أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أخذ يزيد من نشاطه بالتحدث عن روسيا في الآونة الأخيرة فاعلا ذلك بطريقة تنم عن مواجهات ومتعمدا استخدام خطاب الحرب الباردة وآخر مثال على ذلك كانت كلمته في الثامن من نيسان الجاري في ندوة بباريس والتي كرسها لمناقشة مسألة تبدل حلف الناتو.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم إن "الاتهامات الدائمة التي يوجهها الأمين العام للحلف ضد روسيا تؤكد على أن الحلف يحاول استخدام الأزمة في أوكرانيا لتعزيز صفوفه أمام التهديدات المختلقة الموجهة ضد بلدان حلف شمال الأطلسي وبهدف التقوية المطلوبة للحلف ضمن هذا المجال في القرن الحادي والعشرين".
وأشار البيان إلى أنه لهذه الغاية يجري التركيز المتعمد على موضوع العسكرة المتزايدة لروسيا مع العلم أن حجم نفقات حلف شمال الأطلسي يساوي إلى نصف النفقات العسكرية في العالم تقريبا في حين تقل الميزانية الحربية لروسيا بعشرة أضعاف عن مجموع مثيلاتها في بلدان حلف الناتو.
وأوضح البيان أن راسموسن يتحدث عن إعادة النظر في كامل علاقات الحلف مع موسكو بما في ذلك الوثيقة التأسيسية للعلاقات المتبادلة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الموقعة في العام 1997 وإعلان روما الصادر في العام 2002 وفي الوقت ذاته لا يشعر بالحرج من أن البلدان الأعضاء في الحلف وبانتهاكها الأحكام الأساسية في هذه الوثائق أخذت على عاتقها لعب دور الحكم والمنفذ للحكم كما جرى في كوسوفو أو ليبيا عاملة بذلك على تقويض قواعد القانون الدولي.
وأضاف البيان "عندما قامت روسيا بالإشارة إلى كل مخاطر هذه الأعمال حاولوا إقناعنا بأنه لم يكن هناك من مخرج آخر والآن يحاولون في الحلف أن يكونوا بمثابة أبطال الدفاع عن القواعد القانونية غاضين الطرف في الوقت ذاته عن الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها القوى المتطرفة في أوكرانيا والمؤدية إلى تقسيم المجتمع على أساس أصلاء وغرباء".
وأشارت الخارجية الروسية إلى عدم استغرابها من "محاولة ثانية لتقديم حلف شمال الأطلسي على أنه نوع من أنواع نادي النخبة متمتع بشرعية سياسية خاصة ويتجاهل عمليا الصلاحيات العامة للمؤسسات الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي ولا يعترف باحترام حق الشعوب في التعبير الديمقراطي عن إرادتها واختيارها".
وقالت الخارجية الروسية "أنه علاوة على ذلك إننا نسمع باستمرار في الأشهر الأخيرة تصريحات الامين العام لحلف شمال الأطلسي عن جدول أعمال بناء أو عن اهتمامات حول تطبيع مبكر للوضع في أوكرانيا من خلال إطلاق عملية سياسية شاملة على أساس القيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وإننا على قناعة راسخة بأن مثل هذه التصريحات لا تسهم في تهدئة التوتر حول أوكرانيا وإن الاستخدام الفعال لـ المعايير المزدوجة يشكل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في المنطقة".
وكان فلاديمير تشيجوف مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي أكد في وقت سابق أن الأزمة الأوكرانية "مشبعة بالمعايير المزدوجة" وتثير الكثير من الأسئلة.
كما أكد مصدر عسكري روسي في حديث لوكالة نوفوستي الروسية أمس أن إرسال البحرية الأمريكية للمدمرة التي تحمل صواريخ موجهة "يو اس اس دونالد كوك" إلى البحر الأسود لا يشكل "تهديدا للأمن الروسي بل عنصر من عناصر الضغط النفسي "مضيفا انه "من الواضح أن هذا مجرد عرض ليظهر لروسيا مدى دعم الأمريكيين للحكومة الأوكرانية غير انه وبطبيعة الحال فإن السفينة الحربية الأمريكية لن تدخل المياه الإقليمية الروسية".
