بقلم / ماجدى البسيونى :
استيقظت اليوم على صوت تليفونى الخاص فإذا بالمتحدثة على الطرف المقابل وبأدب جم تستأذن فى أخذ تصريح حول خبر تقول نشر اليوم فى " اليوم السابع" المصرية مفاده مشروع مصرى / سعودى بشأن سورية.
فإذا بى وبلا تردد: رجاء احذروا ضرب الأسافين فمثل هكذا أخبار ما هى إلا محاولات لإحداث فوضى مقصودة وطلبت منها منحى دقائق حتى أقرأ ما تقولين عنه ..نهضت على عجل ورحت أدير البحث بجريدة اليوم السابع كما قالت المتصلة من قناة تلفزيونية محببة إلى نفسى لمواقفها الوطنية لا حدى الدول ..قلبت كل صفحات اليوم السابع لكنى لم أجد سوى مقال لأحد الزملاء الأفاضل يتساءل فيه "من يدير الأزمات فى مصر " وراح يلمس قضية قطع السعودية لصفقة البترول الشهرية الاتفاقية التى سبق للملك سلمان أن هلل بها أثناء زيارته منذ شهور لمصر والتى بموجبها تدفع مصر الثمن على مدى 15 عاما وليست هبة كما يذهب البعض" ولم يقترب من قريب أو بعيد فأين اذا ما خبرتنى عنه مراسلة التلفزيون ..؟ مقال آخر للصديق الوطنى الناصرى سعيد الشحات بنفس الجريدة بعنوان " القصة ليست حلب " يؤكد فيه :أنه كان هناك خطة سيقدم حلف شمال الأطلنطى عليها بضرب الجيش العربى السورى، ليتم تدميره نهائيا، وأن 14 دولة ستقوم بالتنفيذ. ويوضح الشحات فى مقاله :ان روسيا أفشلت هكذا خطة عندما وقفت بالفيتو ضد المشروع الفرنسى بمجلس الأمن .
عدت ثانية الى البحث فى جوجل عما ذكرته مراسلة القناة التى اتصلت بى فإذا بى بالفعل أجد عنوانا لرابط " مشروع قرار سعودى جديد بشأن سوريا .. بالتوافق مع مصر " وأسفله على نفس البحث كتب :"تجهز المملكة العربية السعودية ، مشروع قرار جديد حول الأزمة السورية لتقديمه إلى مجلس الأمن الدولى، وقالت مصادر أن السعودية تجرى اتصالات مع مصر" ..بسرعة فتحت الرابط لموقع لم أسمع عنه من قبل اسمه" مصرية نيوز "
فإذا بى أرى أمامى صفحة بيضاء تماما وكتب فى منتصفها " غير موجود " اى والله هكذا .
كنت على حق عندما قلت لمراسلة التلفزيون العربى : أرجوكم انتبهوا بحسكم القومى لمثل هكذا أخبار فهى لا تهدف الصالح الوطنى ولا القومى بل هى ان وجدت لا تهدف إما لضرب الأسافين وإما لتقديم خدمة ما وإما لإشاعة الفوضى .
فبينما صحف القاهرة فى الأغلب الأعم تتحدث عن أن مصر فى القمة الثلاثية مابين مصر واليونان وقبرص أوجدت البديل الخاص بمد مصر بالطاقة بعد ان منعتها السعودية اثر المواقف المصرية الأخيرة ومواقفها الثابتة من سورية رغم أنها لم ترتقى فى نظرى ونظر الملايين من هنا وهناك على طول الوطن وعرضه بعد لما يجب أن تكون عليه .
ففى الوقت الذى يعرف فيه بأن مصر فى حرب سواء حرب على الأرض من قبل الإرهاب المستخدم أو حتى التهديد بالخرب منتظرة واعتداءات يجهز لها على الحدود الغربية وكذا حروب دبلوماسية ضاغطة على مصر مما يدار باليمن والتى تعتبر بوابة قناة السويس والتى أنفقت فيها مصر المليارات الضخمة التى جاء أغلبها من جيوب بسطاء مصر .. ولكل هذا أقدمت المملكة على وقف الالتزام باتفاقية الملك سلمان نفسه هو من هلل بها أثناء زيارته رغم كونها بمقابل يصل الى 25 مليار دولار على مدى 15 سنة ليذكر المصريين بما تم اثناء حرب أكتوبر/تشرين عندما أعلن الرئيس معمر القذافى وقتها بوقف ضخ البترول الى أوروبا وواشنطن وبالتالي أرسل أغلب الدول البترولية كل ما تحتاجه مصر من بترول وقتها عاد بعدها بالمكاسب على هذه الدول بالارتفاع فى الأسعار بعدما كان لا يتجاوز سعر البرميل عن 3 ـ 5 دولار .
الست سنوات التى مضت على الوطن إن لم يكن القرن او القرون كانت بمثابة إما سيل من فوضى وإما ضرب أسافين فهلا نستفيق .
Magdybasyony52@hotmail.com
