728x90 AdSpace

7 أبريل 2014

نصر الله.: سورية تجاوزت خطر التقسيم وسقوط الدولة ..المقاومة نفذت عملية تفجير عبوة ناسفة ضد دورية للاحتلال داخل مزارع شبعا

السبئي نت - بيروت
كشف السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله أن العبوة الناسفة التي استهدفت دورية للاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة منتصف آذار الماضي هي من عمل المقاومة.

وقال السيد نصر الله في حوار شامل أجرته معه صحيفة السفير اللبنانية ونشرت اليوم الجزء الأول منه إن "هذه العملية هي جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت أحد مواقع المقاومة في منطقة جنتا الحدودية اللبنانية" معتبرا أن الإسرائيلي فهم الرسالة جيدا لأن القضية في هذه الحالة هي للردع.
وأشار السيد نصر الله إلى "أن العدو الإسرائيلي كان يحاول التأسيس لادعاء بأنه إذا علم بدخول أي سلاح نوعي إلى لبنان فسيقصفه ولو كان ذلك داخل الأراضي اللبنانية وزادت وتيرة هذا الكلام في الأشهر الماضية ونحن لسنا معنيين أن نقول إذا كنا استلمنا سلاحا أو لم نستلم لأننا لا نخوض حربا إعلامية مع العدو بحيث نقول له أدخلنا سلاحا ولم تقصفه ولسنا في هذا الوارد اطلاقا".
وقال السيد نصر الله.. إنه "عندما نفذ العدو الغارة على جنتا هو لم يتبناها رسميا حتى الآن حيث تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الموضوع وذكر ذلك المحللون الإسرائيليون وغيرهم من الذين يوظفهم في خدمته والذين ادعوا بأن الهدف هو قافلة تنقل سلاحا نوعيا لحزب الله وهذا غير صحيح وهنا يمكن الميل بالتحليل للقول إنه أكثر من كون الغارة لها هدف جدي وتستهدف شيئا محددا فهي في الواقع بمثابة جس نبض وبمثابة تغيير للمعادلة وتغيير لقواعد الاشتباك بمعنى أن يقوم العدو بقصف موقع عسكري لحزب الله وحزب الله لا يقوم بأي رد لأنه مشغول بالوضع في سورية وبالتالي هذا يؤسس لضربات مقبلة فإذا تم السكوت على هذا الموضوع فقد يأتي العدو غدا ليضرب أي شاحنة وأي هدف وأي بيت في أي مكان بدعوى أن هذا سلاح نوعي ونحن ملتزمون بأن نضرب السلاح النوعي".
وأكد السيد نصر الله أن عبوة مزارع شبعا هي من عمل المقاومة وهذا ليس الرد وإنما هذا جزء من الرد على الغارة الإسرائيلية على جنتا مشيرا إلى أن المقاومة لا تريد أن "تلزم نفسها بسياسة الإعلان عن كل ما تفعل كما كانت سابقا".
ورأى السيد نصر الله أن العدو الإسرائيلي فهم أن هذه العملية من صنع حزب الله وما ورد على موقع تويتر من تبن للعملية من قبل تنظيم ما يسمى "دولة الاسلام في العراق والشام" فلم يأخذه أحد على محمل الجد بل فهم الرسالة جيدا أنه لا تغيير في قواعد الاشتباك وأن هذه المقاومة تملك القرار والإرادة والعزم والجدية والشجاعة بأن ترد لأن القصة هنا ليست قصة قواعد اشتباك وإنما هي قصة ردع.
ولفت السيد نصر الله إلى أن ما جرى في شبعا كان رسالة كما كانت عبوتا اللبونة فى اب 2013 رسالة للعدو "بأننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك وفى أى مكان تدخل اليه ونعلم به سنواجهك".
وأوضح السيد نصر الله أنه في السنوات الأخيرة حاول العدو الإسرائيلي أن يصل إلى مرحلة في الجنوب يتمكن فيها من الدخول إلى داخل الأراضي اللبنانية بعمق بعض الأمتار وهذا كان يعالج عبر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل والجيش اللبناني ولكن تبين في المدة الأخيرة أن العدو يحاول الدخول إلى عمق الأراضي اللبنانية لتحقيق أهداف عدة جزء منها الاستطلاع الميداني أو قد يدخل لزرع أجهزة تجسس مثل الأجهزة التي تم اكتشافها على شبكة الاتصالات السلكية في الجنوب ويمكن أن يكون هدفه زرع عبوات لقتل أشخاص ولذلك فهذا الدخول يخدم مجموعة أهداف.
وتابع السيد نصر الله إنه وفي ذلك الوقت "أخذت المقاومة قرارا وزرعنا في منطقة اللبونة عبوتين كبيرتين وهي منطقة في عمق الأراضي اللبنانية وليست بعيدة عشرة أو عشرين مترا عن الحدود وعندما حصل التفجير في ذلك الوقت كان واحد من أهداف تلك العملية إيصال رسالة للعدو بأننا لا نسمح لك بتغيير قواعد الاشتباك وفي أي مكان تدخل إليه ونعلم به نحن سنواجهك ولدينا القرار والعزم والشجاعة للمواجهة".
ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي ومع الوقت يمكن أن يكون لديه التباس مفاده أن المقاومة كما يحاول الفريق الآخر في لبنان أن يعمم من خلال إعلامه تشعر بالحرج والضعف وهي مرتبكة وخائفة وقلقة وهذا الالتباس يجرئه على تغيير قواعد الاشتباك وهنا تأتي قيمة عبوة اللبونة في ذلك الوقت وهي رسالة بأن المقاومة وعلى الرغم من أنها تقاتل في سورية إلا أن عينها مفتوحة ومستعدة لأن تواجه معتبرا أنه وبعد عملية اللبونة كان من الواضح أن العدو أخذ يرتب حساباته على أساس أن الأمر ليس سهلا.
وكان الاحتلال الإسرائيلي اعترف بتفجير عبوة ناسفة لدى مرور احدى دورياته بالقرب من الحدود اللبنانية في مزارع شبعا المحتلة ما أدى إلى وقوع اصابات في صفوف جنود الدورية مساء الرابع عشر من شهر آذار الفائت.
وشدد السيد نصر الله على أن "المقاومة قطعا هي أقوى بكثير مما كانت عليه في العام 2006 إن لجهة القدرة البشرية والعدد أو لجهة الكفاءة القتالية وإذا فرضت إسرائيل حربا على لبنان فإن المقاومة في لبنان ستقاتل أفضل بكثير مما قاتلت في العام 2006 بالرغم مما يجري في سورية".
وحول إمكانية قيام العدو الإسرائيلي بشن عدوان جديد على لبنان قال السيد نصر الله إن "العدو الإسرائيلي لديه حساباته وعندما يدرس اتخاذ قرار الحرب فإنه يطرح على نفسه السؤال هل هو قادر على حسم هذه الحرب مع المقاومة في لبنان وبناء على ذلك فليس من السهل على إسرائيل أن تقرر حربا جديدة في المنطقة وذلك نتيجة الإمكانات وطبيعة المعركة التي يمكن أن تحصل وما يمكن أن تنجزه من هذه الحرب والخسائر التي يمكن أن تلحق بها".
وتابع إن "العدو عنده أساس بالنسبة إلى أي حرب مقبلة وهذا متفق عليه عند كل القيادا ت السياسية والعسكرية والأمنية أنه لا يدخل بحرب مع المقاومة في لبنان إلا إذا كان متأكدا أنه سيكون أمام معركة حاسمة وسريعة وتصل إلى نصر بين وواضح وبناء على ذلك في المرة الماضية طالت المعركة الشمال الفلسطيني والوسط والعفولة أما الكلام الآن فهو عن تل أبيب.. هو يعلم ذلك وهو لا يتحمل معركة تطول ويكون فيها عمق الكيان عرضة للضرب بشكل دقيق ومحدد".
وتابع السيد نصر الله إنه "بخصوص المعطى السياسي فهو الآن أفضل من عام 2006 ففي عام 2006 أغلب الدول العربية كانت مع هذه الحرب السعودية علنا كانت معها والدول الثماني اجتمعت وأصدرت بيانا وأدانتنا في الأيام الأولى للحرب وكان الروس يحاولون أن يستعيدوا أنفاسهم أما اليوم فالمعطى الإقليمي والدولي يشير إلى أن وضعنا أفضل لذلك فإن مصلحة إسرائيل الآن هي أن يبقى ما يشغل المنطقة كلها هو الصراعات الداخلية وخصوصا أن شن أي حرب إسرائيلية جديدة سيعيد أولوية الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى العقل والوجدان والشارع العربي".
وحول العمليات الإرهابية التي استهدفت مناطق لبنانية عدة في الآونة الأخيرة قال السيد نصر الله إن "خطر هذه التفجيرات الإرهابية تراجع بدرجة كبيرة جدا سواء لجهة التطورات الميدانية في منطقة القلمون ما أدى إلى إغلاق العديد من مصانع تفخيخ السيارات ومراكزها التي تم اكتشافها في مدينة يبرود أو في بلدة رأس العين من قبل الجيش العربي السوري أو بسبب الجهد الأمني الذي قام به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في تفكيك الشبكات التي كانت تستورد السيارات المفخخة وتقوم بتوزيعها وتفجيرها ولكننا في المقابل لا نستطيع أن نقول إن الخطر انتفى بشكل كامل لأن الأمر بحاجة إلى مزيد من الجهد سواء على الحدود مع سورية أو في الداخل اللبناني".
واعتبر السيد نصر الله أن التفجيرات التي حصلت سواء في الضاحية أو في بئر حسن أو في الهرمل أو في اللبوة رفعت نسبة التأييد لدخول حزب الله إلى المعركة في سورية وخاصة أن الناس لديهم وعي كبير حول مخاطر المرحلة وحول طبيعة التهديدات القائمة بسبب الأحداث في سورية مشيرا إلى أنه ومن خلال معلومات واستطلاعات رأي نرى مزاجا شعبيا كبيرا يؤيد خطوة دخول حزب الله في هذه المعركة بين كثير من اللبنانيين وحتى داخل قوى 14 آذار الذين يصدقون ويقبلون أن التدخل في سورية يحمي لبنان أمام هذه الجماعات الإرهابية التي نرى سلوكها ونشهد ممارساتها بشكل يومي.
وتابع الأمين العام لحزب الله "لذلك لا نشعر بغربة في هذا الأمر ولا نشعر بمزاج مخالف بل نشعر بتأييد كبير على هذا الصعيد وأيضا ما يقال لنا تحت الطاولة من قوى سياسية ومن مرجعيات دينية في مختلف الطوائف يزيدنا ثقة بهذا الموقف وطبعا يقال تحت الطاولة لأن بعض الجهات لا تستطيع أن تقول الكلام نفسه في العلن خشية من أي تداعيات أو نتائج سلبية في المستقبل أو أن تتأثر علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية أو بعض السفارات الموجودة في لبنان".
وشدد السيد نصر الله على أن معنويات جمهور المقاومة عالية جدا وكل ما يقال في مكان ما وتروج له بعض وسائل الإعلام وخصوصاً إعلام 14 آذار أو بعض شخصياته بأن حزب الله مرتبك وقلق وأن شعبيته تراجعت هذا كله غير صحيح على الإطلاق كما أن بعض الأخبار التي يتم تداولها في الإعلام وخصوصا بعض وسائل الإعلام العربية المعروفة التي تروج روايات حول خسائر كبيرة للحزب هي روايات كاذبة ما يؤكد أنه عندما يلجأ الطرف الآخر إلى ضخ هذه الأكاذيب المكشوفة والمفضوحة فان هذا يؤشر إلى معطياته التي تقول إن الوضع المعنوي لدينا هو وضع قوي جدا ولذلك هو يحاول المس بهذا الوضع المعنوي من خلال الأكاذيب لأن الوقائع لا يمكن أن تساعد على المس بهذا الموضوع.
وفيما يخص الأوضاع في سورية أكد السيد نصر الله أن "مرحلة إسقاط النظام وإسقاط الدولة انتهت حسب كل المعطيات الميدانية والعسكرية والأمنية والشعبية وكذلك وضع النظام ووضع المعارضة والمعطيات الإقليمية والدولية" ولفت إلى أن "ما يسمى المعارضة لم تعد قادرة على أن تقوم بحرب كبيرة وأن ما حصل ويحصل في اللاذقية وكسب مثلا لا يمكن أن نسميه حربا كبرى وإنما عملية محدودة أما المعركة الكبرى التي كان يتم الحديث عنها كثيرا من جنوب سورية عبر قوات ضخمة يتم حشدها في الأردن ومنه سوف تدخل وتجتاح درعا والسويداء وتتقدم باتجاه دمشق فلم يظهر منها شيء حتى الآن وهي أقرب إلى التهويل منها إلى الحقيقة وبخصوص الاستنزاف فقد يستمر طالما هناك دول ما تزال تمول وتسلح وتحرض وتدفع في هذا الاتجاه".
واعتبر السيد نصر الله أن تجربة السنوات الثلاث الماضية أثبتت أن الدولة السورية ليست ضعيفة وأنها تتمتع ايضاً بحاضنة شعبية كبيرة بمعزل عن التراشق بالنسب المئوية موضحا أن الوضع الإقليمي والدولي بالنسبة لسورية تغير كما أن مستوى الضغط في المرحلة المقبلة سيكون أقل مما كان عليه في السنوات الثلاث الماضية سواء الضغط السياسي ومعه الضغط الإعلامي والميداني بداية من السعودية إلى قطر ولا أقول انهم غيروا مواقفهم ولكن حدة الموقف وحجم التدخل والمعطيات والآمال المعقودة تغيرت كثيرا ومن جهة أخرى فان الحلفاء الذين لم يتخلوا عن سورية عندما كان يقال انها ستسقط في شهرين و ثلاثة أو خمسة أو ستة فكيف وهي قد تجاوزت أو عبرت عتبة مخاطر السقوط والآن قناعة الحلفاء سواء كانوا دولا أو جهات إقليمية أو قوى محلية قناعتهم بالدعم والوقوف إلى جانب سورية أقوى من أي وقت.
وأكد السيد نصر الله أن "الأصل بالنسبة لنا في سورية هو انتهاء الحرب التي ستدمرها أو ستدمر ما بقي منها" مشيرا إلى أنه إذا انتهت هذه الحرب وذهبت سورية إلى حوار داخلي ومعالجات داخلية فهناك أمل بأن تتم معالجة العديد من الملفات لأن الخطورة الحقيقية كانت وما زالت إلى حد ما إنهاء سورية وتقسيمها والخطر كان كبيرا وجديا وهنا أعتقد أننا تجاوزنا خطر التقسيم.
وقال الأمين العام لحزب الله "إنه إذا أمكن الوصول إلى مرحلة تتوقف فيها الحرب تأتي هنا أهمية المصالحات لأنها تقول.. الحرب توقفت هنا.. لم يعد هناك قتال وسفك دماء ولم تعد هناك بيوت تهدم وهذه الأمور يؤسس عليها للمستقبل وهذا في الحقيقة كان وما يزال يشكل هاجسا عندنا".
ولفت السيد نصر الله إلى "أن جميع الدول التي كانت ترعى وضع المعارضة في سورية لم تكن جاهزة لأن تتحدث بمبدأ الحل السياسي أبدا مثل قطر والسعودية وتركيا ومصر في الوضع السابق وكذلك بالنسبة للأوروبيين والأميركيين وحتى عندما تحدثت القمة العربية مؤخرا عن الحل السياسي أتى هذا بعد الفشل العسكري فالعالم ذهب إلى جنيف2 نتيجة الفشل في الميدان لأنهم منذ البداية لم يكونوا يريدون الحل السياسي".
وقال إن "القضية لم تكن شخص الرئيس بشار الأسد فقط بل كان الحديث عن النظام كله والمطلوب أن يذهب النظام وتغيير موقع سورية وموقفها وتأثيرها في المنطقة ولذلك هم لم يدخلوا لصنع ديمقراطية أو صنع عدالة أو مواجهة فساد بل هذه المعركة والتمويل وهذا السلاح كله وهذا الخطاب كله من أجل تغيير موقف سورية وموقعها".
وكشف السيد نصر الله عن "تقديم عروض جدية للرئيس الأسد مفادها أن يقوم بتغيير الاتجاه السياسي الذي يسير به ويقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران و مع حركات المقاومة في المنطقة وأن يكون جاهزاً للدخول في التسوية بشكل حقيقي وكامل مع إسرائيل فلا تبقى مشكلة ولكن الرئيس الأسد رفض وهذا يحسب له" موضحا ان هذه العروض لم تأت فقط من جهات دولية وإنما جاءت أيضاً من جهات إقليمية راعية ومتشددة في الظاهر بل ان الجهة الأكثر تشدداً هي التي عرضت على الرئيس الأسد هذا الموضوع.
ورأى السيد نصر الله ان التطورات التي حصلت توصل إلى استنتاج بأن الجبهة المقابلة التي كانت تعمل على مشروع اسقاط سورية تفككت وضعفت والمثال على ذلك ما جرى بالموضوع الداخلي المصري فعندما حصل التحول في مصر وتم اسقاط الإخوان المسلمين حصلت تداعيات فالسعودية وقفت إلى جانب الوضع الجديد في مصر أما تركيا وقطر فوقفتا ضده وبذلك تصدعت الجبهة الإقليمية وكذلك الحال بالنسبة لـ الإخوان المسلمين كانت سورية في رأس أولوياتهم.. الآن ونتيجة ما حصل في مصر انكفؤوا إلى الداخل المصري وأصبحت أولويتهم وهمهم الأساس مصر كما أن الخلاف بين السعودية والإخوان ينعكس على سورية وكذلك المشاكل الداخلية في تركيا والتحولات التي حصلت في قطر يضاف إلى ذلك ما حصل في العراق الذي كان يتصرف مثل لبنان أي النأي بالنفس إلى أن "أصبح الواقع في العراق سيئا إلى حد أن المحافظات السورية المحاذية للعراق أصبحت مصانع للسيارات المفخخة لذلك لاحظنا أن الموقف السياسي العراقي في السنة الأخيرة سواء في اجتماعات وزراء الخارجية العرب أو في المحافل الأخرى تطور بشكل كبير".
وتابع السيد نصر الله إن "هذه المواقف هي ما نراه فوق الطاولة ولكن ما هو تحت الطاولة مختلف نتيجة صمود سورية فالكثير من الدول العربية على اتصال بالنظام من تحت الطاولة وتقول له نحن معك اصمد بل أنا أعرف أن بعض الدول العربية هي في الظاهر مع المعارضة ولكنها تحت الطاولة تطالب النظام بأن يحسم بسرعة وبأن يستفيد من الوقت".
وفيما يخص الموقف الدولي قال السيد نصر الله إن "الأجواء الآن أفضل وفي السنة الأخيرة كان الموقف الروسي صامدا ومتماسكا تجاه سورية ولم يلن طيلة الشهور الماضية وبعد أزمة القرم أعتقد أن الموقف الروسي سيزداد صلابة لأننا ذهبنا إلى مرحلة جديدة يمكن أن يسموها حربا باردة أو غير ذلك وفي المقابل استبعد أن يقدم الأميركيون أو الأوروبيون على خطوات عسكرية ليس بسبب روسيا وإنما بسبب الوضع الأميركي فالاقتصاد الأميركي والإدارة الأميركية واستراتيجياتها في المنطقة وكذلك الأوضاع الأوروبية الداخلية لا تسمح بذلك و لذلك استبعد ما قيل في بعض الأوساط من أن التوتر الروسي الأميركي قد يوسع هامش الحركة الأميركية أو الغربية باتجاه سورية".
وحول الموقف الإسرائيلي مما يجري في سورية قال الامين العام لحزب الله "إلى ما قبل بدء الأحداث في سورية كانت هناك حالة قلق عند الإسرائيليين ولا نبالغ إذا قلنا حالة رعب حيث عقدوا مؤتمرات وتحدثوا فيها عن البيئة الاستراتيجية واعتبروا أن هناك تحولات استراتيجية ضخمة جدا في المنطقة وهذا يصب في غير مصلحة إسرائيل ولكن عندما بدأت الأزمة في سورية تغيرت النظرة وعبر الإسرائيليون عن ارتياحهم لذلك وبحسب متابعتي للإسرائيليين وكلام السياسيين الكبار لديهم والعسكريين والأمنيين الكبار فهم يفضلون كل الخيارات في سورية إلا خيار بقاء الرئيس بشار الأسد وهذا ليس تكهنا ففي النقاشات التي تدور بينهم وفي التصريحات وحتى في النقاشات الضمنية هم يفضلون كل الخيارات الأخرى كتقسيم سورية وتدميرها وبقاء الحرب فيها 20 أو 30 سنة وحتى عندما وصلوا إلى مرحلة بدؤوا يقارنون فيها بين وجود الرئيس الأسد وبين الجماعات التي يسمونها جماعات الجهاد العالمي فهم يقولون نفضل جماعات الجهاد العالمي على وجود نظام بشار الأسد وذلك لعدة أسباب منها أن الرئيس الأسد والنظام في سورية هو جزء من محور إيران والعراق ولبنان وفلسطين وحركات المقاومة وإذا جاءت جماعات الجهاد العالمي فستستمر الحرب الداخلية فيما بينها في سورية كما أن هؤلاء ليس لديهم القدرة على بناء دولة لأننا رأينا تجاربهم من أفغانستان إلى غيرها أي أنهم لا يستطيعون أن يشكلوا تهديدا وجوديا لإسرائيل بينما هذا المحور هو تهديد وجودي لإسرائيل وليس تهديدا استراتيجيا وهم يعتبرون سورية جزءاً من هذا المحور كما أن جماعات الجهاد العالمي أولويتها قتال هذا المحور وليس أولويتها قتال إسرائيل لذلك هم يجاهرون بهذا.
وأكد السيد نصر الله أن العدو الإسرائيلي وبعد ثلاث سنوات من الأزمة في سورية لديه الآن قلق من انتصار محور المقاومة في سورية ويعبر عنه بوضوح لأنه بات يفترض أن هذا المحور سينتصر وهم يقولون أكثر من ذلك بأنه إذا ما تجاوزت سورية هذه الحرب فهذا انتصار لكل هذا المحور وبالتالي هم قلقون من انتصار الرئيس الأسد وهذا يفسر العلاقة القائمة بين المجموعات المسلحة في محافظة القنيطرة مع الإسرائيليين والقصة تتجاوز حكاية الجرحى والمستشفيات فحركة المسلحين هناك لديها هامش كبير جدا لا بل هناك حرية حركة كاملة ولا توجد أي تحفظات إسرائيلية على حركة المسلحين وتسليحهم وتواجدهم وتدريبهم وعلى النقاط التي يسيطرون عليها أما بعض القصف الإسرائيلي فيكون هدفه خدمة وتغطية حركة المسلحين الميدانية.
وبخصوص ما يسمى الربيع العربي قال السيد نصر الله إن "ما حصل هو بدايات شعبية حقيقية فاجأت الجميع أي أن هناك أنظمة فاسدة وضعيفة حتى على المستوى المعنوي والنفسي وحان وقتها تبعا للقوانين التي تحكم حركة التاريخ والمجتمعات البشرية وما حصل أن هناك تراكما في الوضع الشعبي بعضه له علاقة بالموضوع الداخلي مثل الفساد والظلم والديكتاتورية والسجون والجوع والفقر والحرمان وهناك جزء آخر كبير له علاقة بالصراع مع إسرائيل حيث هناك إحساس لدى الشعوب العربية بالذل والانكسار وهي التعبيرات التي استخدمت في ضوء نتائج حرب تموز التي تجاوزت لبنان البلد الصغير".
وأضاف السيد نصر الله "إننا فهمنا عن البدايات في تونس وليبيا ومصر أن الموضوع بدأ شعبيا وفاجأ الأنظمة كما فاجأ الأميركيين والفرنسيين والغرب والمجتمع الدولي والجميع كما دول الإقليم ولذلك اضطربت الأنظمة الإقليمية وكذلك الأميركيون كانوا مربكين في البدايات وكانت هناك أكثر من وجهة نظر لديهم ولكن ولأنهم دولة استعمارية وقوة عظمى استطاعوا تدارك الحالة وعملوا بما تقتضي مصالحهم في مصر وتونس وليبيا والعراق وإيران وسورية وعندما أرادوا أن يتحركوا وفقا لهذه المصالح خرجت نظرية من هي الاتجاهات أو الجماعات أو الحركات أو الأحزاب المؤهلة أن تمسك بهذه الحكومات وتدير هذه البلدان نتيجة انهيار الأنظمة السابقة ووجدوا ضالتهم في الحركات الإسلامية".
وتابع السيد نصر الله إن "الأميركيين ليس لديهم مانع في أي مكان في العالم الإسلامي أن تحكم حركة اسمها حركة إسلامية كما أن إسرائيل أيضا ليس لديها مانع فلا مشكلة أن تكون إسلاميا وملتحيا وزوجتك محجبة ولكن المهم هو موقفك من إسرائيل وما هو رأيك بالنفط وكيف تتعاطى مع الثروات وما هو موقفك من أميركا ومشروعها في المنطقة فإذا كنت مع المشروع الأميركي فأنت مرحب بك وإن كنت ضد هذا المشروع فيجب القضاء عليك وبالتالي أن تذهب المنطقة وتبقى مشتعلة لسنوات في النهاية ستستقر على تجزئة المجزأ أي المزيد من الدول الضعيفة والدول الهزيلة والدول الصغيرة وهذا يخدم هيمنة أميركا على المنطقة ومصادرتها كل إمكاناتها ومقدراتها ويحمي ثكنتها العسكرية المتقدمة في المنطقة أي إسرائيل".
وأوضح السيد نصر الله أن "العدو الإسرائيلي ينظر للواقع الحالي في المنطقة العربية على أساس مصالحه أيضا ومصلحته قطعا المزيد من التفتيت والتجزئة والحروب و الاقتتال على أسس مذهبية أو طائفية أو فكرية أو عائلية أو عشائرية أو غيرها لأن المهم لديه أن يقتل بعضنا بعضا وأن يقاتل بعضنا بعضا على امتداد العالمين العربي والإسلامي".
واعتبر الامين العام لحزب الله أن الوضع في دول عربية تحرك شعبيا ولكن كان هناك عجز حقيقي عند هذه التحركات فهناك نقاط ضعف هائلة موجودة بنيوية وغيرها وطلبوا المساعدة ممن يفترضون أنه سيساعد ولكن تبين أن مصلحته في أن يفتت ويشتت.. فذهبنا إلى التمزيق والتشتيت والذي تشارك فيه دول في المنطقة دول إقليمية ودول عربية والذي يشمل تقسيم الدول العربية الكبرى وأنا استمعت إلى هذا النقاش وحتى قبل ثلاث سنوات وقبل كل هذا الذي سمي الربيع العربي كان هناك نقاش جدي لدى الأميركيين بشكل أساسي والفرنسيين والبريطانيين أيضا ولكن الآن القرار أميركي وهذه المعلومات مصدرها خليجي بأن النقاش وصل إلى الكلام عن مستقبل السعودية وضرورة تقسيمها إلى دول عدة.
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: نصر الله.: سورية تجاوزت خطر التقسيم وسقوط الدولة ..المقاومة نفذت عملية تفجير عبوة ناسفة ضد دورية للاحتلال داخل مزارع شبعا Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً