بقلم : دنيز نجم .
لقد صدرت بعض القرارات مؤخراً في سورية من بعض المسؤولين برفع الأسعار للمواد المستهلكة من قبل المواطن الذي يعيش بالداخل و هذه القرارات ربما اتخذها أصحاب القرار لكي ينعشوا اقتصاد سورية و لكنهم لم يصيبوا الهدف لأنهم لم يراعوا وضع
المواطن الفقير الخالي من العمل في ظروف الحرب التي يتعرض لها و يعاني من شبح الموت الذي يلاحقه و ينتظره في أي مكان و بأي لحظة و أصبحت لقمة العيش بكرامة مغمسة بالذل و القهر و الحرمان رغم الحصار المفروض على سورية ما زال المواطن يرى في أسواقها كل ما يشتهيه و لكن بأسعار فاقت الخيال و رفع الأسعار بهذا التوقيت له أبعاد سياسية سلبية كبيرة على المدى البعيد و لن يساهم في إنعاش اقتصادها لأن الوضع الذي تمر به سورية حالياً لا يسمح بتواجد السواح على أراضيها و يبقى المواطن هو المستهلك الوحيد الذي سيدفع الثمن و أيضاً هناك العصابات الإجرامية التابعة لتنظيم القاعدة هي من تدفع الأموال الباهضة للحصول على ما يحتاجونه كالبنزين و المواد الغذائية و غيره .
إن قرار رفع الأسعار الذي فرضوه على المواطن بعد أن صمد صمود الأنبياء و رفض أن يهاجر كغيره يعتبر و كأنه عقاب لهم على صمودهم بدلاً من تكريمهم بالرأفة على حالهم من معاناتهم و هذه القرارات خالية من الحكمة و الإنسانية و هي ضرب من الجنون لأن من أصدرها لا يمت للوطنية بصلة بل هو خائن و عميل لأنه يلعب على وتر الإنسانية الذي سبق و لوحت به عصابة حقوق الإنسان عدة مرات بأن النظام السوري نظام ديكتاتوري قمعي و قرارات كهذه تثبت هذه الإتهامات لأن هناك من يترصد للأسد على أخطاء يحاسبه عليها و جاءت هذه القرارات لتصب في خدمة المخطط الصهيوني و تدمر هرم شعبية الأسد من الداخل بهدف إسقاطه و تضمن حتمية عدم فوزه بالإنتخابات لأن الشعب الذي صمد معه و سانده لأكثر من ثلاث سنوات لن يحتمل فوق طاقته و سيفقد الثقة به كقائد لأنه لم ينفذ ما وعدهم به من مشاريع الإصلاح و الإعمار بل سيعتقدون بأنه يشجع المسؤولين على الإستهتار بكرامة المواطن و عزة نفسه في سبيل الحصول على لقمة العيش بشرف و التي أصبحت مغمسة بالذل و القهر و الحرمان .
الجوع كافر و صرخة المواطن سيسمعها من يراقبهم دون علمهم سواء عن طريق التعبير عن استيائهم من غلاء المعيشة و البطالة على صفحات التواصل الإجتماعي الفيسبوك أو من خلال اتصالاتهم بأقربائهم المغتربين ليمدوا لهم يد العون و هذا هو ما تنتظره عصابة حقوق الإنسان لتعزف سيمفونية الإنسانية على الرأي العام الذي سيؤثر بدوره على مجلس الأمن الدولي و هذا لا يصب في مصلحة المواطن و لا الوطن بل يصب في مصلحة الصهاينة أولاً و أخيراً و إن كان من اتخذ هذه القرارات إنساناً حكيماً فليعدل عنها قبل فوات الأوان و إن كان لا بد من رفع الأسعار في سورية لإنعاش اقتصادها و من أجل دفع رواتب الموظفين حتى يستمروا في عملهم الذي يساهم في عملية الإصلاح و القضاء على البطالة فهناك عدة حلول عقلانية و منطقية من الممكن تطبيقها لتكون قرارات رفع الأسعار عادلة و مدروسة بتقنية عالية تعين المواطن في الداخل على الحياة ليعيش بكرامته و يحافظ على عزة نفسه و تجعل من المغترب أيضاً عضواً نافعاً يساهم بشكل إيجابي في إنعاش إقتصاد وطنه دون أن يتعرض لعمليات النصب و الإحتيال من بعض المجموعات الوطنية الذين طعنوا بالمغتربين الشرفاء و استغلوا طيبة قلوبهم و منهم من صدفوا بوعودهم و منهم من لم يصدقوا لأنهم كانوا استغلاليين و وصوليين و من بعض الحلول ما يلي :
1- تأشيرة الدخول إلى سورية من المطار الداخي لحاملي جواز سفر أجنبي بدلاً من أن تكون 100 ليرة سورية فلتكن 100 $ .
2- فرض تأشيرة دخول إلى الأراضي السورية عبر الحدود البرية للدول المجاورة بمبلغ مالي بسيط حتى لو كان رمزياً و هذا سيساهم في إنعاش إقتصاد سورية و أيضاً من الجهة الأمنية سيكون لدى الحكومة السورية ملف بأسماء الأشخاص التي عبرت الحدود البرية من باب الإحتياط .
3- رفع الرسوم المالية لتجديد جواز السفر السوري سواء داخل القطر أو خارجه .
4- رفع الرسوم المالية لكل من يرغب بدفع الفدية لتخلفه عن تأدية الخدمة العسكرية .
5- فرض رسوم مالية برمز بسيط على كل وحيد لأهله غير مُلزم بالخدمة العسكرية .
6- رفع الرسوم المالية على معاملات المغتربين القضائية التي تتم داخل الجمهورية العربية السورية ( كالبيع - الشراء - حصر الإرث - توثيق المعاملات ) .
7- رفع أسعار بطاقات السفر الجوية من داخل الجمهورية العربية السورية إلى أي دولة لكل من يحمل جواز سفر غير سوري .
8- رفع أسعار بطاقات السفر الجوية للتنقلات الداخلية .
10- فرض رسوم مالية حتى و لو كانت رمزية على كل من يحصل على منحة دراسية في الخارج .
11- يمنع منعاً باتاً لأبناء المسؤولين من استغلال مناصب ذويهم لتكون مسّيرة في خدمة مصالحهم الشخصية ( كالسيارات - الشوفيرية - الحرس الخاص ) .
12- رفع أسعار الدروس الخصوصية لكل طالب يحتاجها .
13- رفع أسعار التسجيل في المدارس الخصوصية و المدارس الأجنبية الموجودة داخل الجمهورية العربية السورية .
14- في حركة الإصلاح الإعمار لتعمل الدولة بمشروع للمغتربين تكون فيه المصلحة مشتركة و هي أن تنشأ مباني سكنية للمغتربين بأسعار عادلة تتناسب مع ميزانية حال المغترب المتوسط الدخل تكون مخصصة لكل مغترب يرغب في شراء مسكن داخل الجمهورية العربية السورية .
15- فرض رسوم مالية على المعاملات التي تتطلب السرعة بإنجازها للضرورة و خاصة للمغتربين الذين لا يملكون الوقت الطويل للإنتظار بنسبة مالية تتناسب مع المدة الزمنية المطلوبة فيه و هكذا تساهم الدولة في السرعة بخدمة المواطن سواء كان يعيش في الداخل أو مغترب يمضي فترة إجازته و يحاول أن يستغل الفرصة في الحصول على معاملته بوقت أسرع و هكذا تساهم الدولة في إنعاش الإقتصاد و أيضاً تتخلص من المرتشين الفاسدين الذين يستغلوا هذه الظروف .
14- رفع أسعار الكحول و التبغ و هذا يساهم في الحماية على صحة المواطن .
15- فرض رسوم مالية على كل من يخالف بالقوانين التي تصدرها الدولة لأن دفع المال هو عقاب أفضل و أصعب من العقاب بالسجن و هو يصب بمصلحة الدولة و ينعش إقتصادها .
16- فرض رسوم مالية عالية على من يريد حمل السلاح كمدني ( كبارودة الصيد - أو المسدس للحماية الشخصية ) مع تجديد الرخصة كل 3 أعوام مع دفع الرسوم المالية و هذا يصب في مصلحة الدولة بالتأكد من عدم بيعها من الشخص الحامل للرخصة للقاصرين أو المجرمين .
17- تجديد رخصة قيادة السيارات كل 10 سنوات برسوم مالية رمزية و هذا يساهم بالتخفيف من حوادث السير في حال تبدلت الحالة الصحية لحامل الشهادة .
18- فرض رسوم مالية على حاملي شهادة القيادة للشاحنات أعلى من الرسوم المالية المفروضة على أصحاب شهادة قيادة السيارات لأن المسؤولية أكبر .
19- فرض رسوم مالية لكل شاحنة تدخل من الحدود المجاورة للجمهورية العربية السورية بهدف العبور لبلد آخر .
سورية دولة مكتفية ذاتياً و ذات سيادة و لكن الأزمة المستمرة و التي دامت أكثر من ثلاث سنوات مع الحصار الكوني عليها بدأت تعاني من عجز في إقتصادها و لكنها ما زالت دولة قوية بالنسبة لما خضعت له من ضغوط خارجية دولية و من الإصلاحات الداخلية و الترميمية للبنية التحتية و التي يقوم بتخريبها و هدمها كوكتيل العصابات الإجرامية التي تحارب بالوكالة عن اسرائيل و العرب المتصهينين و إنعاش إقتصادها إن اعتمد على المواطن السوري في الداخل لن يجدي نفعاً لأنه يعاني من البطالة و الفقر و المغتربين الشرفاء يعانوا من مشكلة أكبر ألا و هي أنهم يرغبون في تقديم المساعدة لأبناء وطنهم و لكن الغالبية منهم قد تعرض لعمليات نصب و احتيال من بعض الأشخاص الذين يدّعون الوطنية و هذا ما أدى إلى فقدانهم للثقة بالتعامل مع أي أشخاص بالداخل لا يملكون وثائق تثبت بإستخدامهم للأموال بالطريقة السليمة فبعض الوصوليين استغلوا طيبة قلوب الشرفاء المغتربين و نصبوا لهم الفخ بإحكام في عمليات النصب و الإحتيال و الحلول التي ذكرتها ستساهم بشكل كبير إن تم تطبيق المناسب منها في إنعاش اقتصاد سورية و من الممكن مشاركة من يرغب بإضافة الحلول المناسبة و بتطبيق البعض من هذه الحلول سيمنح المغترب شعوراً بالسعادة لأنه سيفتخر بنفسه حين يصبح عضواً فعالاً في وطنه يساهم في إعماره و إصلاحه بطريقة مباشرة مع الجهات المعنية دون وسيط و بهذا تلتغي عمليات النصب و الإحتيال من الذين يستغلون قلوب الشرفاء المغتربين الطيبين في هذه الأزمة لتخدم مصالحهم الشخصية على حساب الفقير مرة بإسم الإنسانية من أجل الجيش و الجرحى و مرة من أجل الشهداء و مرة بإسم الأطفال فمنهم من صدقوا بوعودهم و منهم من تلاعب بمشاعرهم النبيلة و سرق المال و احتجزه لنفسه و في ظل غياب الرقابة و الفوضى المنتشرة بسبب الحرب لا يوجد من يحاسب و يعاقب هؤلاء الخونة و يعاني المغترب من الإختناق في هذه الحال لأنه يرغب بالمساعدة و مد يد العون لوطنه الجريح و لكنه فقد الثقة و لا أريد أن أدخل في التفاصيل لأن عمليات النصب في زمن الغدر و الخيانة أصبحت لا تعد و لا تحصى .
لا يوجد إنسان على وجه الكرة الأرضية لا يحب وطنه و خاصة المغتربين حتى لو كانوا خونة ففي داخلهم دائماً تتواجد نقطة ضعف اسمها " الوطن الأم " و هم يتحسرون على ما فعلت أيديهم بلحظة ضعف و لكنه لم يعد بإستطاعتهم تغيير حاضرهم بسبب ماضيهم الملوث و أما عن المغتربين الشرفاء فهم ينامون على سرير من الأشواك من آلالامهم على وطنهم الجريح سورية و أغلبهم يرغب في المساهمة بإعمارها و مد يد العون ليرضوا ضمائرهم و ليشعروا بأنهم غير مقصرين بحق الأرض التي حضنت أجمل ذكرياتهم و أيام طفولتهم و هذه فرصتهم الذهبية ليشعروا بالفخر بأنهم أنقذوا وطنهم و ساهموا في إنعاش إقتصاده و بناؤه و أيضاً ساهموا في أن يبقى العامل في وظيفته و يقبض مرتبه ليعيش مستوراً من رزقه محافظاً على كرامته و عزة نفسه .
سورية هي وطن اليتيم و أم الفقير و الوطن الثاني لكل مواطن عربي شريف ساهم في رفع رايتها و الدفاع عنها في شدتها لأنها آخر قلاع المجد في الوطن العربي و رايتها راية الحق المرفوعة في وجه الباطل فالحرب الكونية التي تتعرض لها هي حرب غير عادية بل هي حرب كونية تكالب فيها الغرب و الأعراب لإسقاطها و تدميرها هذه الحرب هي حرب بين الخير و الشر بين الحق و الباطل و لا بد للخير أن ينتصر على الشر و الإرهاب لا يدوم أبدا و رغم كل الحصار الذي فرضه عليها كل من تآمر عليها ما زالت صامدة و قوية لأنها وطن الأديان السماوية وطن الإيمان و الإنسان و شعبها العريق الجذور يؤمن بأنها ستنتصر لأنه شعب عقائدي يدافع عن أرضه و يتمسك بها حتى آخر نفس في صدره يفديها بروحه و دمه و رجالها عطروا الكون برجولتهم فهم يتسابقون على الشهادة كي لا تضيع منهم لأنهم يعشقون ترابها المقدس و تراب الوطن هو العرض و الشرف و الوطن شبيه الأم و رحم الله القائد الخالد حافظ الأسد الذي قال : الوطن هو ذاتنا و قد ترك لنا وصيته بأن نحافظ على الوطن آمناً سالماً كما تركه لنا قبل أن يرحل عنا بجسده .
مهما اغتربنا عن وطننا الغالي سورية مصيرنا أن نعود يوماً ما إما لنحضن ترابها المقدس أو ليحضن تربها الحنون ما بقي من أجسادنا المتلفة من غربة ذوبت قلوبنا و حرقت أعصابنا و خطفت البسمة من ثغر كل مغترب فينا و إن كان إقتصاد سورية يحتاج إلى دعم فقد حان الوقت لكي تعتمد سورية على أبناؤها الشرفاء المغتربين لينقذوا وطنهم و أبناء وطنهم الصامدين الذين تمسكوا بتراب الوطن ليسيّجوه بحبتهم و يحموه بدفئ قلوبهم و يرووه من دمائهم الأبية هؤلاء يستحقون منا كمغتربين كل الإجلال و الإكبار لأنهم عظماء حتى في آلالامهم لأنهم يصنعون الأمل من رحم ترب الألم و لن يترددوا لحظة واحدة في استقبال أي منا في منازلهم حين نعود إلى ترابها المقدس لأنهم أصحاب نخوة و مروءة و التاريخ يشهد لهم بكرم ضيافتهم ... الشعب السوري كالعنبر لا تفوح رائحته العطرة إلا عندما يحترق و سورية هي الحبيب الذي هجرناه بغربتنا و لم نستطع أن نعشق سواه ... سورية أنتي المجد لم و لن يغبِ . .