السبئي -دمشق
أكد المشاركون في ملتقى “القدس تنتفض.. فلسطين تنتصر” الذي نظمته اليوم مؤسسة القدس الدولية سورية في المتحف الوطني بدمشق أن “الصمود والانتصار في سورية يجدد الأمل من أجل تحرير القدس وفلسطين”.
ودعا المشاركون في الملتقى الذي يأتي احياء للذكرى ال 46 لإحراق المسجد الاقصى ورفضا للاعتداءات الصهيونية الممنهجة على المقدسات إلى تبنى منهج قومي إنساني يرتكز على المقاومة للدفاع عن الوجود العربي ولا سيما أن المستفيد من الأزمات وسفك الدماء فى بعض الدول العربية هو الاحتلال الصهيونى ذاته.
وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في كلمتها أن الفتنة التي بدأت في العالم العربي هي استكمال للمخطط الأصلي الذي بدأ في فلسطين وهدفه تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وتطبيق ما حصل فيها على كل بلداننا العربية من تشريد وتدمير وقتل مجددة وقوف سورية إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأشارت شعبان إلى أن إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى “في الوقت الذي تشتعل فيه الحرائق في كل العالم العربي” مهم جدا للجميع وليس للفلسطينيين فقط بل للعرب والمسلمين مؤكدة ضرورة استعادة تاريخ فلسطين والممارسات الإجرامية الصهيونية بحق أهلها لفهم ما يحدث اليوم في سورية وغيرها من الدول العربية من قتل للأطفال والشيوخ والعلماء وهدم للبيوت وأماكن العبادة وحرق للمحاصيل والأراضي.
وأوضحت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية أن كل ما يحدث في الدول العربية يهدف إلى تحويل الأمة العربية إلى فلسطين كبرى قائلة “إن ما يجري في أمتنا العربية وما يجري في سورية ببلداتها وقراها ومدنها هو ذات المخطط الذي استهدف فلسطين والفلسطينيين وإن سورية بجيشها وشعبها ورئيسها بشار الأسد وبدعم حلفائها واصدقائها وعلى رأسهم إيران وروسيا الاتحادية تمكنت من الصمود في وجه المخطط” معربة عن أملها بأن يكون هذا الصمود فاتحة لتغيير موازين القوى في المنطقة ومستقبلها بما يريده شعبها لا ما يريده أعداؤها.
وأكدت شعبان أن إيران التي تعرضت للعقوبات ولأبشع أنواع الحصار خرجت أقوى بوحدة شعبها وصموده وصلابته في مواجهة المخطط الذي يستهدفها معتبرة أن إيران والعرب يشكلان مكونين مهمين في المنطقة ويشكلان الضلع الأساس مع حزب الله للمقاومة والممانعة وهذا هو المستقبل المشرف والمشرق للمنطقة مبينة أن “كل من يحاول التفريق بأسلوب طائفي أو عرقي بين هذه المكونات يخدم المصلحة الصهيونية”.
وقالت شعبان سنكون المشروع النهضوي العربي بالتعاون مع محور المقاومة والممانعة ووجه المستقبل للأمة والمنطقة مبينة أن ما حصل في السنوات الخمس الماضية رغم الألم والعذاب كشف كل طرف على حقيقته وليس علينا اليوم التعاون مع من لا يؤمن بهويته وعروبته ودينه ومشروعه ونعرف بالضبط كل بلد وطرف وإنسان أين يقف.
وأضافت شعبان “من أجل خدمة مستقبل المنطقة يجب أن تكون خياراتنا واضحة جدا وعلينا الوقوف جميعا صفا واحدا”.
بدوره قال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة “إن إحراق المسجد الأقصى ليس حدثا عابرا لمجنون أو حاقد وانما يأتي في سياق ثقافة عنصرية بغيضة تقتل الانسان وتكره الحياة ولا تريد للشعب الفلسطيني البقاء” مشيرا إلى أن الاحراق محطة تاريخية ينبغي أن تشكل وعيا حقيقيا بالفكر الصهيوني النهضوي الذي يكره الآخر ولا سيما بتوازيه مع أعمال الاحتلال من قتل وإبادة وإغتصاب وتدمير منازل الفلسطينيين.
وشدد جمعة على ضرورة تبني منهج وطني قومي إنساني يعتمد على المقاومة ولا شيء غيرها للدفاع عن الوجود العربي وسيادته وكرامته لأن العدو الحقيقي للوطن العربي هو العدو الصهيوني لافتا إلى أن من يقود التحالف الغربي ويتدخل بشؤون ليبيا واليمن وغيرها هي تيارات تكفيرية.
بدوره ذكر الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي أن الاحتلال الصهيوني يجدد اليوم ارهابه وأسلوبه ولا فرق بين ممارسات هذا الاحتلال في فلسطين والصهاينة الجدد في سورية فهما وجهان لعملة واحدة والصهيونية هي الرابح الاكبر لما يجري في المنطقة موضحا أن الهجمة على سورية جاءت لوقوفها إلى جانب فلسطين واحتضانها لشعبها واعتماد قضيتهم قضية مركزية لها.
وبين الدكتور ناجي أن “الصهاينة فشلوا بإيجاد آثار تثبت وجودهم بالمسجد الأقصى بعد التنقيب عليها وتخريب بعض أجزائه” مشيرا إلى ضرورة تكاتف الجهود العربية والوقوف ضد الاحتلال الصهيوني ومؤامراته في المنطقة.
من جهته أكد أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد أن الشعب الفلسطيني في جميع مخيمات اللجوء يقف إلى جانب أهله في فلسطين وسيجدد انتفاضته ضد الاحتلال رغم كل المعاناة التي يمر بها من أجل عودته إلى وطنه المحتل موضحا أن الصمود والانتصار في سورية يجدد الأمل من أجل تحرير القدس وفلسطين.
وشدد عبد المجيد على أن الشعب الفلسطيني يقف في خندق واحد في مواجهة الحرب التي تتعرض لها سورية وان المقاومة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من محور المقاومة.
وفي مقطع مرئي وجه مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري رسالة من القدس المحتلة بين خلالها “أن بعض الدول العربية لم تواجه العدوان الصهيوني الذي حرق المسجد الأقصى بل اكتفت بالأقاويل والاستنكارات” معتبرا أن العرب منشغلون بصراعاتهم الداخلية ما شجع الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذ مخططاته في القدس وفلسطين.
وفي رسالة مماثلة أعرب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا عن استنكار كنائس القدس لكل التحديات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وأن أي اعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على العرب جميعا مسيحيين ومسلمين قائلا إن “التحدث بلغة العشيرة والطائفة يودي بنا إلى التفكك وتحقيق الغايات الصهيونية فنحن طائفة واحدة اسمها الأمة العربية الفلسطينية ويجب علينا أن ندافع عن سورية بكل قوتنا لأنها وقفت إلى جانبنا وكرست كامل جهودها لمساندة المقاومة الفلسطينية”.
ورأى المطران حنا “أن من يدافع عن القدس والأقصى يدافع عن دمشق ولا يمكن للبعض أن يقول أنه يدافع عن القدس ومقدساتها في حين نراه يسيء ويحرض على سورية فمن دافع عن المقدسات في فلسطين دافع عن دمشق وحلب وعن كل سورية التي تحتضن كل هذا التراث والتاريخ والعراقة الإنسانية التي نفتخر بها جميعاً”.
وتابع المطران حنا “أحيي بشكل خاص سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وهو ككل الشعب السوري شجرة مثمرة بالخير والمحبة والعطاء والتاريخ والحضارة ولذلك نرى سورية مستهدفة بهذه الطريقة البشعة” معربا عن ثقته بانتصار سورية الذي هو انتصار لفلسطين ولكل عربي يؤمن بالقومية العربية وينادي بالانتماء العربي.
وتضمن الملتقى عرض فيلم قصير بعنوان بوح الماذن من إنتاج مؤسسة القدس الدولية تضمن مشاهد للمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة والممارسات الصهيونية العدوانية تجاه أهلها ولا سيما منعهم من الصلاة في المسجد فيما تضمن فيلم رباطك عزتي مشاهد لاقتحامات المسجد من قبل قوات الاحتلال الصهيوني واعتقالها رجال الدين دون تهم مباشرة.
كما تضمن الملتقى معرض صور تحت عنوان “في القدس باقون” ضم صورا للممارسات الصهيونية بحق الفلسطينيين من قتل وتهجير وتدمير للبيوت أدت بمجملها إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
حضر الملتقى مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي وقيادا ت وأعضاء عدد من الفصائل الفلسطينية وأعضاء مجلس أمناء وادارة مؤسسة القدس الدولية سورية ورئيس اتحاد الصحفيين الياس مراد والسفير الإيراني بدمشق محمد رضا رؤوف شيباني وسفير دولة فلسطين في دمشق محمود الخالدي.
ويصادف في 21 آب 1969 الذكرى الـ 46 لإحراق المسجد الأقصى على يد المتطرف الصهيوني دينيس مايكل روهان.