رأت القيادات الأوروبية أن الشرق بخيراته هو مصدر قوتهاوديمومة نفوذها ففيه كل مصادر الطاقة ومؤثر الخام المطلوبه وهو يتحكم بطرق الملاحة الدولية وبأهم الممرات المائية مضيق هرمز _ باب المندب _ قناة السويس _ مضيق جبل طارق _ مضيق تايوان ..إضافة لوجود النفط ومصادر الطاقة الهائلة في الوطن العربي وفي قارتي أسيا وأفريقيا فيما القارة الأوروبية التي اختيرت من قبل القوة النافذة الدولية لتكون مركز القيادة العالمي المتحكمة بمصير البشر وبخارطة العالم ..!!
لذا اتفقت أوروبا علي إنها صراعاتها والتفرغ لإدارة صراعات من نوع أخر ولكن في مسارح بعيدة عن مسارحها غير أن هذه الإستراتيجية احتاجت لثمن تدفعه أوروبا ذاتها في سبيل التخلص من مراكز في خارطتها كانت تشكل مصدر قلق القوة النافذة فيها الساعية إلي السيطرة علي العالم وتسخير قدراته لخدمه أهدافها الاستعمارية المتعدده الأوجه ..؟!!
كان مؤتمر لندن المشار إليه سلفا بمثابة ( سكرتارية تنفيذية لمؤتمر بازال الصهيوني ) ومن أولى قرارات هذه السكرتارية هما إتفاقية ( سايكس _ بيكو _ ووعد بلفور ) ..
وقد أخذت أوروبا تعيد إستراتيجيتها علي ضو قرارات وتوصيات مؤتمر لندن التي أخذت مسارات متعددة منها تقسيم خارطة الوطن العربي وتكريس مصطلح أو مفهوم ( الشرق الأوسط ) لطمس معالم حقيقة مفهوم ( الوطن العربي ) فليس هناك ما تخشاه أوروبا والغرب عامة أكثر من فكرةرسوخ مصطلح _ الوطن العربي أو الأمة العربية ِ أو فكرة الوحدة العربية ..لذا عملت أوروبا والغرب مبكرا في اتجاه تغييب الوعي العربي والتنكر لكل حقائق الوجود القومي للعرب والحيلولة دون قيام وحدة عربية او دولة عربية موحدة تتحكم بالخارطة القومية العربية قدرات وإمكانيات وجغرافية وممرات ..!!
وكانت فلسطين بمثابة المحور الذي انطلقت منه المؤامرة إذ لم ولن تكون فلسطين هي الهدف بل الوطن العربي بكامل نطاقاته كان ولايزل هو هدف المخطط الاستعماري الغربي بدليل أن فلسطين ليست محتلة لوحدها بل كل الوطن العربي يعيش تحت نير وتسلط الاحتلال الغربي من المحيط إلي الخليج ..
فيما يتصل ببقية نطاقات الشرق الجغرافية عملت قوى الهيمنة الاستعمارية إلي تفتيت جغرافية أسيا فإحتالت بريطانيا علي ثورة شبه القارة الهندية ومزقتها أولا إلي هند وباكستان كخطوة أولى ثم سلخت بنجلادش من باكستان ثم نيبال من الهند وسيرلانكا بعدها ..ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فتم تدمير القدرات العسكرية لكل من ألمانيا واليابان وتراجعت بريطانيا عن دورها الاستعماري ومعها فرنسا لصالح صعود الولايات المتحدة الأمريكية ..
يتبع