السبئي نت طهران- اعتبر علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني أن ما يحدث في سورية ومصر سببه الدول الغربية التي لا تريد الإصلاح بل تحاول إغراق المنطقة بالفوضى والاضطرابات لتسويق أجندتها على حساب الشعوب وإبرام صفقة جديدة في الشرق الأوسط على غرار مشاريع الاستسلام التي فرضتها الدول الغربية خلال العقود الماضية.
وحذر لاريجاني في مستهل أعمال الجلسة العلنية للمجلس من أن الدول الغربية وبعض الأنظمة الرجعية في المنطقة تحاول كسر عزلة الكيان الصهيوني من خلال استئناف عملية المفاوضات الماراثونية التي تصب في مصلحة الصهاينة.
وشكك لاريجاني بمصداقية المشروع الأمريكي الجديد لإحياء المفاوضات المتعثرة في الشرق الأوسط وقال: إنه وخلال الأيام الماضية أجريت اتصالات من قبل السماسرة الدوليين مع عناصر من الفلسطينيين والكيان الصهيوني وبعض الدول العربية من أجل إحياء مفاوضات السلام مشيرا إلى أن المقترح الأمريكي الجديد لم يشر إلى تجميد الاستيطان الصهيوني.
وانتقد لاريجاني توقيت إطلاق المبادرة الأمريكية قائلا: إن المشروع الأمريكي الجديد يطلق في الوقت الذي تشهد فيه مصر أزمة سياسية داخلية فضلا عن تعرض سورية ومنذ عامين إلى مؤامرة دولية تحولت إلى حرب داخلية إثر إرسال الإرهابيين وتدفق السلاح إليها.
عراقجي: طبيعة الكيان الصهيوني كامنة في الحرب وليس الحوار
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن إنهاء الصراع الطويل في منطقة الشرق الأوسط وإرساء السلام العادل والدائم "لن يتم سوى عبر حل وتسوية قضايا جوهرية مثل إنهاء احتلال جميع الأراضي المحتلة ومنح حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة جميع اللاجئين إلى أرض الآباء والأجداد وقيام الدولة الفلسطينية الشاملة وعاصمتها القدس".
وأشار عراقجي في تصريح له اليوم الى المحاولات الرامية لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال موضحا أن "طبيعة هذا الكيان كامنة في الحرب وهو لا يمتلك قدرة الحوار والتفاهم مع الفلسطينيين".
وأضاف عراقجي معلقا على التحركات الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لاستئناف المفاوضات" في ضوء تجربتنا ومعرفتنا لكيان الاحتلال الصهيوني فإن هذا الكيان غير مستعد اساسا لدفع ثمن السلام ذلك لأن طبيعته وحياته كامنة في إثارة الحرب".
وبين عراقجي أن هيكلية الكيان الإسرائيلي مبنية على أساس الاحتلال لذا فانه لا يمتلك اساسا قابلية الحوار والتفاهم مع الفلسطينيين موضحا أن إيران والى جانب الفصائل الفلسطينية تعلن رفضها للمشروع المقترح وهي على ثقة بان الكيان الصهيوني لم ولن يقر ابدا بمبدأ الانسحاب من الاراضي المحتلة وان الذين يتحدثون بسهولة عن امكانية مبادلة الارض مع المحتلين سيضطرون في المستقبل لمنح المزيد من الامتيازات للصهاينة وهو ما يتعارض مع عزة الفلسطينيين والقدس.
وقال عراقجي "إن الرؤية لتطورات منطقة الشرق الأوسط حسب منظار الجمهورية الإيرانية ينبغي أن تكون على أساس العدالة والكرامة الانسانية والاهتمام بالجذور الاساسية للأزمة والعمل على حلها وتسويتها بناء على احقاق الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني وسائر شعوب المنطقة".
وكان وزير الخارجية الامريكي اعلن من عمان موءخرا توصله لاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين لاستئناف المفاوضات على ان يجتمع ممثلي الطرفين في واشنطن قريبا.