728x90 AdSpace

23 سبتمبر 2013

الربيع العربي... ( فِطَّيْطَ.. يا صائِم) ...!؟ّ

السبئي نت :نبيل الحسام :فِطَّيْطَ، بكسر ال(فاء) وكسر وتشديد ال(طاء) الاول وتسكين الاخير؛ هو إسم جمع ؛يطلق في عددا من مناطق اليمن على ما يعرف بالبالونات . والعنوان (فِطَّيْطَ .. يا صائم ) إقتبسته من قصة حقيقية لواحد ممن يسمون بالبلهاء يعيش في احدى قرى محافظة تعز؛ وجدت فيها افضل تعبيرا عن احداث ونتائج ما يسمى بالربيع العربي...!!وتقول القصة أنه في نهار احد ايام شهر رمضان المبارك ذهب هذا الأبله الى مدينة تعز برفقة احد جيرانه لغرض شراء كسوة العيد. وعندما وصلوا المدينة وتوقفت السيارة في الموقف (الفرزة)كان الوقت قد اقترب من موعد اذان صلاة العصر وقال الجار المرافق للأبله بأنه سيذهب لقضاء عمل ضروري ثم سيعود له ويصحبه لشراء الكسوة وطلب منه عدم مغادرة المكان. استجاب الأبله للطلب وبقي ملازما للسيارة التي جاء على متنها يراقب الاشياء والناس في السوق وقد كان يقع في الجهة المقابلة للفرزة .وكان ان لفت انتباهه اصوات الباعة الجوالين وهم يرفعون اصواتهم مروجين لبضائعهم وكلا منهم يردد عبارة (يا صائم )عقب ذكر اسم بضاعته ؛مثل ( الليم البارد... يا صائم ) و...غيرها من العبارات التي يرددها الباعة ونسمعها في رمضان . وقد لاحظ الأبله انه كلما اقترب الوقت من موعد اذان المغرب ارتفعت اصوات الباعة الجوالين وكلما ازداد اقبال الناس عليهم للشراء وازدحامهم حولهم؛ جميعهم دون استثناء. فكان ان تشكل نتيجة ذلك اعتقاد لديه انه بإمكان اي شخص ان يبيع اي شيء وما عليه الا ان يهتف بإسم بضاعته قائلا بعده( يا صائم) وان الافضل ان يكون ذلك في الوقت بين العصر والمغرب. في حين ان جاره الذي جاء معه والذي ينتظر عودته لم يعد رغم مرور وقت طويل .فطرأت في رأسه فكرة ان يتاجر بالمبلغ الذي بحوزته على ان يشتري الكسوة في وقت لاحق بعد ان يكون ذلك المبلغ قد ازداد ونمى من التجارة. ثم اخذ ينظر في البضائع الموجودة في المكان ليختار منها ما يعتقده مناسبا. وفجأة وقع نظره على بالونات (فطيط) معلقة على باب دكان لبيع الالعاب فذهب اليه واشترى كمية منها وعاد الى الفرزة . ثم ركب اول سيارة عائدا الى القرية. وفي نهار اليوم الثاني ظل ينتظر مجيء وقت العصر منذ الصباح الباكر لينطلق لبيع بضاعته. ولكن الوقت طال عليه ومل الانتظار . حينها طرأت في ذهنه فكرة اخرى كانت ان يبدد الوقت بالسير الى القرى المجاورة. وبينما هو في الطريق سمع المؤذن يؤذن لصلاة العصر وعندما وصل عند احد اطراف القرية كان الناس قد فرغوا من الصلاة وهنا بدأ يهتف بأعلى صوته مروجا لبضاعته مرددا ( فطيط ..يا صائم ) ولما سمع الناس هذا النداء تولد لديهم يقينا كاملا بأنه يحمل صنفا من المأكولات او المشروبات التي يعد شهر رمضان موسما لها ولم يتنبه احدهم الى كلمة (فطيط). كما لم يخطر ببال احد منهم ان البضاعة هي (فطيط) لأنها لا تتناسب اطلاقا مع كلمة (صائم). وتحت تأثير جوع وعطش الصيام ، وبينما كان الكبار في انتظار وصوله استعدادا لشراء ما يحمله من شيء يروون به عطشهم او يشبعهم ، كان الاطفال يتسابقون لملاقاته . وكان ثلاثة من الاطفال وهم يسكنون عند مدخل القرية اول من وصلوا اليه وطلب منهم ان يهتفوا معه للترويج لبضاعته مقابل اعطاء كل واحد منهم بالونة فقاموا بذلك . فكثر الاطفال حوله وكان كلما اقترب من احد المنازل وجد صاحبه في انتظاره ليتفاجأ الجميع بما لا يجدون تفسيرا له. الا انه ورغم المفاجأة لم يكن امامهم بفعل الحاح اطفالهم الا الشراء. ليبدأ بعد ذلك الجزء الاهم من الحكاية . وهو انه لم يمضي بعد شرائهم للبالونات الا وقت قصير لا يتجاوز الساعة حتى دخلت القرية في حالة من العنف وبعضه كان مسلحا . فقد بدأت بين الاطفال اثناء لعبهم وحدوث تلف لبالونات البعض منهم واتهامهم للآخر بأنه السبب وتطور ذلك الى عراك ادى الى تدخل الآباء والعراك فيما بينهم ودار بعضها بين الاخوة الآباء . وقد حدثت نزاعات حادة وعراك وصل الى مواجهات مسلحة استمر بعضها اسابيع والبعض الآخر سنين .جرى فيها تدخل اناس من قرى مجاورة عديدة الى جانب هذا وذاك من المختلفين بدوافع عديدة بعضها لدوافع أُسرية واخرى سياسية . !؟ّ!
وتقول القصة ان كل افراد القرية تقريبا في ذلك اليوم لم يتناولوا العشاء بسبب ما وقع من مشكلات جعلتهم مابين مصابين نقلوا الى المستشفيات وبين من هو في طريقه الى الجهات الامنية او منزل الشيخ لتقديم البلاغات وتقديم الشكاوى وبين من ينصب المتارس او ورائها . وقد استغل الشيخ وايضا ادارة الامن وكذلك السياسيين هذه المشاكلهم لخدمة اهدافهم ومصالحهم ومنها المال ...!؟ّ
انها قصة تشبه تماما ما بدأ بها ما سمي بالربيع العربي ؛ فيما عدا اختلافها في ما يتعلق بشخصية ذلك الأبله ونواياه البريئة. حيث حمل اسم الثورات روجت لها وسائل الاعلام وما تهدف اليه من عدل وانصاف وحرية وكرامة وديمقراطية في وقت كان الناس فيه يعيشون ظروفا صعبة فتهيأوا لها وكان الشباب اول من سارع نحوها وكان هناك بعضهم ممن استقطبتهم وسائل الاعلام والمنظمات والحكومات و شارك في الترويج . وكانت النتائج ان وصلت الامور الى ما وصلت اليه اليوم في بلدان الربيع العربي من خلافات وقتال وعدم استقرار وفقر ولجوء خارج البلدان . ولم يمضي الوقت حتى كانوا في طريقهم للعواصم والحكومات العربية والدولية لطلب التدخل . والتي بدورها عملت ولا تزال على استغلال تلك الخلافات لحساب اهدافها ومصالحها...؟؟؟!!!!!!!!!!؟
  • تعليقات الموقع
  • تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الربيع العربي... ( فِطَّيْطَ.. يا صائِم) ...!؟ّ Rating: 5 Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً