بما ان المكان الطبيعي لوحدات الحماية الكردية يكون ضمن محور المقاومة الممتد من إيران إلى العراق إلى سورية ولبنان وبمساعدة الأشقاء والحلفاء الروس.
اذا المكان الطبيعي لوحدات الحماية الكردية هو ضمن محور المقاومة الممتد من إيران إلى العراق إلى سورية ولبنان وبمساعدة الأشقاء والحلفاء الروس، وبالتالي يجب على الكرد أن ينسقوا مع الحلفاء وأن يوقفوا تنسيقهم مع القوات الأميركية
إذا لم يتخذ الأكراد هذه الخطوة الإستراتيجية الصحيحة وهي التنسيق مع الجيش الوطني السوري ومع الدولة السورية فسوف يدفعوا ثمناً كبيراً.
لان تركيا تهدف إلى السيطرة على القوس الممتد من جرابلس إلى عفرين شمال حلب وصولا إلى إدلب، في المرحلة الأولى ومن ثم التوجه إلى منبج ومنها إلى القامشلي للقضاء على الكانتونات الكردية الثلاثة، لتلعب بورقة الاختراقات في المؤتمرات السياسية القادمة،
والمعروف للجميع ان هدف واشنطن هو
1. استنزاف المنطقة الممتدة من غرب العراق وشرق سورية، وتحويلها لكيان هش يمهد لظهور قوى انفصالية تمتلك موارد ذاتية لترسيخ طموحها بغطاء سياسي أميركي يسعى لإطالة أمد الأزمات والحروب في هذا المنطقة.
2. نقل مركز الثقل الأميركي إلى الخارطة الجغرافية الواقعة ضمن دائرة حدود الالتقاء السورية العراقية التركية، واتخاذ إجراءات لوجستية عسكرية من إقامة قواعد وإنشاء وتوسيع مطارات، بذريعة حماية الأقليات للحفاظ على نفوذ واشنطن ومصالحها وبما يساهم في تسهيل تدخلها بالشؤون السياسية لهذه الدول، وعرقلة الخط البري الواصل بين محور المقاومة بعد عزل قاعدة التنف.
3. زيادة توسيع حضور الناتو في المساحة التي تحتلها القوات الكردية الموالية للانفصال، والتخلص من الابتزاز التركي عبر إفراغ الحضور العسكري للناتو من مطار أنجرليك واعتماد مطار رميلان عوضاً عنه، وقلب السحر على الساحر من خلال استبدال الأدوار بما يتيح لواشنطن ابتزاز أنقرة بتهديد أمنها القومي من خلال «الفزاعة الكردية».
4. استطاعت واشنطن جذب معظم السياسيين من الاكراد تحت مظلتها لانها معتمدة عليهم في تنفيذ مشروعها الفيدرالي، واستثمار عدائهم مع كل من إيران وتركيا والعراق وسورية واكدت مصادر سعودية ( أن إدارة ترامب تستعد لتقسيم سورية من خلال إقامة دولة كردية في المنطقة بمساحة تزيد عن 12 بالمئة من مساحة سورية.)
لذلك الاتفاق ألاميركي التركي والضوء ألاخضر من واشنطن، هو مخطط خطير للاجتياح التركي لعفرين وهذا الاجتياح لن تكون نزهة للجيش التركي وإنما ستجابه بمقاومة الا انني اتوقع ان تهزم القوات التركية في سورية لسببين أساسيين:
أولا المنطقة جبلية وتضاريسها وعرة جداً، وثانيا، وحدات الحماية الكردية التي تمارس حرب العصابات قد حشدت قواتها وأعدت دفاعاتها وسوف تقاوم للنهاية بهدف استنزاف الجيش التركي ولن يستطيع هذا الجيش فرض سيطرته المطلقة.
واشنطن التي لا تريد أن تنسحب من سورية والذي جاء من خلال سياستها لزرع الفوضى الخلاقة , استطاعت أن تورط تركيا والاكراد في هذه الحرب بعد ان جاءت الغارات «الإسرائيلية» على بعض المواقع في سورية بعد تقدم الجيش السوري وبسط سيطرته على نقاط حساسة إستراتيجية والسيطرة على مساحة سورية كاملة بالرغم من الضغوطات الدولية التي مورست على حلفائه لوقف تقدمه، وإلحاق أفدح والانهيارات في مواقع وتحصينات جبهة النصرة وما يتبعها من تنظيمات إرهابية والتي يعمل العثماني والسعودي والأميركي جاهداً للحفاظ عليها واستخدامها كورقة ضغط حينما يريدون التفاوض او تسويةٍ ما،
فأنطلاق الغارات «الإسرائيلية» جاءت لرفع معنويات وكيلها المتقهقر أمام تقدم الجيش العربي السوري , كما جاءت الغارات من الطائرات المسيّرة المنطلقة من مواقع سيطرة المسلحين المدربين على تصنيعها بريطانياً والمسيّرة وبـ«الأواكس» الأميركية على موقعي حميميم وطرطوس اللذين لا يمثلان فقط موقعاً عسكرياً وإنما هما في صميم السيادة الروسية، وعلى روسيا وبالتالي كانت جعجعة أردوغان وإعادة إطلاق خطابه التهويلي المبتذل كمحاولة امريكية لتشكيل ميليشيا جديدة مؤلفة من ثلاثين ألف عنصر من بعض الخونة والعملاء في الشمال الشرقي، بعد أن أخفق في إقامة المنطقة العازلة في الجنوب عبر بوابة «غرفة موك» التي اضطرلإغلاقها تحت ضربات الجيش السوري وحلفائه،
وكما سقطت الميليشيات الأميركية جنوباً ستسقط شمالاً
.من هنا نقول ان كل الاحداث من رعاة وممولي الحرب على سورية بهدف افشال مؤتمر سوتشي وسعيهم لاستمرار الحرب وتحقيق اهدافهم في الحرب التي خُطِط لها ويجري تنفيذها للمنطقة لجعلها حرب طائفية مذهبية متخلفة تسيرها قاطرة «إسرائيلية» لتتموضع خريطة الحلم التوراتي من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى سورية إلى الأردن
فما اراده الامريكي والاسرائيلي كسرة الجيش العربي السوري وحلفاءه
ففي لبنان كسر مشروعهم تحت ضربات المقاومة الوطنية والقومية فعاد المارينز مع أشلائهم وصاح «الإسرائيلي» بمكبرات الصوت: «لا تقتلونا فنحن راحلون»، عندما كان الرئيس الراحل حافظ الأسد يظلل تلك المقاومة بدعمه وإسناده ورعايته انطلاقاً من إيمانه القومي المبدئي والراسخ،
وفي العراق هزم وفي لبنان هزم
وحاليا يسعى الجيش العربي السوري بسواعد جيشه ومحور المقاومة والحلفاء سيحققون أعظم انتصار بقيادة الرئيس الأسد بشار.
إن تركيا تهدف من هذه الاجتياحات العسكرية أولا: ضرب الكانتونات الكردية في القامشلي وعين العرب وعفرين والتخلص منها، لأن وجود الإدارات الذاتية الكردية تعتبره خطراً يهدد الأمن القومي التركي،
ثانيا، ربط منطقة جرابلس والباب التي تحتلها حالياً القوات الغازية التركية، بمنطقة تل رفعت ثم الريف الشمالي لحلب وصولا إلى عفرين وإدلب، ليصبح بذلك هذا القوس، قوسا تركيا لتستغله أنقرة في اللقاءات والمؤتمرات السياسية القادمة حول مستقبل ومصير سورية.
اعتقد أن السياسية الروسية تقوم على حل الأزمة السورية بالسياسة، ولكنها تحاول جذب تركيا باتجاه موسكو والاستفادة من بعض التناقضات التركية الأميركية، إضافة إلى استخدام المصالح الاقتصادية في هذا المجال، ولكن برأيي الشخصي، فإن تركيا لن تغادر حظيرتها الأطلسية التي دخلت إليها منذ عام 1952 وسيقوم أردوغان، المعروف باللعب على الحبال، للاستفادة من كل هذه التناقضات، وبالتالي فإن الأصدقاء الروس ربما سيحققون بعض الانجازات التكتيكية مع أنقرة لكنهم لن ينجحوا في مسعاهم.ولم تستفيد من تجربة سورية مع تركيا حينما راهنت سورية على الموقف التركي، وفتحت حدودها المشتركة مع تركيا الممتدة لأكثر من 900 كيلومترالا ان تركيا معروفة بالغدر عندما استغلت الرهان السوري وفتحت الطريق أمام جحافل الإرهابيين والمنظمات القاعدية بشقيها السلفي والإخواني، وهؤلاء مسؤولون عن تدمير سورية وعن هذه الحرب الكونية التي تتعرض لها منذ سبع سنوات.
ومعروف ان عفرين مدينة سورية ويعلم التركي ان سورية لايمكن أن تتخلى عنها وقد غامرت تركيا بإخترق القانون الدولي واعتبرت تركيا محتلة ضد دولة ذات سيادة وعضو مؤسس في الأمم المتحدة، ولذلك يجب أن يتصرف القادة الكرد في وحدات الحماية بذكاء وبسياسة عالية
وهدف واشنطن يتمثل بالاتي:
1. استنزاف المنطقة الممتدة من غرب العراق وشرق سورية، وتحويلها لكيان هش يمهد لظهور قوى انفصالية تمتلك موارد ذاتية لترسيخ طموحها بغطاء سياسي أميركي يسعى لإطالة أمد الأزمات والحروب في هذا المنطقة.
2. نقل مركز الثقل الأميركي إلى الخارطة الجغرافية الواقعة ضمن دائرة حدود الالتقاء السورية العراقية التركية، واتخاذ إجراءات لوجستية عسكرية من إقامة قواعد وإنشاء وتوسيع مطارات، بذريعة حماية الأقليات للحفاظ على نفوذ واشنطن ومصالحها وبما يساهم في تسهيل تدخلها بالشؤون السياسية لهذه الدول، وعرقلة الخط البري الواصل بين محور المقاومة بعد عزل قاعدة التنف.
3. زيادة توسيع حضور الناتو في المساحة التي تحتلها القوات الكردية الموالية للانفصال، والتخلص من الابتزاز التركي عبر إفراغ الحضور العسكري للناتو من مطار أنجرليك واعتماد مطار رميلان عوضاً عنه، وقلب السحر على الساحر من خلال استبدال الأدوار بما يتيح لواشنطن ابتزاز أنقرة بتهديد أمنها القومي من خلال «الفزاعة الكردية».
4. استطاعت واشنطن جذب معظم السياسيين من الاكراد تحت مظلتها لانها معتمدة عليهم في تنفيذ مشروعها الفيدرالي، واستثمار عدائهم مع كل من إيران وتركيا والعراق وسورية واكدت مصادر سعودية ( أن إدارة ترامب تستعد لتقسيم سورية من خلال إقامة دولة كردية في المنطقة بمساحة تزيد عن 12 بالمئة من مساحة سورية.)
5. عرقلة اتفاق مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي والمزمع عقده في 29-30 من الشهر الحالي، أو إفراغه من أهدافه ومخرجاته.
فدمشق وموسكو وطهران وبغداد وأنقرة أصبحت اليوم ودون إرادة مسبقة، ضمن خندق واحد ضد العدو المشترك والمفتعل بفعل السلوك السياسي الأميركي الذي يهدد أمنهم القومي، لعدة أسباب:
أولاً، الخريطة الجغرافية المستهدفة من جراء هذه التقسيم وإقامة كيان كردي لا ينحصر فقط ضمن الأراضي السورية بل سيمتد للإطار الجغرافي الإقليمي ويعزز الفكر الانفصالي، ويساهم في نشر الفوضى ويشرعن وجود الكيان الصهيوني العنصري.
ثانياً، لا يمكن لأي قوى مواجهة هذا المشروع لوحدها، مع أفضلية يتمتع بها الجيشان العراقي والسوري، نتيجة الخبرة التراكمية التي اكتسباها في محاربة إرهاب داعش، وامتلاكهما عنصر الشرعية المكتسبة من القانون الدولي والميثاق الأممي في مواجهة التواجد الأجنبي عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، فضلاً عن ثمار التنسيق وتبادل المعلومات الذي حصل مع بدء معركة الفجر الكبرى.
الجانب الروسي لا يبحث عن صدام عسكري مباشر مع نظيره الأميركي، ولكن في الوقت ذاته لن يقبل بانهيار ما حققه سياسياً وعسكرياً في المشهد السوري خلال السنوات الماضية، وقد بادر ليكون عراب هذه الجبهة والمتحكم بالسلوك التركي الذي سارع مؤخراً لتبرئة نفسه من اعتداءات الطائرات المسيرة على حميميم وطرطوس، وزود الدفاع الروسية بمعلومات حولها، لضمان تموضعه والحفاظ عليه.
لا تستطيع أيضاً أنقرة مواجهة هذا المشروع بمفردها، ولاسيما أن معركتها الكبرى التي تحضر لها تحت مسمى «سيف الفرات» وهذا سيؤدي لصدام بين دولتين في الناتو، وتخشى بذلك تركيا أن تجد نفسها معزولة وفي صدام مع الروس وحلف الشمال الأطلسي.
في الاخير نقول ان
الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتلمس هذا الخطروخاصة عندما اشارت لجنة الخارجية بمجلس الشيوخ يقول أن «إستراتيجية بلاده مازالت ترى أن شرق سورية ساحة لاحتواء النفوذ الإيراني».