السبئي - صنعاء : حذر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة من أن اليمن على حافة المجاعة.وقالت المديرية التنفيذية للبرنامج إرثارين كازين في تصريحات صحفية " إن الأسواق لم يعد بها ما يكفي لإطعام اليمنيين ما سيؤدي إلى حدوث مجاعة لملايين من السكان، معظمهم من النساء".. مطالبة بسماح فوري لمسؤولي الإغاثة في البرنامج كي يصلوا إلى المناطق المتضررة.
وأضافت" إذا لم نستطع تزويد الأسواق بالمواد الغذائية مع التأكد من بقاء الموانئ مفتوحة..فسنواجه كارثة في اليمن".
وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن عدد الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في اليمن يبلغ حالياً ما يقرب من 13 ملايين نسمة، بما في ذلك 6 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الخارجية .
ويعاني أكثر من 1.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المعتدل كما يعاني أكثر من نصف مليون طفل من سوء التغذية الحاد.
كما وصل برنامج الأغذية العالمي بالفعل إلى 3.5 مليون شخص وقدم لهم الغذاء منذ بداية الصراع على الرغم من صعوبة الأوضاع الحاصلة في البلاد.
وحسب تقييم لحالة الضعف أجراه برنامج الأغذية العالمي مؤخراً باستخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول، على بعض الأسر في المناطق التي يتعذر على الموظفين الوصول إليها، كشف أن تدهور حالة الأمن الغذائي يؤثر بشكل خاص على الأسر النازحة داخلياً البالغ عددهم نحو 1.3 مليون.
وأوضح التقييم أن العديد من الأسر تعيش على الخبز والأرز والشاي جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائي ونقصها وعدم وجود المياه ، الأمر الذي أدى إلى تدهور الأوضاع والوصول إلى المجاعة.
ويعتزم البرنامج بدء عملية طوارئ في شهر سبتمبر القادم يتوقع أن تبلغ تكلفتها نحو 320 مليون دولار أمريكي لمدة ستة أشهر.. مناشدا المجتمع الدولي بأسره تفهم مدى إلحاح الأزمة اليمنية.
كما ناشد البرنامج على وجه الخصوص المتعهدين بتقديم التبرعات الوفاء بتعهداتهم على وجه السرعة.. معربا عن امتنانه للمانحين الذين ساهموا مالياً أو تعهدوا بتقديم الدعم للاستجابة للأزمة في اليمن بما في ذلك ألمانيا، والولايات المتحدة، ووزارة التنمية الدولية البريطانية DFID، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
ومن جانبه قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس ڤان دير كلاو "أن ما يحدث في اليمن حاليا كارثة إنسانية".
وثمن منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني دور وجهود كل العاملين في المجال الإنساني في اليمن و كافة مناطق العالم باعتبارهم ابطال مجهولين يعملون دون كلل على الرغم من المخاطر في الخطوط الأمامية للنزاعات والكوارث الطبيعية من أجل إنقاذ أرواح الآخرين .
ووصف فان دير كلاو ما يجري في اليمن اليوم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة مآسي لا توصف جراء تضرر وتدمير كثير من المدارس والمستشفيات والأسواق والمنازل والموانئ والمصانع والمخازن بسبب الحرب لافتا الى ان هذه الأعمال تتعارض مع القانون الدولي الإنساني والمسؤولية الملقاة على عاتق جميع أطراف النزاع لضمان حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية.
واستعرض الوضع الإنساني في اليمن و المتمثل بتشرد أكثر من 1.4 مليون شخص نزحوا بعيداً عن ديارهم بحثا عن الأمان. وتم تسجيل أكثر من 27,000 حالة إصابة منهم 4,400 قتلى، فضلا عن نسبة 80 في المائة من إجمالي السكان بحاجة إلى تلقي مساعدات إنسانية.. لافتا الى ان خمسة من موظفي الإغاثة الإنسانية في اليمن لقوا حتفهم منذ شهر مارس أثناء توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الحماية في سعي منهم بشجاعة إلى تقديم العون لمن يحتاجون.
وقال يوهانس ڤان دير كلاو " نحن لا نكرم اليوم فقط أولئك الذين لقوا حتفهم من العاملين الإنسانيين في اليمن وكافة مناطق العالم، بل نكرّم أيضاً كل العاملين في المنظمات الإنسانية الذين يواصلون العمل ليلاً ونهاراً على الرغم من التحديات الهائلة التي يواجهونها للتخفيف من المعاناة، فهؤلاء هم الذين يذكّرون العالم بأسمى الصفات النبيلة في إنسانيتنا.. مشيدا بروح التفاني من الجميع التي تلهم العمل الإنساني في اليمن وكافة مناطق العالم، ونحيي كذلك شجاعة والتزام العاملين في المجال الإنساني.
وأكد على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد من جميع العاملين في المجال الإنساني في اليمن، حيث ان مثل هذه الأوقات العصيبة تقتضي تعزيز الشعور بالمسؤولية مناشدا جميع الأطراف الى حماية المدنيين و الحفاظ على البنى التحتية والسماح للجهات العاملة في المجال الإنساني بالوصول بأمان إلى المحتاجين للمساعدات.