*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*غازي عنتاب:تتحدث المعلومات، أنّه وبالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، هناك مخيم خاص تشرف عليه المخابرات التركية معد للتدريب على الأعمال العسكرية الخاصة وذات المهمات النوعية، استقبل مؤخراً أكثر من خمسمائة عنصر من حركة طالبان باكستان كدفعة بشريّة أولى، ليصار لإدخالهم إلى الداخل السوري وتحديداً لمدينة حلب، للدفاع عن بعض الأحياء فيها والخاضعة لسيطرة الجماعات المسلّحة الإرهابية، وتشير معطيات الرصد المعلوماتي الميداني، أنّ هذه العناصر الطالبانية وصلوا إلى أنقرة عبر طائرتين لدولة خليجية إقليمية، تعاني من صراعات داخلية ضمن العائلة الواحدة الحاكمة عبر أجيال ثلاثة فيها.
استقبال المخيم الأنف ذكره في تركيا لعناصر من طالبان باكستان، يأتي ضمن سياق التعاون الأستخباري على خطوط علاقات أنقرة – تلك الدولة الموصوفة أعلاه، وتقول المعلومات من جديد وبقوّة هذه المرّة، عن قيام القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية، بتدريب عناصر من المرتزقة الإرهابية ومن متمردي ما يسمّى "بالجيش السوري الحر" في إحدى القواعد التركية، وتحديداً في قاعدة أزمير الجويّة، والتي صارت بعد إعادة هيكلتها قاعدة تستقبل قوّات بريّة منزلة جواً لحلف الناتو، كما تؤكد بعض المعلومات أن قواعد التدريب تنتشر في أماكن أخرى في ليبيا وشمالي لبنان.
هذا وقد أشارت تقارير استخبارية تم رصدها سياسيّاً، عن قيام عملاء ميدانيين من المخابرات الخارجية البريطانية، والقوات الخاصة البريطانية بتدريب المتمردين على حرب المدن بالإضافة إلى مدهم بالسلاح الفتّاك والعتاد، في حين أنّ عملاء السي آي إيه والقوات الخاصة الأمريكية، ومن تحالف معها من بعض العرب، فقد قامت بتوفير الاتصالات للمرتزقة لمزيد من العمل في الداخل السوري وخاصة في بعض أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية.
في المرحلة الحالية نجد أن نمط الأحداث الجاري يعكس تماما الحالة الليبية، حيث قامت القوات الخاصة الفرنسية والبريطانية وبعض العربية، بالتحرك على الأرض قبل بدء الناتو بعمليات القصف الجوي، لكن السؤال هنا: ما هي فرص الخيار العسكري إزاء الحدث السوري، سواءً كان داخل الأمم المتحدة، أو خارج إطار الأمم المتحدة؟ وفي ظلّ تماسك الموقف الروسي أولاً والصيني ثانيّاً في رفض الخيار العسكري في سورية، حفاظاً على الأمن والسلم الأهلي السوري والإقليمي والدولي، والسعي الروسي الحثيث إلى عقد جنيف2، يشارك فيه الطرفين في الحدث الاحتجاجي السوري والطرف الثالث الخارجي أيّاً كان.
الموقف البريطاني بعد تصريحات السير ديفيد ريتشارد ومشتركاته مع تحذيرات جون سيوروز مدير الأم أي سكس:-
وكيف يتجلّى الموقف الإنجليزي الحقيقي والعميق للحدث السوري، وعلى ضوء نصائح قائد الجيش البريطاني والذي تقاعد حديثا وبعد أن زار لبنان زيارة علنية وعمّان التي زارها دون إعلان كما تقول المعلومات قبيل رمضان الحالي!
في مقابلة مع الديلي تلغراف، قال الجنرال ديفيد ريتشاردز الذي تقاعد للتو(إذا أردتم التأثير الفعلي في حسابات النظام السوري، الذي يسعى إليه البعض، يجب ضرب الأهداف الأرضية).
كما حذر قائد الجيش أن على الحكومة أن توضحَ (هدفها السياسي) في سوريا قبل تقديم خطة عسكرية متكاملة للتعامل مع نظام الأسد.
وذهب للقول: (هناك غياب لإجماع دولي حول التعاطي مع هذه الأزمة، نحاول الآن التقريبَ بين مجموعات المعارضة، لكن ذلك صعب لأنها متباينة جداً ولكل منها أبعاده الخاصة، إنه موضوع قيد الدراسة، لذلك أتوخى الوضوح في نصيحتي العسكرية التي أقدمها للحكومة بأننا بحاجة إلى فهم الهدف السياسي قبل أن نتمكن من تقديم النصائح بخصوص الجهود والقوات العسكرية اللازمة في هذا الشأن.)
وقال السير ديفيد ثانيةً وبشكل تأكيدي: (إذا أردتم التأثير الفعلي في حسابات النظام السوري، الذي يسعى إليه البعض، فإن منطقة حظر طيران لوحدها لن تكون كافية، عليكم أن تكونوا قادرين، كما فعلنا في ليبيا، على ضرب الأهداف الأرضية، وعليكم أن تقيموا منطقة للسيطرة على الأرض، عليكم أن تدمروا دفاعاتهم الجوية، وعليكم أيضاً أن تتأكدوا من عدم قدرتهم على المناورة – مما يعني أن عليكم أن تدمروا دباباتهم، وناقلات جنودهم، وكل شيء يستخدمونه في هجومهم).
(إذا أردتم التأثير الفعلي الذي يسعى إليه البعض عليكم أن تتمتعوا بالقدرة على ضرب الأهداف الأرضية، مما يعني أنكم ستذهبون إلى الحرب، إذا كان هذا ما تريدون أن تفعلوه.)
وأضاف: (هذا قرار كبير وهام، هناك آراء كثيرة تقول بضرورة القيام بذلك، كما أن هناك آراءَ كثيرة أيضاً تقول بعدم ضرورة فعل ذلك).
وتتحدث المعلومات أنّ هناك تقرير حديث للمخابرات البريطانية كتبه مدير الأم أي سكس السير جون سيوروز، ورفعه للمستوى السياسي البريطاني يقول فيه: ( لبنان في طريقه للانفجار حيث هناك قنبلة موقوتة تتمثل في هروب مسلحي مدينة القصير (معظمهم) إليه بعد سيطرة الجيش السوري ومقاتلي حزب الله عليها، مع وجود خطة لدى قوى 14 آذار لتغيير الوضع الأمني في المنطقة اللبنانية المحاذية لمناطق الزبداني القلمون، حيث الجيش يتحفز لبدء معركة نوعية وشاملة من أجل إعادتها لحضن الدولة اللبنانية، مع وجود قرار لدى القاعدة وذراعها في الداخل والخارج السوري جبهة النصرة، بالتعاون مع قوى سلفية موجودة في لبنان وقوى سلفية أردنية في الداخل السوري والداخل اللبناني قادمة من الأردن بشن حرب أمنية – وعمليات انتحارية عميقة ونوعية على حزب الله اللبناني).
صناعة الكذبة في الحدث السوري وفرق الموت:
سأل أحدهم : كيف ترى خطوط علاقات روبرت فورد وفرق الموت في سورية؟ وكيف ترى صناعة الكذبة في الحدث السوري الكترونيّاً، وعبر وسائل الميديا العالمية المتحالفة مع منظومات استخبارات محور واشنطن – تل أبيب – أوروبا – بعض العرب؟
فقلت بإسهاب: يشغل روبرت فورد منصب السفير الأمريكي في سوريا منذ 2010، وكان قبل ذلك المستشار السياسي في السفارة الأمريكية في بغداد من 2004 وحتى 2006 وعمل بإمرة جون نغروبونتي المسؤول عن تشكيل فرق الإعدام والموت. قبل مغادرته المؤقتة لسوريا في تشرين الأول 2011 بسبب ما قيل أنها مخاوف على سلامته، بعد قيام السوريين بضربه بالبيض واتهام الإعلام السوري له بالإشراف على تشكيل فرق الموت في سوريا، وهنا وبعد نجاح فورد في مهمة تأسيس فرق الموت هناك في سوريا، والعالم كلّه وخاصة الشعب الأمريكي شاهد أفعالها الإجرامية بحق الأطفال والنساء والشيوخ والشباب وحتّى أفعالها في الشجر والحجر، من المتوقع أن يعود إلى العراق المحتل كسفير لأمريكا لاحقاً، والغريب أنّه رافق رئيس الدبلوماسية الأمريكية جون كيري في جولته السادسة إلى المنطقة والتي بدأها بعمّان وغادرها للتو.
والمثير للاهتمام هو انطلاق "الثورة" السورية كان من مدينة صغيرة نسبيا على الحدود الأردنية، درعا، بدلا من أن تنطلق من مدينة كبيرة كدمشق أو حتى حمص، ومنذ البداية قامت وسائل الإعلام العالمية، بعمليات تضليل وتلفيق ممنهجة لإظهار حجم المظاهرات المعارضة، بشكل يفوق بكثير حجمها الحقيقي، كما اعتمدت على تقارير منحازة لا تتمتع بالصدقية من ناحية عدد القتلى والإصابات.
على سبيل المثال، كافة التقارير تقريبا عندّ بداية الأزمة في درعا في آذار 2011م ادّعت قيام الشرطة بمهاجمة المظاهرات المعارضة، لكن من الذي قام في هذه المظاهرات التي يدعي الجميع أنها سلمية أطلق النار وقتل 7 عناصر شرطة؟ ومالذي كان من المتوقع أن تقوم به الحكومة السورية حيال عمليات القتل تلك؟
بعد مشاهدة تعامل الشرطة الأمريكية مع المظاهرات السلمية فعلا، كمظاهرات احتلوا وول ستريت، يمكننا أن نتخيل ما ستقوم به الحكومة الأمريكية في حال تعرض عناصر الشرطة في أمريكا لإطلاق النار من قبل المحتجين.
بحسب ديبورا آموس من الإذاعة الوطنية: "ذكر الإعلام السوري وقوع معارك شديدة في جسر الشغور قرب الحدود التركية، حيث قامت جماعات مسلحة بإطلاق النار على قوى الأمن باستخدام الأسلحة الرشاشة، وأضرمت النار في المباني الحكومية، وفي بث حي ذلك المساء اتصل أحد سكان تلك المنطقة وناشد الدولة إنقاذ البلدة من تلك العصابات."
من الملاحظ أن التقارير التي تتحدث عن أشد المواجهات تأتي من مناطق حدودية، وهذا بحد ذاته مؤشر قيام الجماعات المسلحة بشن هجماتها عبر تلك الحدود، تركيا من الشمال، الأردن من الجنوب، وبالطبع العراق تحت الاحتلال الأمريكي من الشرق. كما أن "مناطق التوتر" هي درعا على الحدود الأردنية، تلكلخ، حمص، تلبيسة والرستن قرب الحدود اللبنانية، وجسر الشغور قرب الحدود التركية، وكما ذكر موقع البوابة الدولي في حينه، أنّ أكثر من ستمائة مقاتل انتقلوا فعلا من ليبيا إلى سوريا بهدف دعم "الجيش السوري الحر" تحت إمرة بلحاج ومساعده مهدي الحرّاتي.
وفي 23 كانون الأول وقعت هجمتان انتحاريتان قرب مراكز أمنية في دمشق وقتل 44 شخصا معظمهم من المدنيين، من الواضح أن الهجوم استهدف مقارا حكومية، لكن ما نوع الثورة الشعبية التي تستهدف المدنيين وتقتلهم بدون تمييز؟؟!!
هذا النوع من التفجيرات الانتحارية كانت (ولا زالت) من خصائص محاولات القوى الأمريكية، في ترويع السكان لتبرير التدخل الأجنبي والاحتلال. تم تحقيق الغاية المرجوة في العراق، فهل هي قابلة للتحقق في سوريا؟
تم إرسال بعثة المراقبين العرب إلى سورية وأعضاء البعثة من دول عربية مختلفة، وقامت البعثة بتقديم تقريرها عن الأوضاع في سوريا، بالطبع لم يسمع الكثيرين بمحتوى التقرير، لأن دمى أمريكا وإسرائيل في العالم العربي ووسائل الإعلام الغربي، قامت بالتعتيم على محتويات التقرير بهدف خدمة المخطط الغربي.
نتائج التقرير كانت مثيرة للدهشة، لمن يتابع وسائل الإعلام الكبرى لأنها تناقض كل ما تنشره عن سوريا، ولهذا السبب بالضبط تم التعتيم على التقرير.
من الواضح أن ما يسمّى"بالجيش السوري الحر" ومجموعات "المعارضة" لا تقاتل من أجل مصلحة الشعب السوري، بل من أجل مصلحة من يتعالى صوتهم ويدفعون أكثر من أجل إسقاط النظام ونسقه السياسي.
وخلال أسابيع على انطلاق ثورة الآخر الغربي وبعض العربي المتصهين في سوريا، عبر تثوير الصامت في الشارع السوري وتأليب المتحرك منه وتضخيمه وتسليحه وتوجيه، قامت الحكومة السورية بإخراج معظم الصحفيين الأجانب، وراقبت بشكل مكثف تحركات من بقي منهم، وقيام الحكومة بذلك أمر مبرر تماما نظرا لطبيعة الإعلام الغربي، فهو الذراع الدعائية لبناة الإمبراطوريات، لكن لسوء الحظ، اتضح أن الحكومة السورية لم تكن تدرك تماما مدى تغلغل السي آي إيه والأم أي سكس والمخابرات الفرنسية والتركية وغيرها في سوريا.
ومع صعوبة أو قلة الوصول إلى المعلومات من داخل سوريا، بنت وسائل الإعلام الغربي تقاريرها تحت تسمية "ناشط معارض"، وهذه التسمية بكل صراحة قد تكون لأي شخص، إضافة إلى ما يسمى "اتحاد تنسيقيات سوريا" الذي يدعي جمع المعلومات من التنسيقيات المحلية كغطاء إعلامي، الغريب في الأمر أن مواقع تلك التنسيقيات هي في ألمانيا وصاحب تلك المواقع اسمه أندرياس بيرتش.
وبشكل مختصر، الحصول على معلومات حقيقية عن ما يجري فعلا في سوريا أمر صعب للغاية، ونظرا لأننا نتعامل مع عملية سرية مدعومة من السي آي إيه تهدف إلى إسقاط النظام ونسقه السياسي، يحق لنا بكل تأكيد أن نشكك بالتقارير التي تدعي قيام قوى الأمن والشرطة السورية بقتل المدنيين بلا تمييز، وعلينا أن نتذكر المزاعم الكاذبة التي تؤجج المشاعر، عن موت الأطفال في الحاضنات في العراق والتي أدت من ضمن غيرها إلى غزو العراق الأول، وأكاذيب أسلحة الدمار الشامل التي أدت إلى غزو العراق مرة أخرى، كما يجب أن لا ننسى الشهادات الكاذبة عن قيام القذافي بقصف الشعب الليبي.
اختلاق القصص في الحدث السوري:-
وبمناسبة الحديث عن اختلاق القصص، نحن نتعامل هنا مع أسلوب يسمى في المصطلحات العسكرية باسم "الحرب النفسية"، وهي نوع من الحروب يهدف إلى التأثير على منظومات الجمهور المستهدف، منظومة القيم، الإيمان، المشاعر، الدوافع، المنطق، أو السلوك، يتم ذلك عادة عبر اختلاق الأكاذيب وتسويقها على أنها الحقيقة، وتأخذ هذه العمليات أشكالا عدة، وفي عصر الانترنت العصري الحالي تدرك أجهزة المخابرات والاستخبارات العسكرية بمختلف أشكالها، الحاجة تلو الحاجة إلى نشر إشاعاتها عبر الفضاء الافتراضي.
وأحد أهم الأمثلة عن الحرب النفسية عبر الفضاء الافتراضي هو مثال من سوريا يتلخص:- بحالة "أمينة عارف" والتي ادّعت أنها مدونة سورية سحاقية تعيش في دمشق، وسطع نجمها في النصف الأول من عام 2011 م بسبب آرائها الصريحة حول ميولها الجنسية، وتدني الحريات في سوريا وانتقادها العلني للرئيس الأسد ونسقه السياسي، وفي أوائل حزيران 2011، قام من ادّعى أنه ابنة عمها بنشر خبر على مدونتها لإعلام معجبيها بقيام أشخاص مسلحين باختطاف أمينة، انضم آلاف المناصرين لقضيتها إلى مجموعات احتجاج حول العالم بعد قيام وسائل الإعلام بالتقاط الخبر ونشره على نطاق واسع.
ولكن خلال بضعة أيام، وبعد متابعة عنوان المخدم الذي تستخدمه، تبين أن السحاقية السورية المدونة والمعارضة كانت في الحقيقة رجل أمريكي ملتحي اسمه توم ماك ماستر يكتب من منزله في أدنبرة، ما سبب قيامه بذلك؟
برر توم عمله بحب الشهرة قائلا: أنه لم يكن يتخيل يوما أن يحظى بمثل هذا المستوى من الاهتمام، لكنّ هذا لا يفسر قيامه بخداع سيدة كندية وإيهامها طيلة 6 شهور بأنها على علاقة طويلة الأمد مع "أمينة السورية"، أو إنشاؤه لعشرات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باسم أمينة منذ عام 2006، أو إجراءه لمقابلة عبر البريد الالكتروني مع قناة سي إن إن الأمريكية. بل إن صورة أمينة المفترضة هي صورة لفتاة كرواتية مهاجرة تعيش في المملكة المتحدة.
اللافت للنظر، أنه أثناء فترة تفاعل "أمينة" عبر موقعها الالكتروني، قامت بنشر صورة لوحة طرقية في دمشق تحمل صورة الرئيس الأسد، تم أخذ الصورة من صفحة "بريتا فرويلشر" على الفيس بوك وتحمل تاريخ 2006 وهو العام الذي بدأت فيه الولايات المتحدة سرا بتمويل المعارضة السورية.
في مقابلة مع الواشنطن بوست، تبين أن توم تجاوز الأربعين، أمريكي متزوج من بريتا فروليشر، وأظهرت بيانات السجل العقاري المحلية أنه يمتلك منزلا في جورجيا منذ عام 2000، وأن زوجته عاشت هناك حتى تاريخ مغادرتهما إلى اسكتلندا عام 2010، وكلاهما يدرسان في جامعة أدنبرة لنيل الدكتوراه في مجال تنمية الاقتصاد السوري! ونال توم منحة كاملة من جامعة إيموري جورجيا وتخصص بالدراسات العربية، سافر لاحقا إلى الأردن وسوريا لتحسين لغته العربية كما قال شقيقه سام.
قام موقع الانتفاضة بالاتصال مع توم، لكن توم رد بالقول أنه ليس المدونة التي يبحثون عنها، ولا علاقة له أو لزوجته بالمدونة المذكورة، لكن خلال بضعة أيام اضطر للاعتراف وفر فورا إلى تركيا، وليس أي بلد آخر، فهل هما مجرد زوجين غبيين أم عميلي استخبارات متخصصين بالحرب النفسية؟ والأكثر غرابة أن أول من نشر الخبر الكاذب عن اعتقال المدونة "أمينة" على يد قوى الأمن السورية كانت لجنة التنسيقيات السورية.
وكما هو معلوم للعامة قبل الخاصة، في المجتمعات العربية والغربية والإسلامية، وكما جرى في العراق المحتل وأفغانستان المحتلة وليبيا المحتلة، أنّ أول بند في خطة المخابرات المركزية الأمريكية، لمحاولة إسقاط أي نظام هو تشكيل حكومة في المنفي، حكومة وليدة من المتعصبين اليمينيين و/أو مجرمين محكومين.
ففي أوائل عام 2011 م تم إنشاء ما يسمّى"بالمجلس الوطني السوري"، وهو حمل حرام في مقر السي آي إيه في تركيا، ولنعرف ماهية تلك الحكومة المنصرفة علينا أن نقرأ تعليقات الحاج برهان غليون ( قدّس الله سره) أول رئيس لذلك المجلس الذي حلّ محله الأئتلاف السوري المعارض، حيث مر الأخير بأطوار حتى صار بطور ( احمد الجربا) مجلس الزنا الجماعي السياسي برعاية بندر بوش بعد نقل الدور القطري كما هو إلى دولة بندر بوش: "قطع العلاقات العسكرية مع إيران وقطع تزويد السلاح عن حزب الله وحماس وإقامة علاقات مع إسرائيل" وما إلى ذلك وعلى لسان هذا الغليون برهان مأفون وهو GAY في عقله وهنا الخطورة.
هذه الحقيقة بحد ذاتها تشير إلى دعم ودفع إسرائيلي لإسقاط الأسد، فبوجود حكومة مؤيدة لأمريكا وإسرائيل في سوريا، سيتم قطع خط السلاح لحزب الله وحماس الداخل مما يفسح المجال أمام إسرائيل للتعامل بحرية مع "المشكلة العربية".
ومتمردوا ليبيا تمكنوا من استدعاء تدخل الناتو، عبر همجيتهم وعمليات القتل الوحشي والتعذيب للناس أينما حلوا، تقوم المجموعات المسلحة الإرهابية في الداخل السوري والآن بإعادة تلك القصة الرهيبة مرة أخرى، ولكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض ضد قرار أمريكي بريطاني يطالب بحرب للناتو على المدنيين السوريين، بينما قالت الوزيرة السابقة كلينتون في عام 2012 م أنها تشعر بالاشمئزاز من الفيتو المزدوج... أمريكا قادرة على الاشمئزاز؟ لإنها مسبقا غارقة في دماء السوريين حتى الرقبة، ولهذا السبب دعت أمريكا لخلق تحالف أصدقاء سوريا لدعم المعارضة، وهو بالضبط ما قامت به أمريكا في العراق بعد فشلها في الحصول على تفويض من الأمم المتحدة بغزو العراق، والنتيجة 1.5 مليون قتيل عراقي عدا المهجرين والمعاقين والمشوهين، وحتّى اللحظة ما زال العراق يعاني من العمليات الإرهابية القاعدية وبشكل يومي وفي هذا الشهر الرمضاني العظيم ومن من؟ من دولة عربية إقليمية مجاورة، حيث استخباراتها هي المسؤولة عن جلّ العمليات الإرهابية في العراق بالتنسيق والتعاون مع المخابرات التركية.
وعندّ التعمق في كل ما سبق، نجد أن صناع القرار الفعليين في الغرب يخرجون من الباب ليعودوا من النافذة بغض النظر عن الإدارات المتعاقبة، والمؤكد الوحيد في عالم يجهل في الأغلبية حقيقة الأوضاع والأمور، أن المتعطشين للسلطة والدماء سيحاولون المستحيل للوصول إلى هدفهم، بغض النظر عن كم الأكاذيب التي سيقومون بنشرها أو الأرواح التي سيقومون بإزهاقها.
مصير سوريا مرتبط بقوة بمصير إيران، مصير الصين وروسيا بدوره مرتبط بقوة بمصير إيران، والعالم في حالة من الفوضى لكن الثوابت لازالت كما هي، الأحداث العسكرية والسياسية التي وقعت في الأعوام الأخيرة الماضية، بما فيها إراقة دماء السوريين وتهديد إيران، هي في واقع الحال تمويه على خطر أكبر يتهدد البشرية، انّه خطر المتعطشين للسلطة والدماء، لكن بعد عزل الرئيس مرسي عبر الجيش المصري، وإنهاء مربع الأسير الأمني في لبنان عبر الجيش اللبناني، وانجازات الجيش العربي السوري في الداخل، هل خطر المتعطشين للسلطة والدماء بدأ يزول أو يؤسس لطريق زواله من المنطقة والعالم؟!.
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*