بقلم د.خالد السبئي:
يشتاق المسلم،لزيارة بيت الله الحرام، التي تعد رمزا لمكة المكرمة، التي طهرها الله عز وجل، وجعلها أقدس بقاع الأرض، إلا أن الكثير من المسلمين لا يعرفون في مكة سوى الكعبة، ويجهلون أغلب المعالم الدينية والأثرية، التي تشرفت بأقدام النبي صلى الله عليه وسلم،كما يجهلون ان الحقد الوهابي انصبّ في كل مكان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله الذين طهّرهم الله من الرجس تطهيرا،فى المدينتان المقدستان مكة والمدينة ـ ولكثرة ما بهما من آثار دينية ـ من أكثر المدن تعرضاً لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم آثار دينية للنبي صلى الله عليه وسلم فى مكة والبقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين..ووولخ .ومنها:
▪ مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقد حوّل البيت الطاهر إلى مكتبة باسم (مكتبة مكة المكرمة) وذلك في سنة 1372هـ..وتقع دار مولد النبي صلى الله عليه وسلم، في شعب بني هاشم قديماً ويسمى الآن بشعب علي قرب المسجد الحرام إلى الشرق منه حيث يستطيع الخارج من المسجد الحرام من جهة باب السلام أن يرى البيت الذي أصبح بناء للمكتبة..
▪وكيف دُك بنى سعود بيوت الصحابة وزوجات الحبيب المصطفي رسول الله دكاً، وكيف جرف الوهابيون وبنى سعود احفاد بنى صهيون آثار المسلمين، فتحول بيت السيدة خديجة رضي الله عنها، الزوجة الأولى للنبي إلى كتلة من المراحيض اى حمامات عامة ،والذي شهد مولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وقد سكن النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدار ثمانية وعشرين سنة، وأنجب فيها كل أبنائه من خديجة،حاليا مايسمي أما فندق مكة هيلتون فقد بُني على بيت أبي بكر الصديق، أقرب رفيق لرسول الله وخليفته الأول. وهذا البيت سمي بـ(دار الهجرة). وهي الدار التي شهدت أول حالة فداء في الإسلام يوم فدى الإمام علي النبي صلى الله عليه وسلم، بنفسه فبات بها على فراشه لينجو.
اولا:فى مكة المكرمة :
نشرلكم نص الحوار لاعتراف عالم الآثارالمتخصص بمدينة مكة المكرمة الذي تم تسرب الفيديو المسجل لدي تلفزيون النظام السعودى الذى تم تناوله على مواقع التواصل الاجتماعي بقوله"الوهابية يحوّلون منزل الرسول الى مرحاض عام" (مع النظام الحاكم بنى سعود) يبين كيف تم محو آثار الرسول وتحويل منزله صلى الله عليه وآله وسلم الى مرحاض عام للتبوّل والتبرّز فيه.
يقول المعماري وعالم الاثار المتخصص :
1- كان هناك اكثر من 300 موقع وأثر له علاقة مباشرة او غير مباشرة بالرسول وآال بيته والصحابة لم يتبق الان الا ما يُعد على اصابع اليد الواحدة.
2- اشتغلت التراكتورات لمحو آثار النبي بشكل لم يسبق له مثيل ابان غزو العراق للكويت (مستغلين انشغال الناس بالحرب حسب مايردده الشارع).
3- بعد ان اكتشف عالم الاثار منزل الرسول (منزله لخديجة والحسنين) يقول انه حاول الاستعجال بالتنقيب بالنزول عمقاً اكثر وهذا غير معمول به علمياً لكنه مضطر لان التراكتورات منتشرة في كل مكان لمحو الاثار.
4- الحكومة كانت خائفة من اصحاب السلطة الدينة الذين ارادوا ازالته تماماً كي لايتحول الى مكان للشرك والبدع حسب زعمهم .
5- لم يهدم الوهابية المكان بعد توصية عالم الاثار بأن هذا هو بيت الرسول فقاموا بحركة التفافية وتحويله الى (مبنى عام) لاستخدامه لخدمات عامة فقاطعه المذيع يعني (حمام عام) فأجاب العالم: صعب ان اگولها بس للأسف نعم.
6- المذيع يقول: هذا فيما يخص طمس منزل الرسول فيسأل عن الآثار الاخرى التي تعرضت للطمس فيجيبه العالم :مالايقل عن 300 أثر..انتهى.
▪-هل يعتقد الوهابيون ـ على خلاف جمهور المسلمين ـ أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله، يستحق معظمها القتل وإهدار الدم..!
▪-ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار، فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوباً والأحمر والخليج غرباً وشرقا.
▪-الوهابيون قد قدموا إلى تهديم قبور البقيع مرتين في التاريخ المشؤوم
الوهابيون وكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الاسلامية من اسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء، فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد، فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:
الأولى عام 1220 هـ، كانت الجريمة التي لاتنسى عند قيام الدولة السعودية الأولى، حيث قام آل سعود بأول هدم للبقيع، وذلك عام 1220 هـ، وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءَها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل فنيّ رائع، حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولّى خط الوهابيين لحينٍ من الوقت.
▪الثاني عام 1344هـ، حيث عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ، وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة، وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار عليهم السلام وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوىً من وعّاظهم..فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعاً صفصفا، لا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
▪كيف تمكن الوهابيون من تحقيق مآربهم في هدم البقيع الغرقد؟
بعدما استولى بني سعود على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ، بدؤوا يفكّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع، ومحو آثار أهل البيت عليهم السلام والصحابة.
وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز وفي عامّة البلاد الإسلامية، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة، استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور، فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء.
واستناداً لهذا الجواب اعتبرالنظام السعودي الوهابي ذلك مبرّراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول صلى الله عليه وآله، فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول في الثامن من شوّال من نفس السنة ـ أي عام 1344 هـ، فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع، وسوّوها بالأرض، وشوّهوا محاسنها، وتركوها معرضاً لوطئ الأقدام ودوس الكلاب والدواب، ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس من فرش وهدايا وآثار قيّمة وغيرها، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة.
▪أول ما بدؤوا به وكانوا قد بدأوا في تهديم المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة وغيرهما، ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وآله.
أما ما يسمى بنكبة البقيع حيث لم يُبق الوهابيون حجراً على حجر، وهدموا المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ومسجد الزهراء عليها السلام، واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي صلى الله عليه وآله، وهُدمت قبور أهل البيت النبوي عليه السلام، والمزارات والأماكن المقدسة لمطلق المسلمين سنة وشيعة، فقد وصفها عون بن هاشم حين هجم الوهابيون على الطائف بقوله: رأيتُ الدم فيها يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنها والله حمراء..وكان ممن قُتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة ـ التي تدل في همجيتها على البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة).
هل أقر القرآن الكريم أمر البناء على القبور أم لا؟
▪لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم، حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام، فيحدّثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم بعد ثلاثمائة وتسع سنين بعد انتشار التوحيد وتغلبه على الكفر.
▪ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين: قسم يقول: (ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا) تخليداً لذكراهم، وهؤلاء هم الكافرون، بينما نرى المؤمنين التي انتصرت إرادتهم فيما بعد يدعون إلى بناء المسجد على الكهف، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى بجوار قبور أولئك الذين رفضوا عبادة غير الله.
فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين؟! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز؟ (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا) [الكهف: 21].فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّة هذا الاقتراح ـ بناء المسجد ـ، ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعية.
●●-محطة_للمتأملين:
إن خفاء تاريخ البقيع والجهل بحاله للناشئة والشباب في هذه العصور المتأخرة، ناشئ من قلة المصادر أولاً، والتعتيم الإعلامي لنظام السعودي والغربي عليه، بحيث يقلل من أهميته أو تزول أهميته بالمرة.!!
اين المسلمين ..المبنى الوحيد الذي تبقى ذو الأهمية الدينية هو البيت الذي نشأ فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُستخدم كسوق للماشية، قبل أن يتحول إلى مكتبة، ولم تكن مفتوحة للناس بالمناسبة..لكن حتى على الرغم من ذلك، كان ذلك كثيراً بالنسبة للوهابيين لنظام بنى سعود! فدعا شيوخهم مراراً وتكراراً لهدم البيت وتدميره، خشية أن يسجد المسلمون لرسول الله دوناً عن الله!!
▪-أين علماء المدينة المنوّرة ومكة..اين علماء أمة محمدلمنع البناء على القبور؟ ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ؟! ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون؟! من صدر الإسلام وما بعد الإسلام وإلى يومنا هذا!،وألم تكن قبور الشهداء والصحابة مبنيّ عليها؟ ألم تكن هذه الأماكن مزارات تاريخية موثّقة لأصحابها؟ مثل مكان مولد النبي صلى الله عليه وآله ومولد فاطمة عليها السلام وقبر حوّاء أُم البشر والقبّة التي عليه، أين قبر حوّاء اليوم؟ ألم يكن وجوده تحفة نادرة يدلّ على موضع موت أوّل امرأة في البشرية؟ أين مسجد حمزة في المدينة ومزاره الذي كان؟ أين.. وأين؟ويبدو أن الأمر لم يعد سوى مسألة وقت فقط قبل أن يُهدم البيت النبوي ليُقام مكانه-على الأرجح -خدمات عامة..!!
لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم