بقلم/ ماجدى البسيونى
رئيس تحرير جريدة العربى
من منا لم ينزف قلبه ألما وهو يشاهد أشلاء عصافير مدرسة عكرمة بحمص بسورية ،وريشها بما فيه من لحم العصافير يتطاير على يد ارهابى فجر سيارته بمئات الكليوات من المواد المتفجرة على الباب ودخل المدرسة ليفجر نفسه فيما تبقى من العصافير التى تأوهت صراخا وهى التى كانت تغرد وتزقزق قبل لحظات..؟
ومن منا لم يزلزل جسده وهو يشاهد وداع عشرة من جنود الجيش اللبنانى محمولين على الاعناق اثر مواجهته مع الارهاب التكفيرى فى الشمال ..؟
ومن منا لم يزلزل جسده وهو يشاهد وداع عشرة من جنود الجيش اللبنانى محمولين على الاعناق اثر مواجهته مع الارهاب التكفيرى فى الشمال ..؟
ومن منا لم ينتفض قلبه وهو يشاهد33نعشا لجنود الجيش المصرى ملفوفا بعلم مصر مسجيين بساحة صلاة الشهيد مسلمين وأقباط ومن منا من لم يجهش بالنحيب وهو يرى بضميره صرخات الأمهات الثكالا والملايين بأنحاء الجمهورية تستقبل حصتها من أقصى الجنوب بأسوان وحتى اقصى نقطة بالشمال بدمياط..؟
وقبل أن تقلع الطائرات حيث مقابر الشهداء ودعهم الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلا وعلى الملأ وأمامه كل توابيت الشهداء وهو يدرك أن هذه العملية الارهابية موجهة له شخصيا قبل أن توجه لمصر: «إن مصر تخوض حرب وجود وإن هناك مؤامرة كبيرة، وراءها دعم خارجى...».
يعلم الجميع بأن الوطن كله وليس مصر فقط يعيش حرب وجود وليست وليدة اليوم فقط بل عمرها من عمر زرع الكيان الصهيونى فى خاصرة الوطن ،حتى ولو كان"السيسى" يقصد بحرب الوجود حرب دعاة اقامة دولة الشريعة "الاسلامية "ـ والاسلام منهم براء ـ بتكفير ومن ثم ذبح كل من لايناصرهم فهذه أيضا ليست وليدة اليوم.
أن يقول "السيسى "وهو يعيش نفس الألم الذى عاشته مصر من أقصاها الى أقصاها "... هناك مؤامرة كبيرة، وراءها دعم خارجى"فهذا ماينبغى أن يعرفه الشعب الذى انتفض كيانه باكيا فمن حق القتيل عليك أن تعلمه من القاتل وأن تأخذ له ثأره منه فهذا الشعب نفسه هو من منحك تفويضا للقضاء على الارهاب فما بالك وهو الذى منحك تفويضا برئاسة مصر لتأكيد التفويض وأكثر من التفويض.
في 26 أكتوبر 1954فشل الإخوان فى قتل جمال عبد الناصر بعد اطلاق النار عليه فى ميدان المنشية بالاسكندرية ،أى فى نفس موعد الجريمة الأخيرة بسيناء، ورغم ذلك بقيت كلمة جمال عبد الناصر فى توصيف الواقع العربى عندما قال :أن الصراع مع الصهاينة صراع وجود وليس صراع حدود.
ليس معنى هذا أن الحدود لاتستحق صراعا ،حقيقة صراع الوجود اختفت عن قصد مع توقيع السادات على اتفاقية العار المسماه"كامب ديفيد" لانهاحرمت مصرمن حقها فى فرض سيادتها الكاملة على أراضيها، فتجرد ثلثى سيناء من القوات والسلاح، وانحازت للامن القومى الصهيونى على حساب الامن القومى المصرى وألزمت الدبابات المصرية ان تكون على بعد 150 كيلومتر من الحدودوالزمت مصر باستئذان اسرائيل والتنسيق معها كلما اردت ان تزيد عدد القوات فى سيناء المصرية استبدلت الاحتلال الاسرائيلى بقوات اجنبية أمريكية وأوروبية تحت قيادة وزارة الخارجية الامريكية لا تخضع للأمم المتحدة وبذلك وضعت الامن القومى الاسرائيلى فوق الامن القومى العربى غير عابئة باتفاقيات الدفاع العربى المشترك ،فهل أدرك الرئيس السيسى أن الوقت حان لمعرفة حقيقة الصراع الوجودى لذا لزم "اعادة النظر" فى تلك المعاهدة المشئومة كما سبق وصرح السيسى نفسه ناهيك على بطلانها دستوريا لمخالفتها كل الدساتير المصرية التى تنص على ان السيادة للشعب المصرى وحده كما ذهب كل الدستوريين ولهذا نجد اليوم أن حجم القوة المصرية المسلحة يتخطى مانصت عليه الاتفاقية .؟
المؤامرة كبيرة والدعم خارجى وهى حرب وجود ،هل فى هذه العملية فقط أم كافة العمليات الإرهابية التى راح ضحيتها حتى الآن الالآف من الشعب المصرى ..؟ مؤكد أنه يقصد كل العمليات التى وقعت منذ مساندة الجيش المصرى للرفض الشعبى المزلزل فى 30 يونية 2013 .
وهل كل العمليات التى تحدث يوميا سواء هنا بمصر أو بسورية منذ أربعة سنوات أو بلبنان أو بليبيا أو باليمن ومن قبل بالعراق ومن قبل فلسطين المحتلة ألم تكن مؤامرة كبيرة وبدعم خارجى وهى بالمؤكد حرب وجود.. الفاعل هو نفسه والمعد والمدرب هو نفسه والممول بالمال والسلاح هو نفسه سواء أكان يرتدى لباس الكاوبوى أو عقال ودشداشة أو الكولاه العثمانلية أو القلنسوة الكهنوتية الصهيونية وإن اختفت تحت الجلد.
فى جرائم القتل يطالب محامى القتلى بضم كل جرائم القاتل فلماذا اذا لا يشترك من أقسموا على حماية بلدانهم فى توحيد جهودهم ضد القاتل.؟!
فهل يوجد مفر اليوم من أن يعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى والدماء لاتزال ساخنة بالدعوة فورا بتشكيل تحالف عربى يجمع كل الدول العربية التى يضرب الإرهاب المسلح حبلها السرى بدلا من التنسيقات السرية الخجلة..؟
Magdybasyony52@hotmail.com