كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها" أن إسلاميين متطرفين يستخدمون بشكل متزايد وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد دفعة جديدة من "الجهاديين البريطانيين" للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وذلك من خلال نشر العديد من الصور والرسائل التحريضية على مواقع التواصل مثل تويتر والفيسبوك عبر ايقونة داخل تلك المواقع توضح انشطة هذه المجموعات وأهدافها.
وجاء في مقال لمراسلة الصحيفة ساندرا لافيل حمل عنوان" استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد دفعة جديدة من الجهاديين البريطانيين في سورية" ان المسؤولين عن هذه الحملة استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة في جميع أنحاء العالم وتطبيقات الهاتف الذكي وسكايب للتواصل وتبادل الخبرات وجمع الأموال من متبرعين يحملون نفس العقيدة والإيديولوجية.
ولفتت الصحيفة إلى أن أكاديميين بريطانيين اثنين وهما شيراز ماهر وجوزيف كارتير من المركز العالمي لدراسة التطرف والعنف السياسي في معهد كينغز كوليدج في لندن عملا على مدى العام ونصف العام الماضيين على جمع وتحليل وغربلة المعلومات والتعامل المباشر أيضا مع الإرهابيين الأجانب المتزايدة أعدادهم الذين تدفقوا إلى سورية من بريطانيا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والدول الاسكندنافية واستراليا ويبدو انهم انضموا إلى صفوف تنظيمي "جبهة النصرة" و"دولة الإسلام في العراق والشام" الإرهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وأصدر المركز إحصائية في كانون الأول الماضي تقدر أن نحو 1900 شخص من أوروبا الغربية سافروا للقتال في سورية بمن في ذلك ما يصل إلى 296 من بلجيكا و 249 من ألمانيا و 412 من فرنسا و 366 من بريطانيا حيث بدا المركز في عام 2012 بتحليل ومراقبة المسلحين الأجانب الذين اثبتت الأدلة انهم كانوا يمرون بشكل متزايد عبر تركيا إلى سورية للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية هناك.
ونقلت الصحيفة عن البروفيسور بيتر نيومان مدير المركز الدولي للتطرف قوله "إن ما اكتشفناه خلال مراقبتنا لوجود المتطرفين المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي هو أن المقاتلين الأجانب الذين بدؤوا بالانضمام للقتال إلى صفوف المجموعات المسلحة في سورية عام 2012 كانوا جميعهم من المستخدمين الدائمين لوسائل التواصل الاجتماعي وقد كانت الفكرة هي جمعهم جميعا".
وأشارت الصحيفة إلى أن المركز قام بتتبع اثر مجموعة من الشبان والشابات البريطانيين غادروا مدنهم في بريطانيا ومن بينها لندن وبرادفورد وبرمنغهام وبورتسموث وبلدة كرولي وظهر أنهم الآن في سورية وفي صفوف "مجموعات جهادية".
وأوردت الدراسة اسم اثنين من رجال الدين المتطرفين النافذين على شبكات التواصل الاجتماعي الأول مقيم في الولايات المتحدة ويدعى أحمد موسى جبريل والثاني واعظ ديني من استراليا ويدعى موسى سيرانطونيو وهما يقومان بتشجيع الإرهابيين ومن الواضح أنهما شخصان مهمان بالنسبة لاتباعهم حيث تعتبر رسائلهم السياسية والاخلاقية والروحية جاذبة لعدد من المسلحين الأجانب.
وختمت الصحيفة بالقول إن الدراسة تضمنت المخاوف التي أثيرت من قبل اجهزة الامن والشرطة البريطانية من عودة أولئك الإرهابيين إلى بلادهم والتهديد الذي سيشكلونه فيها فمن الواضح أن هذا التهديد أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم في الربع الأول من هذا العام بشأن الجرائم المتعلقة بالإرهاب لمحاولتهم السفر إلى سورية أو عند عودتهم حيث تم تسجيل نحو 30 حالة اعتقال في بريطانيا حتى الآن.
وكانت تقارير أفادت بأن الآلاف من الإرهابيين المتطرفين يتسللون عبر الحدود وخاصة التركية والأردنية إلى سورية بعدما تم تجنيدهم فى دول عربية وأوروبية واقليمية للانضمام الى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة فيها وتكشف التقارير الإعلامية والاستخباراتية والتطورات الاخيرة حجم التدخل ولا سيما من الأنظمة في كل من تركيا والسعودية وقطر والتسهيلات الإسرائيلية لهذه المجموعات التى تعيث قتلا وتدميرا في سورية.