728x90 AdSpace

16 مارس 2019

من الذاكرة المقال رقم (8) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد

بقلم / أحمد الرازحي :
 وفي (عصر يوم 14 أغسطس 2016م) تم التواصل معنا من قِبلِ مراسيم الرئاسة وأشعرونا بأن غداً (الخامس عشر من أغسطس) مراسم تسليم السلطة من "اللجنة الثورية العليا" إلى "المجلس السياسي الأعلى" وأنه لابدّ أن نحضر حسب البروتوكولات المعمول بها، وتم إبلاغ طاقم العمل جميعاً، وحضرنا كبقية الضيوف إلا أنّ مراسيم الرئاسة كانوا قد أعدّوا لنا مكاناً في الصفوف الأولى حسب البروتوكول المتعارف عليه في تعاليم المراسيم الرئاسية.
وفي 15/ أغسطس /2016م شهد "القصر الجمهوري" ذلك اليوم فعالية استلام "المجلس السياسي الأعلى" برئاسة "الرئيس صالح الصماد" السلطة من "رئيس اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي، في حضور عدد من كبار المسؤولين في الدولة والقيادات السياسية والمدنية والاجتماعية، وفي الفعالية التي حضرها عدد من كبار المسؤولين من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ألقى "الرئيس صالح الصماد" خطاباً أشاد فيه بالدور العظيم الذي قام به "رئيس اللجنة الثورية العليا" وأعضاء اللجان الثورية في كافة المؤسسات والمرافق الحكومية من المحافظة على بقاء مؤسسات الدولة، وإدارة شؤون البلاد خلال الفترة الماضية، والتي تُعد من أصعب المراحل التي مر بها الشعب اليمني .... بعد ذلك صعَدَ الرئيس صالح الصماد والنائب "قاسم لبوزة" إلى المنصّة لاستلام "العلم الجمهوري" من رئيس اللجنة الثورية العليا، وانتهت الفعالية ، وبعد الانتهاء من الفعالية عقد المجلس السياسي الأعلى اجتماعاً برئاسة الأخ صالح علي الصماد رئيس المجلس لمناقشة مشروعي قراري المجلس السياسي الأعلى بشأن تحديد اختصاصاته ومهامه ولائحته الداخلية، وبقي الجميع لتناول وجبة الغداء.
أمّا نحنُ فكان لا يروق لنا الأكل في القصر، وعزمنا على المغادرة بعد انتهاء الفعالية، وعندما وصلنا عند البوابة الجنوبية للقصر الجمهوري مغادرين، تلقّيتُ اتصالاً من الرئيس صالح الصماد بأنه في انتظاري في (فلة 7).
عُدتُّ من بوابة المغادرة، وأثناء مروري في ساحة "القصر الجمهوري" إلى (فلة 7) حيثُ الرئيس الصماد كان في انتظاري، كانت تدور في مخيلتي تساؤلات كثيرة، وأقولُ في نفسي: ربّما الرئيس الصماد يريد أن يوجّهني بدوري التسليم بيني وبين السكرتير الخاص الجديد الذي سوف يعينه، وتارةً أقول: ربما هناك بعض الأغراض المتعلقة باللجنة الثورية العليا موجودة في (فلة 7) التي تُعد فلة الرئيس، يريد أن أستلمها، وصلتُ إلى الفلة والرئيس الصماد في انتظاري هو واثنين من مرافقيه في الصالة التي يستقبل الرئيس ضيوفه الرسميين فيها، ولم يكن الرئيس الصماد آنذاك جالساً على الكرسي المخصص للرئيس في صدر الصالة، وإنّما على كرسيٍ جانبيٍ حيث يجلس الزائر، خرج المرافقون وبقيتُ بمفردي، وقال لي: هل عرفت لماذا استدعيتك بهذه السرعة، كأول شخص من بعد استلامي السلطة بدقائق؟
قلتُ له: يدور في رأسي الكثير، وأحبِّذ أن أسمع منكَ، فكان جواب الرئيس "سلام الله عليه": لقد اخترتُك أن تكون السكرتير الخاص لي.
لقد قال الرئيس : أنا بحاجة أن تكون بجانبي فلديكم خبرة في هذا المجال وسبق وإن كنت السكرتير الخاص في اللجنة الثورية العليا ولن تطول مرحلة رئاستي للمجلس فكل أربعة أشهر سوف يتم اختيار رئيس جديد وأريد منك أن ترفع خطة العمل وهذا رقم خاص بك للتواصل فيما بيننا وسيكون بيننا خط ساخن وأنا واثق فيك "وقد أنت أحلى نظر" وعليك بتشكيل الفريق المساعد لك وسوف أكون في انتظارك بعد صلاة المغرب والعشاء للتعرف على أماكن عملنا وتعرف منزلي الخاص لتأتي الى عندي أي وقت تريد ، وكأنه يريد يكشف لي عن برنامج تعامله معي بتلك الكلمات القليلة الممتلئة بالمعاني الكبيرة والكثيرة في منحنا ثقته .
لم يترك لي مساحة للحديث حول انطباعي وأسالتي حول قراره بتعييني سكرتيرا خاصاً له فقد أجاب اثناء حديثه معي عن الأسئلة والمحاذير التي كانت في تجول في نفسي.
دعوت اثنين من المساعدين لي في عمل السكرتارية الخاصة كانوا في انتظاري في الاستراحة المجاورة لصالة الاجتماع وعرفته عليهم وما هو الدور الذي كانوا يقوموا به اثناء عملنا في اللجنة الثورية العليا وماذا سيفعلون ايضاً في العمل الحالي الذي تم تكليفي به وقال الرئيس : على بركة الله ودعا لنا بالتوفيق والسداد في عملنا ، واستأذنا من الرئيس للمغادرة وخرجنا من القصر الجمهوري ونحن نحمل على اعتاقنا حمل جديد لابد أن نكون بحجم تلك المسؤولية الملقاة علينا ، وأن نكون بحجم الثقة التي منحنا إياها الرئيس صالح الصماد، أبلغت فريق العمل أن نلتقي الساعة الثانية بعد الظهر لأطلعهم على ما جرى ونتناقش في وضع الخطة أو تطوير خطتنا السابقة لما يتناسب مع عمل الشراكة وتوزيع المهام فيما بيننا ولم التقي بالرئيس في المساء إلا وخطة العمل معي تم مناقشتها مع بعض وكان يتفاجأ بأننا سنقدم كل الاعمال التي ذكرنا له في الخطة وكنت أستشهد له ببعض المرفقات من أعمالنا السابقة في اللجنة الثورية العليا ، قال لقد تفاجأتُ بتلك السرعة في اعداد الخطة ، أجبتهُ كانت هي خطتنا اثناء عملنا في الثورية العليا ولم نأتي بجديد وهذا هو المعمول به في عمل السكرتارية الخاصة لرئيس الجمهورية وإنما طورنا المهام المنوطة بنا وتعاطينا مع المتغيرات التي حصلت بالشراكة مع حزب المؤتمر الشعبي العام ، فقال الرئيس لولا خوفي من آثار المديح والاطراء عليكم لمدحتكم كثيراً وتم إقرار الخطة وتم العمل بها مع إضافة بعض التحديثات المهمة كل ما اقتضت الحاجة اليه خلال مرحلة العمل حتى ارتقى الى ربه شهيداً، وعشنا اثناء العمل مع الصماد أسعد أيام حياتنا ولم تكن سعادتنا نتيجة أي محفز مادي أو لقلة أعمالنا بل العكس كانت أعمالنا كثيرة نعمل الليل مع النهار من خلال فريق يتناوب في مكاتب العمل الصباحية والمسائية لاستقبال معاملات الناس وطلباتهم ومراسلات أجهزة الدولة واعداد البريد اليومي وتقديم الإفادات والعروض والملخصات للرئيس وفريق يرتب لاجتماعات ولقاءات الرئيس وتنظيم الاتصالات وعمليات لمدى 24ساعة ومواكبة كل الأعمال والتوجيهات الصادرة من الرئيس .
للمزيد:
من الذاكرة المقال رقم (7) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد



  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: من الذاكرة المقال رقم (8) الرئيس الصماد من ميلاد "المجلس السياسي الأعلى" إلى الاستشهاد Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً