السبئي - بيروت خاص:
أعلن المفوّض الأعلى لشؤون الخارجية للبرلمان الأميركي الدولي السفير الدكتور هيثم ابو سعيد الموقف العام من المشهد في الأمس لعملية التبادل التي حصلت بين القيادة الحكومية في سوريا والمجموعات المسلحة التي تقاتلها وضمن خطّة إقليمية من أجل ضمان عدم وقوع أي إصابات في صفوف المدنيين، كما يُخرج البعض من مأزق عسكري لهؤلاء المجموعات، وهي على الشكل التالي:
1- ان عملية التبادل التي حصلت في الامس لها مدلولات كبيرة سياسية يمكن البناء عليها بالتواطؤ والتنسيق بين هذه المجموعات المسلحة وبعض الأجهزة الإقليمية التي تدعي عدم التنسيق معها.
2- لا شك ان خروج تلك المجموعات تصبّ في خانة الاستقرار الامني لعدّة جهات، وأتت في سياق الحفاظ على أرواح المدنيين العزّل الذين كانوا درعاً بشريا لجأ المسلحون الى الاختباء بينهم مدججين بكل أنواع الأسلحة.
3- انّ ردّة الفعل الشعبية على الحدود اللبنانية لدى استقبال البعض من المواطنين لهؤلاء المسلحين الآتين من الزباداني غير منطقية ولا تصبّ في الرؤية الصحيحة لمجرى الاحداث وإنما تأتي في سياق تأجيج طائفي كانوا قد وُضعوا بها من قبل قوى سياسية لبنانية، انّ ما يقوموا به في سوريا هو عملٌ يُرفع له الجبين ويصبّ في النضال الحقيقي للقضية المركزية "فلسطين".
4- ما قام به الامن العام اللبناني من إجراءات امنية في هذ الشأن يدل على حرفية عالية والتزام بمبادىء القيادة في اداء القضية وعدم إعطاء اي جهة سياسية نقطة سلبية يمكن الاستفادة منها في تحقيق مكاسب تُصرف بمواقف لصالح اي فريق سياسي لبناني.
5- الرؤية الشاملة للإنسحابات تضع الكلّ أمام تساؤلات حقيقية للجغرافيا المستقبلية التي قمنا دوماً بالإشارة إليها في كل المقابلات والبيانات الصحفية ما لم يكن هناك واقع عسكري ما من أجل تعديل في هذا المشهد المتّفق عليه دولياً.
6- يُعتبر هذا الإنجاز إنتصار للجيش العربي السوري وللقيادة الحالية وللمقاومة اللبنانية وحلفائهم لثلاث أسباب: الأولى تتمثل بخروج المسلحين دون تكبيد عناصر الجيش اي نقطة دم في صفوفه وبالتالي تحقيق إنتصار سهل في هذا المجال، والأمر الثاني التأكيد من قبل القيادة السياسية والعسكرية في سوريا أنهما حريصين على عدم إيقاع المدنيين في شرك المعارك الذي قد يسقط منهم شهداء لا علاقة لهما فيها، والأمر الثالث برهنت الحكومة السورية أنها تستطيع أن تفي بكل وعودها التي تلتزم بها ضمن حسابات سياسية تضعها في المقدمة دون اي تنازلات مهمة والتي أصرّت عليها منذ إنطلاق الأحداث في 15 آذار 2011
