728x90 AdSpace

15 نوفمبر 2015

الأسد لـ هولاند : اعمل لمصلحة شعبك

بقلم المهندس : ميشيل كلاغاصي :
هل ُغدرت فرنسا ثانية ً .. و طعنت في ظهرها أم في صدرها!؟
هل تخطت خطوطا ًحمراء داعشية – أمريكية – اسرائيلية ... فعوقبت!؟
و لماذا حظيت بموعد مماثل لأحداث أيلول في أمريكا , فتحولت عاصمة الفن و الجمال إلى عاصمة ٍ للأنين و الألم و الخوف و الموت , عشية لقاء فيينا الثاني و قمة مجموعة العشرين في تركيا .

كيف يمكن لداعش أن يقترب من الرئيس هولاند ووزير داخليته وعلى بعد أمتار ؟ و كيف يمكنه أن يضرب في 6 مواقع باريسية من مطاعم ومقاهي و مسرح و استاد " دو فرانس " و يوقع 128 ضحية و أكثر من 350 جريح و بهذه السهولة ! .
و يبقى السؤال لماذا فرنسا و من المستفيد !!؟
فمن المرات النادرة أن نهتم بما يقوله الرئيس الفرنسي, الذي قال عقب الهجمات الإرهابية مباشرة ً:" إنها مؤامرة خارجية.. بتواطىء داخلي " .
فبالأمس كان مانويل فالس يقول : " أن يد فرنسا لن تهتز في ضرب داعش " و " بيد ٍ من حديد " ! أين هي أجهزة الأمن الفرنسية , و ماذا عن إدعاءاتها بتحصين البلاد و بتعزيز الإجراءات الأمنية و حماية الفرنسيين , خاصة ً بعد أحداث " شارلي إيبدو "؟ .
إن عدم رضى الفرنسيين عن السياسة الداخلية والخارجية للرئيس هولاند جعلت من خصومه في الداخل يساريين أو يمينيين ورجالهم في أجهزة الدولة خصوصا ً الأمنية منها , طرفا ً ذو مصلحة فيما حصل .
فالرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي سارع لمطالبة هولاند بتغيير سياسته الخارجية دون أن يوضح  قصده ؟ , فيما سارعت ماري لوبان زعيمة اليمين و الأصولية الفرنسية للمطالبة ب :
1- الإنفصال عن الإتحاد الأوروبي 2- طرد الأئمة المتطرفين الذين يبثون التطرف في المساجد الفرنسية 3-  نزع الجنسية ممن يبثون أفكار التطرف .
الأمر الذي يرفع من شعبيتها و رصيدها في الشارع الفرنسي بشكل ٍ كبير , مع توجيه أنظار العالم نحو التطرف الإسلامي .. كما أن خروج فرنسا من الإتحاد الأوروبي سيؤدي حتما ً إلى إنفراط عقده و يزيد من ضعف القارة العجوز بشكل ٍ تزداد معه إمكانية إشاعة الفوضى فيها , و استفراد الإرهاب بكل دولة ٍعلى حدة , بالإضافة إلى عودة ظهور العملات الأوروبية و القضاء الحتمي على اليورو الذي يصب مباشرة ً في صالح الدولار الأمريكي.
و هذه أمور ٌ بمجملها تُمثل أهدافا ً كبرى للمشروع الصهيو- أمريكي , و تضع كلا ً من الولايات المتحدة الأمريكية و العدو الإسرائيلي في دائرة الإتهام , ووراء ما حدث بيد ٍ داعشية , بالتعاون مع أطراف ٍ فرنسية داخلية سهلت ما حصل – بحسب هولاند - .
أين هي أجهزة الأمن الفرنسي ..!؟
كيف يمكن للحكومة الفرنسية و أجهزتها الأمنية أن تتجاهل داخليا ً تداعيات ظاهرة الإرهاب و تمدده و تهديده المباشر لفرنسا و غيرها .. خاصة ً مع وجود أعداد كبيرة من الفرنسيين الذين يقاتلون في سوريا داخل صفوف تنظيم " داعش " و " جبهة النصرة " و سواهم !؟
وكيف لها أن تتجاهل عودة الكثيرين منهم إلى هناك , على الرغم من معرفتها أن من بينهم من قاتل في سوريا و تحديدا ً في درعا و القنيطرة و قرى الجولان المحتل عموما ً , و منهم من تلّقى العلاج على أيدي الإسرائيليين و تدرب في معسكراتهم !؟ .
جوازات السفر السورية !!
ليس من المصادفة أن يجد الأمن الفرنسي بالقرب من أشلاء أحد الإنتحاريين جواز سفر سوري , و كذلك ما وجده الأمن اللبناني في تفجيرات الضاحية الجنوبية في بيروت قبل يومين .. من يستطيع أن يؤكد أن الإرهابيين سوريين و الجوازات صحيحة ؟ و ماذا يعني أنهم سوريون!!؟ فالدولة الفرنسية في مسيرة دعمها و تاّمرها على الدولة السورية كانت إحدى تلك الدول التي اعتمدت جوازات السفرالمزروة الصادرة عن " المجلس الوطني السوري " ؟ في حين أن جنسية أغلب المنفذين هم فرنسيون من أصول جزائرية و مغاربة ك " عمر اسماعيل مصطفى " الذي تولى مهاجمة مسرح " باتكلان " في باريس .
إن الرسالة واضحة .. لقد عُوقبت فرنسا داعشيا ً بتخطيط ٍ أمريكي – صهيوني , و لأنها تجاوزت خطوطا ً حمراء في سورية , تمثّلت في قيام الطائرات الفرنسية بقصف بعض المواقع في سوريا , في محاولتها البحث عن موطئ قدم ٍ لها على الأرض السورية , في السباق الكبير بين أعداء سوريا و الدولة السورية للسيطرة على الأرض , بعد تغير مفهوم الحرب على سوريا و عدم جدوى الوجود الإرهابي على الأرض في تغيير المعادلات , خصوصا ً بعد التقدم السريع للجيش العربي السوري و تطهيره العديد من المواقع الإستراتيجية في حلب و ريفها الجنوبي و الشرقي و العديد من النقاط الهامة في أرياف درعا ودمشق و اللاذقية , فقد أوصد الجيش كافة الأبواب أمام أي تقدم ٍ عسكري للإرهابيين و جعلهم يخسرون أغلب المناطق التي يسيطرون عليها , و لم يعد من المفيد لهم أن يحصلوا على المزيد من الدعم المالي و العسكري حتى النوعي منه , فالعمل العسكري المشترك للجيش و المقاومة و بالإسناد الجوي الروسي و بالدعم اللا محدود للجمهورية الإسلامية الإيرانية , جعل الأمريكان يبحثون عن منفذ ٍ لخسارتهم الحقيقية عبر الخداع و النزول إلى الأرض و زيادة عدد جنودهم إلى \ 50 \ عنصرا عبر زيادة ٍ رمزية تفتح الباب لتواجدهم بعدد ٍ أكبر , و عبر دعم ما يسمى " قوات سوريا الديمقراطية " المدعومة أمريكيا ً لتحرير بعض النقاط الإستراتيجية من سيطرة " داعش " , و الحصول من خلال ذلك على أوراق ٍ تفاوضية .
إن سرعة تحرك الجيش العربي السوري و حلفائه كفيلة ٌ بقطع كافة طرق تحقيق مثل هذه الأهداف , و ما فعله الطيران الفرنسي ُاعتبر مخرزا ً في عين المخطط الأمريكي .. فأرادت منعها عن متابعة ما بدأت به جوا ً قبل أن تجد وسيلة ً للنزول أرضا ً عن طريق دعم المخطط التركي الأردوغاني , أو عبر دعم بعض الفصائل و المكونات هناك .
لم تفهم فرنسا – هولاند أنها دولة ٌ تابعة للسيد الأمريكي و لذراعه الداعشية , فكيف لها أن تستفيد منه تارة ً و تحاربه تارة ً أخرى !! إن تخبط هولاند و عم إتباعه استراتيجية ً سيادية ً واضحة للدولة الفرنسية , يكون قد تخطى الخطوط الحمراء الأمريكية و استحق العقاب منها بتوقيتٍ محسوب ٍ بدقة و عشية لقاء فيينا الثاني و لقاء مجموعة العشرين – الإقتصادية -  في تركيا , و التي غاب عنها لإنشغاله بما حدث في بلاده .
إن قرار الحسم في سوريا و إنتصاراتها الكبيرة و استعادتها مطار كويرس و ما حوله, و تركيزها على تطهير الريف الحلبي من الإرهاب هو ما يفكر فيه الجيش العربي السوري ليُخرج حلب من دائرة السباق , و لفتح الطريق أمام زحفه إلى بعض الأماكن الحساسة بحسب استراتيجيتها و أولويتها , ليمنع الأمريكان و سواهم من الفوز و السيطرة على أية بقعة ٍ جغرافية بشكل مباشر أو بالواسطة .
إن التقدم و الإنتصارات التي تحققها سوريا تثير قلق العدو الإسرائيلي .. فنصرها هزيمة ٌ كاملة ٌ لمشروعهم , الأمر الذي يدفعهم لفعل كل ما من شأنه إعادة خلط الأوراق,و الإبقاء على نيران الحرب على الأرض السورية مستعرة ً, و افتعال أحداث باريس الوحشية و محاولة زعزعة ظهيرة المقاومة اللبنانية في بيروت.
لا بد للرئيس الفرنسي أن يتعظ و يعيد حساباته بعقلانية , و يفكر جديا ً بمحاربة الإرهاب وحماية الشعب الفرنسي المكلوم , و أن يعرف أن في سوريا شعبا ً مثلهم يتألم و يُذبح و يُقتل يوميا ً بفضل سياسته الحاقدة و الخاطئة , و أن يُنصت لما قاله الرئيس الأسد : " اعمل لمصلحة شعبك " 
15\11\2015
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الأسد لـ هولاند : اعمل لمصلحة شعبك Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً