القاهرة-أكد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري الجديد على أن عودة مصر الإيجابية إلى إطارها العربي الطبيعي ستكون من أولويات الحكومة المصرية الانتقالية الحالية.
وقال فهمي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في شرم الشيخ نقلته قناة النيل المصرية: "إن الحكومة الانتقالية الحالية تتحمل مسؤولية تاريخية في مرحلة بالغة الحساسية من تاريخ مصر الحديث ومن أولى المهام التي تقع على عاتقها تلبية أهداف وتطلعات ثورة 25 كانون الثاني و30 حزيران فيما قامت به من تصحيح".
وشدد فهمي على دور مؤسسات الدولة والمجتمع بأكمله بمحاولة تخفيف رأب الصدع الموجود في الساحة المصرية وأن هناك خطوات اتخذت وتتخذ في هذا المجال ومن أهم مهام المرحلة الحالية وضع أسس للنظام الديمقراطي الحديث للدولة المصرية الحديثة.
وأوضح فهمي أن أهم أهداف المرحلة القادمة هي حماية الثورة ونقل صورة الثورة المصرية بشكل صحيح وسليم إلى الخارج وهذا هو المحور الأول لتحرك الخارجية في الأشهر القادمة مبينا أنه سيجري العمل على استعادة دور مصر العربي والإفريقي المتوسطي وتنشيطه في الساحة الدولية.
ولفت فهمي إلى أن الحكومة الحالية ستعمل على وضع الأرضية السليمة والشاملة للسياسة الخارجية المصرية مستقبلا بمعنى بلورة تصور لما هو قادم وكيفية التعامل معه مشددا على التحرك لحماية أمن مصر المائي وحقها التاريخي بمياه النيل.
وقال فهمي: "إن هناك قلقا شديداً مما نشهده في المشرق العربي وتحديدا ما يرتبط بالساحة السورية والذي سيكون محل متابعة واهتمام".
وأضاف فهمي.. "نحن نؤيد تطلعات الشعب السوري للحياة في ديمقراطية وحرية دون تفرقة بين فئة أو مذهب أو توجه سياسي أو ديني ونعتبر أن الحل السياسي هو الأفضل بل الوحيد الذي يحافظ على السيادة والدولة السورية ونامل أن نشهد تحركا في هذا المجال في الأسابيع القادمة وان كان التقدير حتى الآن ليس إيجابيا".
وردا على سؤال حول قرار الرئيس المخلوع محمد مرسي قطع العلاقات مع سورية وإعلان الجهاد فيها.. قال فهمي: "حصل بالفعل قطع العلاقات بين الدولتين في عهد الرئيس السابق ولكن القنصليات بين البلدين مازالت قائمة وتقوم بالخدمات المطلوبة وكل شيء سيتم تقييمه والشيء الذي أستطيع قوله صراحة لا نية للجهاد في سورية".
وكان الرئيس المخلوع مرسي أعلن سابقا قطع العلاقات مع دمشق داعيا إلى الجهاد في سورية وهو الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات العارمة في الأوساط المصرية المختلفة التي اعتبرت أن مرسي اتخذ قرارا فرديا دون الاعتبار لكلمة الشعب المصري.
وعلى الصعيد الدولي أشار فهمي إلى أن مصر وفي إطار دعم دورها على الساحة الدولية ستستمر بتفعيل نشاطات المؤتمر الإسلامي الذي تستضيفه حتى 2016 وستواصل التركيز على نشر صورة سليمة للعالم الإسلامي على المستوى الدولي ومواجهة بعض التيارات التي تدعو إلى الكراهية ضد الإسلام وستسعى إلى تفعيل التعاون بين الدول الإسلامية وكذلك حماية حقوق الإنسان والأقليات الإسلامية في دول مختلفة.
من جانب آخر أكد فهمي على دعم مصر للشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 67 بما فيها القدس المحتلة لافتا إلى أن الحكومة الحالية تسعى إلى تنشيط علاقات مصر مع دول العالم والاستفادة من العلاقات الموجودة وتنوعها وستضيف خيارات جديدة في علاقاتها مع دول العالم ليس من منطلق استبدال علاقات بأخرى إنما للاستفادة.