أصاب قلبي المرض .. فقصدت المشافي والأطباء
سألوني عن اسمي .. قلت لهم : اسمي مأخوذ من العطاء
يمنحه الله للورد ........ بكلّ كرمٍ وسخاء
اسألوا عني الغرباء والاصدقاء
أنا الطهر والنقاء .
البراءة والوفاء
أنا ندى ومن قصدني لبيتُ النداء
وجعي هو الصدق بزمنٍ مليءٌ بالنفاق والوباء
والصدق من عيوبي وقد أصبح صفة الأغبياء
في دنيا تبرأ منها الانبياء والحكماء
عاشرتُ أناساً سببوا لي ألف ضعف وانكسارٍ وألف داء
منهم الكاذب مدّعي الوفاء
ومنهم البخيل المتستّر بثوب الكرماء
ومنهم الساقطة لبثت ثوب الشرفاء
ومنهم الصديقة التي ظننتها لي الدواء
فخعلت عن وجهها القناع والرداء
وظهرت حقيقتها . وبانت الافعى الرقطاء
نظرت لجمال مظهري ونست ان قلبي من قلوب التعساء
فكم من ثوبٍ اخفى حقيقة صاحبه وهو من السفهاء
هزّ الطبيب رأسه ونظر الى باقي الأطباء
وقالوا :
اُبتليتِ بداءٍ ليس منه شفاء
داؤك الطيبة والطيبة بزمننا أعظم داء
شفاكِ الله يابنتي .. ونتمنى لك الشفاء
****************
شكرا لكلّ الأصدقاء الأوفياء والغاليين بقلبي الذين قدّموا لي اجمل هدية بعيد ميلادي وهي معايدتهم الرقيقة مثل قلوبهم النقية ..
واتمنى لكم ولبلدي سوريا الخير والسعادة
تحياتي للجميع
ندى ..انتهى
▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪▪
الى الغالية ندى هديتنا لك بمناسبة عيد ميلادك
.طوق الياسمين الدمشقي ..وكل عام وانت بالف خير
شكراً.. لطوق الياسمين
وضحكت لي..
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين
***
وجلست في ركن ركين
تسرحين
وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
***
قدماك في الخف المقصب
جدولان من الحنين
وقصدت دولاب الملابس
تقلعين .. وترتدين
وطلبت أن أختار ماذا تلبسين
أفلي إذن ؟
أفلي أنا تتجملين ؟
ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين
الأسود المكشوف من كتفيه
هل ترتدين ؟
لكنه لون حزين
لون كأيامي حزين
ولبسته
وربطت طوق الياسمين
وظننت أنك تعرفين
معنى سوار الياسمين
يأتي به رجل إليك
ظننت أنك تدركين..
***
هذا المساء
بحانة صغرى رأيتك ترقصين
تتكسرين على زنود المعجبين
تتكسرين
وتدمدمين
قي أذن فارسك الأمين
لحناً فرنسي الرنين
لحناً كأيامي حزين
***
وبدأت أكتشف اليقين
وعرفت أنك للسوى تتجملين
وله ترشين العطور
وتقلعين
وترتدين
ولمحت طوق الياسمين
في الأرض .. مكتوم الأنين
كالجثة البيضاء
تدفعه جموع الراقصين
ويهم فارسك الجميل بأخذه
فتمانعين
وتقهقهين
” لاشيء يستدعي انحناْك
ذاك طوق الياسمين
نزار قبانى
المحرر
