
وقال لافروف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم "إننا مقتنعون دون شك منطقي بأن حادثة استخدام السلاح الكيميائي في خان العسل بريف حلب كانت استفزازا من جهة المعارضة فقد تم إعداد غاز السارين محليا وكذلك الأمر بالنسبة للصواريخ وهناك حقائق أخرى تم إثباتها خلال التحليل وكانت كلها في هذا التوجه".
وأضاف لافروف "إن لدينا أسبابا للاعتقاد بأن حادثة الحادي والعشرين من آب في الغوطة الشرقية قامت بها المجموعة نفسها من الأشخاص والغاز الذي اكتشفه الخبراء الأمميون وقاموا بتحليله يشبه جدا مثيله الذي استخدم في خان العسل في التاسع عشر من آذار الماضي لكن الغاز في الغوطة الشرقية كان أكثر تركيزا".
ولفت لافروف إلى أنه هناك وقائع أخرى يمكن الحصول عليها من تقرير الخبراء ومصادر أخرى متوفرة في الإنترنت وأماكن أخرى وكلها جعلت موسكو على قناعة بأن كل ذلك كان استفزازات من جهة المعارضة.
وأوضح لافروف "نعلم بأن هناك الكثير من الأدلة في الإنترنت وغيرها تشير إلى أن ممثلي بعض الدول الأجنبية متورطون في ذلك ولا نستطيع أن نجزم بشأنهم ولا نريد أن نتهم أي طرف من دون سبب ومن دون أن يستحقوا ذلك ولكن بموجب قرار مجلس الامن الدولي رقم 2118 يجب على جميع الدول وخاصة دول جوار سورية عدم السماح باستخدام أراضيها لأغراض إنتاج وتسليم الأسلحة الكيميائية أو مكوناتها إلى المعارضة السورية".
وبين لافروف "أن القرار الدولي ينص على أن الحكومة السورية ليست وحدها من يتوجب عليها التعاون بشكل مطلق مع الخبراء والأمم المتحدة لتطبيق قرار الاتلاف بل جميع فصائل "المعارضة السورية" كذلك.. وسيتحمل ممثلوها المسؤولية إذا حصل شيء للخبراء بفعل أعمال استفزازية يمكن أن يقوموا بها ولا سيما إذا قاموا باستخدام الاسلحة الكيميائية مرة اخرى فانه سيتوجب على أي طرف يقوم باستخدام الأسلحة الكيميائية أن يتحمل مسؤولية ذلك أمام مجلس الأمن".
من جهة ثانية أكد لافروف أنه من حق إيران القانوني معرفة إلى أين ستفضي مفاوضاتها مع مجموعة "خمسة زائد واحد" مشيرا إلى أن روسيا تعتقد أن نهاية العملية "يجب أن تتمثل في الاعتراف بحق إيران في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية بما في ذلك حق تخصيب اليورانيوم ولكن لأغراض تحضير الوقود النووي فقط".
وقال لافروف "على إيران أن تقوم بإغلاق جميع القضايا الخلافية مع وكالة الطاقة الذرية وأن تضع برنامجها النووي بالكامل تحت رقابة المنظمة" معربا عن اعتقاده بأنه "إذا قام أعضاء مجموعة الخمسة زائد واحد بتاكيد موقفهم هذا فإنه سيكون من السهل علينا وعلى إيران وضع خريطة طريق وأن تكون هناك خطوات ممنهجة ومتبادلة بين الطرفين".
وأوضح لافروف أنه "حينما تقوم إيران بتنفيذ التزام ما.. يجب على المجتمع الدولي تخفيف شيء من العقوبات وهكذا كلما تقدمنا في هذه الخطوات المتبادلة فسنصل إلى نقطة يقتنع المجتمع الدولي عندها بأن برنامج إيران النووي معد للأغراض السلمية بالكامل" مؤكدا أنه في هذا الوقت "لا بد من رفع العقوبات بالكامل عن إيران ليس فقط تلك العقوبات التي فرضها مجلس الأمن بل العقوبات أحادية الجانب أيضا".
وشدد لافروف على "أنه لغاية الوقت الحاضر لم تتمكن أي وكالة استخبارات على الأرض من التوصل إلى استنتاج بأن إيران قررت الحصول على برنامج نووي للاغراض العسكرية" مشيرا إلى أن المسؤولين الروس تحدثوا مع نظرائهم الأمريكيين بهذا الشأن مؤخرا وأن الجانبين متفقان "على أن إيران لم تتخذ أي قرار سياسي بالحصول على برنامج نووي للاغراض العسكرية ولهذا يتوجب علينا جميعا أن نتجنب التصريحات التي من شأنها التأثير في أطراف المفاوضات وأن نعمل على استغلال الفرصة المتاحة أمامنا".
من جهة أخرى جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده أن التوصل إلى تسوية سياسية للوضع في أفغانستان لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار الذي من شأنه أن يشمل جميع المجموعات السياسية والعرقية والدينية والعمل معا لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وقال لافروف "ما لم نحصل على عملية شاملة فإنني لن أكون متفائلا بإيجاد حل سياسي للوضع في أفغانستان".
وأضاف أن هناك مشاكل خطيرة فى القطاع الامنى وهناك مشاكل مع حركة طالبان التي لا تريد الدخول في الحوار الوطني مع الحكومة والتي تريد فقط التحدث إلى الأمريكيين وهو أمر غير مقبول بالنسبة للحكومة الأفغانية لأسباب واضحة.
واعتبر لافروف أن تطور الوضع في أفغانستان يظهر بوضوح أن قوات الأمن الأفغانية لن تكون في وضع يسمح لها بالسيطرة على القانون والنظام في هذا البلد الذي مزقته الحرب بعد انسحاب القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ومن المتوقع أن تغادر قوات "الناتو" افغانستان بحلول نهاية عام 2014 وتسليم مسؤولية الأمن في هذا البلد إلى الشرطة المحلية وقوات الجيش.
غيراسيموف يجدد رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤون سورية
في سياق آخر جدد الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة للقوات الروسية رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤون سورية مؤكدا أن الطرق السلمية هي التي تضمن التوصل إلى الاستقرار فيها.
وقال غيراسيموف عقب مباحثات مع نظيره البريطاني نيكولاس هاوتون اليوم في موسكو "إننا نؤيد مجمل القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي بخصوص تفكيك السلاح الكيميائي في سورية ونعتبر أنه بالطرق السلمية فقط يمكن التوصل إلى الاستقرار على أراضي هذه الدولة ودون أي نوع من التدخل الخارجي في شؤونها" مضيفا إن "بلاده اقترحت على شركائها الأجانب التركيز على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص".
وأوضح غيراسيموف أن اللقاء مع نظيره البريطاني كان مثمرا للغاية وأنه بحث مجموعة واسعة من مسائل التعاون العسكري الثنائي بين البلدين مشيرا إلى أن الوفد البريطاني أعرب عن استعداده لتبادل الخبرات في مجال توفير الأمن في سياق إجراء الفعاليات الرياضية الكبيرة لافتا إلى أنه إلى جانب مسائل العلاقات الثنائية بينهما جرى تبادل للآراء حول سبل تسوية الأزمة في سورية والنزاعات في أفغانستان وفي الشرق الأوسط.
من جهته أكد رئيس الأركان العامة البريطانية الجنرال هاوتون في المؤتمر الصحفي المشترك أنه تمت مناقشة الوضع في سورية وأفغانستان وإيران موضحا أن التعاون بين بريطانيا وروسيا في مجال مكافحة القرصنة ودعم التسوية السياسية في افغانستان كان مثمرا وناجحا جدا.
وأضاف هاوتون إن "زيارة الوفد البريطاني ستسهم في تعزيز التفاهم والتعاون بين روسيا وبريطانيا" مبينا أن كلا الطرفين يعترف بأهمية الحوار الذي سيساعدنا في التصدي لتهديدات الاستقرار في العالم.
روسيا تدعو إلى مشاورات من أجل عقد مؤتمر لجعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل
من جهتها دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء مشاورات بمشاركة جميع دول الشرق الأوسط في أسرع وقت ممكن تمهيدا لعقد مؤتمر دولي حول جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ونقل موقع روسيا اليوم عن ميخائيل أوليانوف مدير دائرة الأمن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية قوله خلال اجتماع في إطار عمل الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك "يجب الاستفادة من الزخم الذي أعطاه قرار سورية بالتخلي عن امتلاك الأسلحة الكيميائية والاتفاقيات الروسية الأمريكية في هذا المجال من أجل تسريع عقد المؤتمر الذي كان من المقرر سابقا عقده العام الماضي".
وأعرب أوليانوف عن أسفه لتأجيل المؤتمر رغم بذل روسيا كل جهودها من أجل تنفيذ التفويض الدولي بهذا الشأن.
وجاء في نص كلمة أوليانوف التي نشرتها وزارة الخارجية الروسية اليوم "نعتقد أنه من وجهة النظر العملية من المفيد إجراء مشاورات تمهيدية في جنيف بمشاركة جميع دول المنطقة بلا مماطلة بهدف عقد المؤتمر حول إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط في أسرع وقت".
وكانت روسيا دعت مرارا إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
المباحثات الروسية الأمريكية ركزت على الوضع بسورية
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم أن المحادثات بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ومساعدي وزير الخارجية الأمريكية لمكتب مراقبة التسلح روز هتيميوللير ولشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار الأسلحة النووية توماس كانتريم التي جرت في موسكو ركزت على الوضع في سورية بما في ذلك مواصلة تنفيذ اتفاقات وضع الأسلحة الكيميائية في سورية تحت رقابة دولية.
وقالت الوزارة في بيان إنه تم في ختام اللقاء مناقشة رؤية الأمين العام للأمم المتحدة بشان تشكيل بعثة مشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لضمان التخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية في الوقت المناسب والآمن.
وأضافت إن المسؤولين الروس والأمريكيين تبادلوا أيضا لآراء حول اتلاف الأسلحة الكيميائية في سورية وفق الصيغة التي وضعتها روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة حيث شارك في المحادثات أيضا سوزانا مالكورا رئيس ديوان الأمين العام للأمم المتحدة وأنجيلا كين الممثل السامي لشؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة.
وتابعت الوزارة أن الجانبين أبديا اهتماما كبيرا بالمسائل الملحة على جدول أعمال البحث الاستراتيجي الخاص بالعلاقات الروسية الأمريكية ومسائل الأمن الدولي وجرى التركيز على مسألة المنظومات المضادة للصواريخ.
زاسبيكين: نسعى إلى انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية بالتعاون مع الأطراف المعنية
وقال السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين إن روسيا تسعى إلى انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف بالتعاون مع الأطراف المعنية وبدرجة أولى مع الأمريكيين.
وأضاف زاسبيكين في تصريح له اليوم "سنواصل العمل خلال الأيام المقبلة لإيجاد الحلول للمسائل اللوجستية تمهيدا لعقد هذا المؤتمر" مشيرا إلى أن "الأساس في مؤتمر جنيف 2 هو بيان جنيف الذي ينص على الحوار بين الحكومة والمعارضة من دون شروط مسبقة".
وتابع زاسبيكين ان موسكو تؤيد "مشاركة أكبر عدد من الدول في المنطقة ذات التأثير على الأوضاع في سورية بما في ذلك إيران".
ودعا زاسبيكين إلى توحيد الجهود بهدف إيجاد حلول سياسية للنزاعات القائمة والتغلب على التطرف والإرهاب وترتيب الحوارات الوطنية بما يضمن تطوير الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط المبنية على أسس التسامح والعيش المشترك والعدالة مشيرا إلى أن هذه هي الأهداف الأساسية التي تنطلق منها روسيا لمقاربة الأوضاع في سورية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا خلال مؤتمر صحفي عقب انتهاء أعمال قمة منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أمس في مدينة بالي الاندونيسية إلى توسيع قائمة المشاركين في المؤتمر الدولي حول سورية ودعوة عدد من الدول الاسلامية الأخرى إلى حضوره ومنها اندونيسيا باعتبارها أكبر بلد اسلامي قائلا "إننا اتفقنا مع الشركاء الامريكيين على ضرورة العمل فى المستقبل القريب لتسوية الأزمة في سورية".