السبئي نت -بقلم عبدالسلام الفقيه :كل يوم يمر على اليمن لايخلو من حوادث الموت التي أصبحت المادة الدسمة في وسائل الإعلام الرسمية والأهلية ,فأخبار الإغتيالات وعمليات القاعدة في صدارة الصفحات .
ضباط وأفراد الجيش والأمن هم الأكثر عددا بين ضحايا تلك الحوادث والمستمرة منذ سنتين,فيما تأتي أخبار التخريب الذي تتعرض له المنشئات الحكومية _أبراج الكهرباء وأنابيب النفط_في المرتبة الثانية من إهتمامات الصحافة.
أخبار الموت على الطرقات سواء كانت بحوادث السير أو على أيدي عصابات التقطع تأتي ثانوية, أما عمليات الطائرات الأمريكية والتي تمارس القتل ضد اليمنيين وبتصريح حكومي فهي مكمِل لرعب الموت في اليمن.
المؤسسة المعنية بحفظ الأمن وملاحقة وضبط المتورطين في الجرائم المختلفة تقف عاجزة عن تفكيك رموز واحدة من كل تلك الجرائم,وتحولت وزارة الداخلية إلى مؤسسة إخبارية تنقل للمواطنين أخبار الحوادث والجرائم ,وتنفرد عن الصحف والمواقع بنشرها لأسماء المجرمين وتحدد أحيانا أماكن تواجدهم.
أما مؤسسة الجيش فهي الأخرى تقف أكثر عجزا أمام المصائب التي تتوالى على منشئاتها وكوادرها وتكتفي بنشر بيانات النعي عند كل حادثة إغتيال أو هجوم مسلح يستهدف ضباط وأفراد الجيش ,وبلغت بيانات النعي أكثر من 200 .
لم يسمع المواطن عن تقديم أحد إلى القضاء كما لم تعلن وزارة الدفاع عن حملة لملاحقة عناصر القاعدة لمعاقبتهم على جرائمهم ضد الجيش بالرغم من معرفتها بأماكن تواجدهم.
مئات يدفعون حياتهم شهريا ثمنا لحالة التبلد والعجز الحكومي والإنفلات الأمني دون أن يتخذ نظام المبادرة الخليجية أي قرار يحد من العبث الممنهج بأرواح اليمنيين,ويتحمل الرئيس هادي المسئولية الأولى عن تردي الأوضاع الامنية وتفاقم الخلل الإداري للحكومة ,وكان الأحرى به أن يتخذ قرارا سريعا بعد تصريح رئيس الحكومة عن جهله بكل الأحداث والمشاكل وأنه يسمع عنها من القنوات.
إدارة الرئيس هادي فشلت تماما أمام الملفات الأمنية والإقتصادية ولم تقدم مايمكن وصفه بالخطوة الإيجابية تجاه آمال المواطن اليمني الذي أصبح الموت يطارده في كل مكان .
إن الإهتمام بأمن وسلامة اليمنيين من بندق الشيخ وعبوة القاعدة وقذيفة الطائرات الأمريكية وعصابات خطف الأطفال ولقمة العيش هو المحك الحقيقي لإثبات التغيير نحو الأفضل وليس اللهث وراء التمديد والسيطرة على مفاصل الدولة.
alfkeh2@gmail.com
