السبئي نت موسكو- أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار واشنطن تسليح "المعارضة السورية" يخالف الاتفاق الروسي الأمريكي المشترك الخاص بعقد الموءتمر الدولي حول سورية في جنيف دون شروط مسبقة.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته المولدافية نتاليا غيرمان في موسكو اليوم.. "إذا كان شركاؤنا الأمريكيون يركزون الآن في الشأن السوري على مسألة تسليح "المعارضة" وعلى الترويج للمخططات التي يبدو أنها تصاغ لتوجيه الضربات لمواقع حكومية سورية فإن ذلك لا يتفق بل ويتعارض مع الاتفاقات لعقد مؤتمر دولي دون شروط مسبقة".
وأضاف لافروف.. حتى لو أن هذه الخطوات وفق تصورات واشنطن يمكنها أن تخلق الظروف المناسبة لعقد المؤتمر الدولي حول سورية فإنها تتعارض مع مبادرتنا المشتركة مذكرا أنه في السابع من أيار الماضي قدم مع نظيره الأمريكي جون كيري مبادرة لعقد مؤتمر حول سورية دون أي شروط مسبقة.
ولفت لافروف إلى أن الحكومة السورية أعربت عن استعدادها للمشاركة في هذا المؤتمر مضيفا "إننا لم نسمع حتى الآن مثل هذا التأكيد على المشاركة في المؤتمر من تلك "المعارضة" التي يراهن عليها شركاؤنا الغربييون وغالبية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وأشار لافروف إلى أن القيادة الجديدة لـ "ائتلاف الدوحة" أعلنت رفضها الذهاب إلى جنيف ما لم تحسن وضعها على الأرض في سورية أي أنها تذهب إلى جنيف بهدف الحصول على وثيقة الاستسلام.
من جانب اخر أكد لافروف أن بلاده مهتمة بالتحقيق في كل حادث مرتبط باستخدام السلاح الكيميائي في سورية لافتا إلى أن "كل المعلومات التي قدمتها الدول الغربية حول استخدام السلاح الكيميائي في سورية غير محددة أو ملموسة وتشير إلى العثور على كميات ضئيلة جدا من المواد السامة".
وأضاف لافروف "كما قلنا للأمين العام للأمم المتحدة إننا مستعدون لإضفاء طابع العلنية على المواد التي نملكها نأمل ان يتصرف على هذا النحو بالضبط أولئك الذين يملكون معطيات كهذه" لافتا إلى أن بلاده أرسلت قبل أيام إلى الأمم المتحدة نتائج تحقيقات الخبراء الروس بوقائع استخدام الأسلحة الكيميائية يوم 19 آذار الماضي في ريف حلب.
وأكد لافروف أن "المواد الروسية ملموسة إلى أقصى الحدود في حين ان ما يمتنع شركاؤنا حتى الآن من إظهاره من معطيات أمام وسائل الإعلام هو أشياء غير ملموسة وليست ذات مضمون أبدا وتبدو معممة".
وشدد لافروف على أن "موسكو تتخذ موقفا في غاية الجدية من هذه القضية وهي مهتمة بالتحقيق في كل واقعة لاحتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية دون تسييس ودون محاولات لاستخدام هذا الموضوع لتغيير الوضع في سورية لصالح التدخل الأجنبي".
وعبر لافروف عن "أمله الشديد في أن يبحث المؤتمر الذي ترغب روسيا في انعقاده بما أمكن من السرعة قضية الأسلحة الكيميائية ومواقف الأسرة الدولية بشكل عام من هذا الموضوع المهم".
دولغوف: موسكو قلقة من استخدام المعارضة المسلحة في سورية للأطفال في العمليات الحربية
من جهة أخرى، عبر مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون قسطنطين دولغوف عن قلق بلاده البالغ إزاء البيانات الواردة إلى الخارجية الروسية عن تدريب الأطفال والمراهقين على الأعمال الحربية من قبل مقاتلي تنظيم القاعدة الإرهابي الذين يقاتلون إلى جانب المعارضة المسلحة في سورية.
وقال دولغوف في تصريح له اليوم..إن البيانات الدالة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال ولاسيما الواردة في البروتوكول الملحق بمعاهدة حماية حقوق الطفل الخاصة بمشاركة الأطفال في النزاعات المسلحة تسبب قلقا بالغا لدى روسيا وأكثر ما يثير القلق هو المعطيات بأن تعليم وتدريب الأطفال والمراهقين على العمل العسكري يشارك فيه بنشاط مقاتلو تنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي هذا الاطار ذكر دولغوف ان الكثير من المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية بما فيها منظمة الأمم المتحدة نبهت مرات عديدة إلى عمليات زج الأطفال في المواجهات المسلحة في سورية معربا عن أمله بأن تلقى هذه الحقائق رد فعل من قبل المجتمع الدولي وممثلية الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة بوضع الأطفال والنزاعات المسلحة.
وأشار دولغوف إلى أن روسيا تعول على القوى التي لها تأثير على المعارضة المسلحة في سورية أن تستخدمه من أجل إجبار حلفائها على التقيد بقواعد القانون الدولي بما في ذلك منع تجنيد الأطفال لاستخدامهم في الأعمال القتالية.