا من خيرة أبنائه المخلصين لمبادئه والملتزمين بمواقفه والذي ظل طيلة حياته مدافعا عن وطنه وقضاياه.
واختتم الدكتور السبئي تصريحه قائلا: شاءت الأقدار أن يغادرنا المناضل الحربي شهيداً مناضلا صلبا متمسكاً بمواقفه النضالية التي نعتز بها ويعتز بها كل مناضل وطني حر وقومي شريف.. وتعجز الكلمات عن التعبير عن مشاعر الحزن في قلبي، وعن ما يجيش في أعماقي من الأسى على فراق هذه القامة الوطنية، حيث فقدت مناضلا ورفيقا وأخا وصديقا، ومجاهدا في طليعة صفوف النضال للدفاع عن قضايانا المشتركة قضايا الوطن وقضايا التحرر العربي والعالمي، لقد خسرت شخصيا رفيقا عزيزا مخلصاً كانت تربطني به علاقة رفاقية اعتز بها خلال هذه الفترة العصيبة من تاريخ الوطن، وكنا معا نجسد موقفا واحدا عملنا على تعزيزه حيثما تواجدنا وبأية ساحة نضالية كنا.
سيظل الرفيق الفقيد الحربي حيا بيننا بقيمه ومواقفه النضالية الوطنية والقومية سلام الله على روحه الطاهرة، وتعازيناالصادقة لأسرته ومحبيه وللشعب اليمني كآفة..ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
