أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن هدف الحروب الدائرة الآن هو إخضاع كل الذين رفضوا الخضوع وتمردوا على الإرادة الأميركية ومشروعها ومعاقبة الذين أسقطوا مشروع الشرق الأوسط الجديد.
وأوضح السيد نصر الله في كلمة له خلال مشاركته شخصيا بالمجلس العاشورائي في الضاحية الجنوبية ببيروت أن الحرب الدائرة الآن في المنطقة ولا سيما على العراق وسورية واليمن هي حرب متعددة الأشكال قائدها الحقيقي هو الولايات المتحدة الأمريكية وتخوضها دول غربية وعربية وإقليمية جاءت بعشرات الآلاف من “المقاتلين التكفيريين” من كل أنحاء العالم وقدمت لهم التسهيلات والأموال وآلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة المتطورة جدا خدمة للمشروع الأمريكي.
ورأى السيد نصر الله أن “المعركة القائمة الآن هي معركة بين جبهتين.. جبهة قائدها ليس الإرهابي أبو بكر البغدادي ولا أيمن الظواهري ولا أبو محمد الجولاني ولا سلمان بن عبد العزيز ولا غيرهم بل قائدها الأمريكي والإدارة الأمريكية والجبهة الثانية هي كل من يرفض الخضوع للإدارة الأمريكية”.
وأشار السيد نصر الله إلى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد أسقطه صمود سورية والمقاومة اللبنانية والانتفاضة الفلسطينية والدعم الإيراني الصادق مبينا أن الولايات المتحدة عاودت الدخول على الأحداث وأطلقت حربا جديدة على كل من يرفض الخضوع لهيمنتها بعد الهزائم الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة والتطورات الأخيرة في العالمين العربي والإسلامي وما سمي بـ “الربيع العربي”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن المعركة سواء مع العدو الإسرائيلي أو المشروع الأمريكي التكفيري هي معركة دفاع عن الإسلام وقيمه ومقدساته مؤكدا أن المقاومة لن تتراجع في هذه المعركة أو تنسحب منها وستنتصر فيها.
وبين السيد نصر الله أن الدول المشاركة في هذه الحرب على دول المنطقة كان تريد لهذه الحرب أن تأخذ بعدا مذهبيا وأن تتحول إلى حرب طائفية لكنهم فشلوا نتيجة وعي العديد من الحكومات والشعوب ومواقف العلماء والنخب والقوى السياسية.
وأكد السيد نصر الله أن الولايات المتحدة الأمريكية كوريث لقوى الاستعمار القديم ومعها بقية قوى هذه الاستعمار كفرنسا وبريطانيا هدفها الهيمنة والسيطرة على المنطقة سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وثقافيا.
وأوضح السيد نصر الله أن “إسرائيل” هي أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأمريكي الغربي على المنطقة وتؤدي دورا تنفيذيا في خدمة هذه الهيمنة ولذلك يقومون بحمايتها في كل مكان بالعالم حتى في مجلس الأمن ويدعمونها اقتصاديا وعسكريا ولو تعرضت لخطر جدي سيقاتلون للدفاع عنها لافتا إلى أن أمريكا لو انشغلت بشؤونها الداخلية أو خرجت من المنطقة فإن مصير “إسرائيل” هو عدم قدرتها على البقاء.
وبين السيد نصر الله أن النفط والغاز في المنطقة بالظاهر هو للحكومات العربية والإسلامية ولكن في الواقع هو لأمريكا وشركات النفط الكبرى لديها لافتا إلى أن أمريكا عندما تريد أن تحارب دولا ما تأمر الحكومات العربية أن تخفض سعر النفط حتى في حال لحاق العجز والفقر بهذه الحكومات لأن القرار ليس في يدها.
وقال السيد نصر الله “إن حكوماتنا هي سلطات حكم إداري ذاتي يرأسها من يسمى ملكا أو أميرا أو رئيسا لكنها ليست سلطة حقيقية لأن قرار السياسة الخارجية والحرب والسلم والنفط والغاز والسوق الكبرى عند أمريكا”.
وأوضح السيد نصر الله أن أمريكا عندما تريد الاعتداء على بلد تخترع كذبة وتسوقها وأن كل ما روجته عن إيران والسلاح النووي فيها جاء لأن إيران تريد أن تكون دولة حرة سيدة مستقلة تملك مواردها وتحافظ على كرامة شعبها مشيرا إلى أن الأكاذيب الأمريكية حول الملف النووي الإيراني ألحقت الأذى بالشعب الإيراني على مدى 13 عاما.
وقال نصر الله “إن كل ما تتحدث عنه أمريكا من ديمقراطية وحريات الشعوب وحقوق الإنسان ومحاربة الفساد كلام لا معنى له عندها بدليل كم من حكومة ونظام ديكتاتوري في المنطقة ترعاهم وتدعمهم وتدافع عنهم”.
