728x90 AdSpace

1 يونيو 2018

الرئيس ومرافقوه.


احمد الرازحي:
كان يردد مقولة من الأثر " نتقدمُكم عند اللقاء ونُقدمكم عند العطاء" وذلك في بعض اللقاءات التي تتطلب التحشيد للجبهات لمواجهة العدوان على بلدنا.
وقد أوفى بوعده فقد تقدم عند اللقاء وجاد بروحه سلام الله عليه ، فكان ما يبهرنا فيه معجزات علمه ، وبيانه الواضح ، وحلمه ، وصبره ، وتواضعه، وإيثاره ، وصدقه،  واخلاصه ، فكان يقول  للناس أنا لا أعدكم بما لا أستطيع ولا أقول بأني أمتلك عصاةً سحرية لكن سأبذل قُصارى جهدي في تقديم الذي استطيع عليه .
فكان حليماً سمحُ الأخلاق والجميع يُدرك كيف تعاطى مع أحداث ديسمبر بالحلم والبصيرة وكان يهمهُ الجميع وعلى مسافة واحدة من كل المكونات ، يستشعر مسؤوليته المُلقاة على عاتقه المُثقل بالهموم الوطنية العالية ، فقد لملمَ الصفوف وداوى الجراح  ببلسمه الخاص ، وأغلق الصفحة وفتح صفحةً جديدة كان عنوانها لدينا عدواً واحداً يقتل أبناء اليمن ويحاصرنا براً وبحراً وجواً ويحتل مناطق من البلد  لابد من تحريرها ومواجهة هذا العدوان ، يبذل الجهد الكبير بنفسه الصلبة وأمله الواسع في إعادة الحياة الى ما كانت عليه وتطبيع الوضع.
لا يقترب الملل منه ،  ولا يسمح لليأس أن يصل الى قلبه وإن قلّ الناصر، كان يسعى لحقٍ والساعي لحقٍ له بين المحقين أعواناً وأنصاراً. 
في حياته دروسٌ وعبر ... لا حاجة لنا بتاريخ غاندي أو جيفارا أو فلاسفة اليونان أو حكماء الرومان ، فلهم واقعٌ غير واقعنا .
فحياته مملوءة بالجد والجهاد والعمل بدون ملل والحكمة والسياسة والشرف الحقيقي .
وما تجود به ذاكرتي في هذا المقام عندما صعّدا العدوان على نهم أرسل حمايته الشخصية الى النزول الى جبهة نهم لإسناد المجاهدين وإعانتهم في مواجهة المعتدين ولم يبقى عنده إلا السائق وبعض الافراد لا يتعدوا عدد أصابع الكف ،  وأستشهد البعض وجُرح البعض وأستمر آخرين الى يومنا هذا في الجبهات ، وكان هناك من يقول له سيدي الرئيس ليس من الصحيح أن تبقى بدون حماية بالشكل المطلوب ... فكان جواب الرئيس " والله بأني أستحي أن أدخل مؤسسة أو اجتماع برفقة بعض الحماية والجبهات في أمس الحاجة الينا جميعاً ولولا المسؤولية التي وضعت على عاتقي لحملتُ بندقيتي وجعبتي وما توانيت لحظة واحدة في النزول الى جبهات العزة والكرامة" وأضاف رحمة الله عليه " وإذا استهدفني طيران العدوان أكون وحيداً لا يصيب المرافقين أي مكروه" 
فكان كلامه ينزلُ على مسامع ذلك الشخص ومسامعنا  كالسيف المُجرد والسهم المسدد، فقد نال الشرف الذي كان يتوقُ له ولم أكن أدري ما يخبئه القدر فقد أنهدّ قلبي الذي حمل الكثير من حياة الرئيس الشهيد.... ولن نقول إلا ما يرضي ربنا 
وإنا لله وإنا اليه راجعون .
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الرئيس ومرافقوه. Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً