تمكنت الجهات المختصة من تحرير المواطن النمساوي أنطون سانردر الذي يعمل محاميا في بلاده من أيدي المجموعات الإرهابية التكفيرية في حي الوعر بحمص بعد أربعة شهور من خطفه واحتجازه في أحد أوكارهم الإرهابية في الحي.
وقال سانردر الذي وصل إلى مدينة حمص في الرابع والعشرين من شهر آب من العام الماضي في تصريح لـ سانا اليوم: إنه لدى وصوله إلى حي الوعر بمدينة حمص كانت الحياة في الحي طبيعية ولكن بعد دخول الإرهابيين إليه تحولت الحياة إلى جحيم مضيفا.. تعرضت للمضايقات والمراقبة الدائمة بما يشبه الإقامة الجبرية من الإرهابيين إلى حين قيامهم باختطافي في الأول من شهر تشرين الثاني من العام الماضي.
وأفاد سانردر بأنه تعرض للضرب المبرح والتعذيب على يد الإرهابيين الخاطفين الذي وضعوا على رأسه قناعا لمنعه من الرؤية وقاموا بتقييده بسلسلة حديدية وسلبوه الأموال التي كانت بحوزته ووضعوه في حالة نفسية صعبة وبعد ذلك عمدوا إلى طلب فدية مالية مقابل الإفراج عنه وقد شعر بأن الإرهابيين سيقتلونه.
وأشار سانردر إلى أنه كان يسمع أصوات تعذيب وإهانات لأشخاص كانوا مختطفين من قبل هؤلاء الإرهابيين وقال "بعد أن استطاع الإفلات من خاطفيه لم يستطع مغادرة الحي إلا بعد مساعدته من قبل الجهات المختصة والسفارة النمساوية في دمشق التي طلبت من الدولة السورية المساعدة على تحريره وقد تم ذلك من خلال التنسيق مع الجهات المختصة للوصول إلى أقرب نقطة للجيش العربي السوري الذي كان على علم مسبق بذلك" لافتا إلى أنه ضلل الإرهابيين في مسيره للوصول إلى عناصر الجيش الذين عاملوه بكل ود واحترام وقدموا له الرعاية اللازمة والاحتياجات الضرورية وتم تأمينه في مكان آمن بعيدا عن متناول الإرهابيين.
وأضاف إنه شعر بفرحة عارمة بعد تحريره واعتبر أن هذا اليوم بداية لعمر جديد واصفا الإرهابيين الخاطفين بأنهم قطاع طرق ولصوص ومرتزقة ليس لهم أي علاقة بأي مطالب إصلاحية أو مجتمعية وإنما هدفهم السرقة وسلب المواطنين والمساومة على حياتهم مقابل المال.
وأشار إلى حالة الفوضى والخراب والدمار والذعر التي يعيشها حي الوعر جراء الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة موضحا "أن الإرهابيين عاملوه معاملة سيئة ولم يقدموا له أي احتياجات تليق بالإنسان من حيث الطعام والشراب والمكان".
وأضاف إنه زار سورية من قبل أكثر من مرة وكانت عبارة عن جنة حقيقية.. وبعد المعاملة السيئة من قبل الإرهابيين أقول للدول التي تدعم الإرهابيين في سورية بالمال والسلاح "إن مساعدتكم لهؤلاء الإرهابيين لا تدمر سورية فقط وإنما تدمر جميع المجتمعات البشرية" مبينا أن زيارته لسورية في حينه كانت بقصد زيارة الأصدقاء في مدينة حمص وأنه قدم إلى سورية عن طريق لبنان وعبر المعابر الشرعية.
وقدم سانردر الشكر للدولة السورية لإنقاذ حياته معربا عن تمنياته بالعودة إلى سورية وتكون أفضل مما كانت عليه وأن تنعم بالرخاء والخير والازدهار وأن يتمكن الجيش العربي السوري من طرد الإرهابيين وبسط الأمن والاستقرار في ربوع سورية لتعود هدفا لكل زائر وسائح.