728x90 AdSpace

25 يوليو 2014

أوقفوا العرض

تحلو للسيد أوباما الفرجة، فيما تبقّى له من زمن رئاسته للبيت الأبيض، على العجائب التي كان طرفاً أساسيّاً في صنعها في الشرق الأوسط، وعلى ما يبدو فإنه يريد لهذه العجائب أن تستمر ليس بدافع العجز، كما يجد المحللون وأصحاب الرأي، إنما بدافع الاستمتاع لأنه في صف الملوك ومن حق الملوك الاستمتاع واللعب واللهو، وإلا لماذا هم ملوك أصلاً؟!!.

وفي زمن العجائب هذا لا قيمة عند السيد أوباما لأنهار الدم التي تجري في سورية والعراق، وربما لا هم لديه إن امتدت العجائب إلى دول المنطقة كاملة، لأنه قرر أن يدعم الإرهاب في كل من سورية والعراق باسم دعم الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية، وظن أن هذه الكذبة سيستمر تصديقها!، ولا قيمة عنده للعقول التي تعمل في مراكز الأبحاث الإستراتيجية لديه التي تحذره من أن سيطرة القوى المتطرفة في العراق تهدد الأمن القومي الأمريكي، ولا يقيم وزناً لكبار السياسيين الأمريكيين الذين لديهم خبرة كبيرة في المنطقة إذا نصحوه بتغيير استراتيجيته تجاه سورية من (الإطاحة بالأسد) إلى (التعاون مع الأسد لمحاربة الإرهاب) ومع تنامي الفوضى واتساع مناطق نفوذ الإرهاب في العراق، يزداد المشهد إثارة للملك ويبقى في حالة من النشوة بالفرجة التي تسر خاطره المريض .
و(العجائب) في اللغة والاستخدام يرتبط معناها ومبناها بالغرائب، فمن الغرائب أن المسيحية مهددة بوجودها إن استمر مد الإرهاب في السيطرة على الشرق الأوسط، وهذا لا يقلق الملك على ما يبدو!،وأن القوى الإرهابية في سورية والعراق التي تسيطر على منابع النفط قد وجدت سوقاً لبيع النفط على مرأى من سيادته وخارج نطاق إرادته وإدارته وحتى هذا لا يقلق ملك الأبيض!،أما عن تدمير الإرث الحضاري للمنطقة وسرقته وتهريبه فهذا تحصيلٌ حاصل ولا يستحق عنده أن يرف له جفن.
أما عن الجامعة العربية العتيدة فأمينها العام في هذا الزمن الذي صنع للعجائب، فبات في حالة من فقدان التوازن، فما معنى وجوده على رأس هذه الجامعة ما دام عملها بات مقتصراً على القيام بالدور الذي يضمن استمرار الفرجة للملك، في حين شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض إلى إبادة جماعية من قبل العدو الحاقد! فإذا كان قد صدّق أمين الجامعة أن ما حصل في سورية كان بهدف الحرية والديمقراطية حتى أخذته تلك الحمية الجاهلية وبذل كل ما يستطيع من عمالة مع مشيخات الخليج من أجل إقناع ملكهم أوباما بالقيام بعدوان عسكري على سورية، فهل يستطيع أن يقنع المقاومة الفلسطينية أن عدوان إسرائيل يهدف إلى الحرية والديمقراطية أيضاً!.
كفى جهلاً وتواطؤاً وتهرباً من الاعتراف بالحقيقة، إسرائيل هي العدو الحقيقي، وهذه آلة قتلها الإرهابية تكشف طبيعة هذا الكيان الذي يتمم المشهد الغرائبي في غزة الصامدة بشعبها ومقاومتها، والجامعة العربية مسكونة بهمّ إخراج هذا العدو من مأزقه بفعل المقاومة البطلة، وأمين هذه الجامعة يوحي بالبله وهو على كرسي الفرجة إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة الذي لم يملك القدرة على القول أمام ما يحصل في غزه سوى : أوقفوا العرض!!!.
بقلم: مفيد خنسه
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: أوقفوا العرض Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً