بقلم/ عمار الشرماني
نريد ان يتم تشكيل حكومة وأن يتم الغاء كل اللجان الثورية (العليا والوسطى والسفلى والرقابية).
نريد دولة نريد اشخاص مقيدين بنظام وقانون ولوائح واضحة ولهم اختصاصات وسلطات محددة وعليهم مسئوليات معروفة يستطاع من خلال ذلك محاسبتهم على أي تقصير او تجاوز أو محابة أو محسوبية او فساد.
اللجان الثورية اصبحت تضر البلاد اكثر مما تنفعها فهي شكلت غمامة وحجبت الرؤية وتصدرت الواجهة ولم نعد نرى بسببها شيء ولا نعرف من هو المسئول الحقيقي عن اي تقصير أو محابة أو محسوبية أو فساد في داخل اي وزارة أو مرفق حكومي، كما ان اختصاصات وسلطات من فيها غير محددة بدستور، أو مقيدة بقانون، أو واضحة بلوائح، أو معروفة بعرف.
يجب ان تتحول ثورة 21 سبتمبر من "مرحلة الثورة" إلى "مرحلة الدولة" ويتم تشكيل حكومة سواء من اعضاء اللجنة الثورية العليا او الرقابية أو من خارجهما المهم مراعة الكفاءة والمهارة والتخصص والخبرة.
ان دليل نجاح اي ثورة هو يجب أن يترجم ويبرز الى الشعب عبر شكل الحكومة التي تلدها وتشكلها تلك الثورة وليس عبر بقاء الثورة "تحكم البلاد" بدون لوائح وقوانين واختصاصات واضحة.
نريد ان يتم وضع كل شخص فوق كرسي رسمي محدد وواضح ومعروف ومعلن لكي يتحمل المسئولية الكاملة عن اي تقصير او اهمال أو محابة أو محسوبية او فساد يحدث في وزارته.
الدولة هي كيان متكامل تُشرع وتحكم وتراقب وتحاسب نفسها بنفسها عبر اجهزتها السلطوية المتنوعة ولا تحتاج الى من يراقبها او يحاسبها من خارجها اذا ما تم العمل بمبداء الفصل بين السلطات اولاً وثانيا تم تفعيل مبدا الحساب والعقاب دون اي رحمة او محسوبية أو محابة.
أجهزة الدولة ليست بحاجة إلى اجهزة رقابية ثورية من خارجها تراقبها وليست بحاحة الى ابطال وثوار يفرضون عليها إملاءتهم وأوامرهم وعندما تأتي توجهاتهم و إملاءتهم بنتائج سلبية وتؤدي الى فشل يتنصلون عن المسئولية ولا يصبحون مسئولين عن الفشل الذي تسببت به أوامرهم و إملاءتهم وأدارتهم امام الشعب والقانون.
لماذا يكون هناك لجان ثورية ورقابية من خارج الدولة طالما هناك جهاز مركزي للرقابة والمحاسبة ولهو فروع في كل مكان ؟
ولماذا يتم تنصيب وزراء ومدراء ومسئولين في الدولة أذا كانت الأوامر والتوجيهات سوف تأتي من ابطال وثوار ؟
أن الوضع الطبيعي الذي أن تم العمل به فسوف ينتج عنه نتائج ايجابية وتحل كثير من المعضلات وتتضح الرؤية للجميع هو ان يتم تشكيل حكومة وأن تصبح الدولة هي الأمرة الناهية الموجهة عبر قياداتها ومسئوليها دون اي وصاية من احد او أملاء من لجان ثورية، لكي يتحمل المسئولين فيها المسئولية الكاملة عن اي فشل، وكذلك الوضع الطبيعي وهو المعمول به في كل دول العالم المتقدمة في مجال مكافحة الفساد هو ان تراقب وتحاسب الدولة هي نفسها بنفسها عبر اجهزتها الرقابية والعقابية.
الدولة مثل جسم الانسان تماماً لا تقبل الاجسام الغريبة واذا دخل جسم غريب من خارجها إلى داخلها فأنه يتسبب بخلل في نظامها العام الا اذا كان ذلك الجسم الغريب دخل من اجل اصلاح خلل ما لساعات محدودة فقط كما يحدث في التدخل الجراحي للإنسان تماماً، أما أذا دخل واستمر بالبقاء في داخلها لوقت طويل فإنه يتسبب لها بتقرحات وتقيحات، ومع مرور الايام أن لم يتم إخراجه سريعاً فإنه يتحول إلى سم وسرطان ينتشر وينهش في داخلها ويدمر كافة خلاياها حتى يقتلها كما يحدث تماماً للإنسان.
يا سيد عبدالملك يا قائد الثورة انقذ البلاد ولا تشكل حكومة بل افرض حكومة فرض شاء من شاء واباء من اباء فالوضع لم يعد يحتمل أكثر فبقاء البلاد بغير حكومة مفسدة اكبر بكثير من مفسدة عدم تشكيلها من كل الاطياف.
وإلى الوزراء الجدد ليس وقت الصوالين والفلل وووو..الخ الكل يعلم ان البلاد تمر بحالة حرجة فعلى كل وزير ان يجهز له غرفة في وزارته ويسكن فيها كما يفعل الوزراء وقادة الجيش عندما تكون البلاد في حالة طوارئ.
سموها حكومة " مؤقته " حكومة " طوارئ " اي أسم مش مهم المهم هو اننا نريد حكومة ودولة... ولا داعي لتطويل الخلاف على كراسيها فهي حكومة مؤقته المهم هو ان يتصدرها رجال اكفاء بغض النظر من اي طرف يكونون.
ولا مشكلة فعندما يتم الاتفاق في جنيف او غيره فليتم تشكيل حكومة جديدة ومن سوف يقول الحوثيين انفردوا بالسلطة فنقول له انتظرناك كثيراً ولكنك لم تأتي...وعموماً لا تخاف ولا تقلق مكانك محفوظ فعندما تأتي سوف نعيد القسمة من جديد...هذا أن عدت أصلاً.
يا سيد عبدالملك انقذ البلاد وفرض حكومة نحملك نحن ثوار 21 سبتمبر كافة المسئولية.
لا نريد "ثورية" محمد على الحوثي ولا "رقابية" علي العماد نريد "دولة"
وأذا كان ولابد فليكن محمد على الحوثي رئيساً للوزراء وهذا ترشيح شخصي مني له وانا ادعم تعيينه بكل قوة، وليكن علي العماد رئيساً للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهذا أيضاً ترشيح شخصي مني له وانا ادعم تعيينه بكل قوة، المهم هو ان يكونوا تحت مظلة النظام والقانون وجزء من الدولة لا أن يكونوا كما هم عليه الان هم ولجانهم فوضى بلا دستور بلا قانون بلا لوائح مُشهرة ومعلومة لكل الشعب بلا تحديد اختصاصات بلا تحديد مسئوليات بلا زبادي بلا بطيخ.