السبئي نت بروكسل- أدرج وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجناح العسكرى لحزب الله اللبناني على ما يسمى قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد متجاهلين أن الدولة اللبنانية صاحبة السيادة والقرار بهذا الشان تعترف بالحزب كحركة مقاومة وأن الحكومات اللبنانية المتعاقبة اعتمدت بندا واضحا في جميع بياناتها الوزارية يؤكد تمسكها بالمقاومة ودعمها لها.
ويأتي القرار الأوروبي استجابة لضغوط إسرائيلية أميركية تريد معاقبة المقاومة اللبنانية على مواقفها المناهضة للمشاريع الغربية في المنطقة ومعاقبة جمهور المقاومة ممثلا بالشعب اللبناني الذي وفر لها الحماية والدعم والاحتضان وأرسل أبناءه للانضمام لصفوفها كونها تواجه الاحتلال وتعتمد سياسة وطنية يوافق عليها معظم اللبنانيين وتياراتهم السياسية.
ولم يكد قرار الاتحاد يخرج إلى العلن حتى سارعت اسرائيل للترحيب به لأن المقاومة اللبنانية شكلت خلال عقود عقدة لاسرائيل واستطاعت أن تجبرها على الانسحاب من جنوب لبنان دون قيد أو شرط وتصدت لاعتداءاتها المتكررة على الأراضي اللبنانية أعوام 1993 و1996 و2006 وفرضت عليها حالة من توازن الرعب عطلت خطط اسرائيل للسيطرة على لبنان واستخدامه كمنصة لاستهداف المنطقة.
وبينما وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار الاوروبي بأنه "انجاز لوزارة الخارجية الاسرائيلية" سارعت وزيرة العدل تسيبي ليفني إلى الترحيب بالقرار وقالت فى بيان "ارحب بإعلان الاتحاد الأوروبي بأن حزب الله الآن مدرج في لائحة المنظمات الإرهابية" لتؤكد أن حكومتها تقف وراء هذه الخطوة وهي المستفيد الاول منها.
ويعتمد الاتحاد الاوروبي سياسة العقاب الجماعى للدول والتنظيمات التى تمتلك قرارا مستقلا لا يخضع للاملاءات.
وحاول وزراء الخارجية الاوروبيون ان يخلقوا شرخا بين المقاومة وجمهورها عندما أعلنوا أنهم يريدون "مواصلة الحوار مع كل الاحزاب السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله" والقول بأن هناك جناحا عسكريا وآخر مدنيا للحزب مع أن الحقيقة أن الحزب هو حالة مقاومة وطنية واجتماعية.
تردد الاتحاد الأوروبي كثيرا قبل أن يضع جبهة النصرة التابعة للقاعدة على لائحة المنظمات الارهابية كما أن الدول المؤثرة فيه مثل بريطانيا وفرنسا كانت على رأس الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية في سورية وجهدت لتسليحها وتدريبها.
وحسب مراقبين فإن قرار الاتحاد عبارة عن محاولة يائسة لارباك جبهة المقاومة في المنطقة واشغالها بعد أن فشلت جميع المحاولات الجادة لاستهدافها على الارض.
أحزاب وقوى لبنانية تدين القرار الأوروبي وتعتبره رضوخا للإملاءات الأمريكية وانحيازا لإسرائيل
إلى ذلك تواصلت ردود الفعل المستنكرة للقرار الأوروبي القاضي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على ما يسمى لائحة المنظمات الارهابية حيث أكد العديد من الأحزاب والتجمعات اللبنانية أن هذا القرار لن يثني المقاومة عن متابعة كفاحها حتى تحرير الأرض المحتلة.
وقال التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له اليوم.. "إن قرار الاتحاد الأوروبي خضوع لإملاءات وتوجيهات من الامبريالية الاميركية والكيان الصهيوني" مؤكدا أن القرار" لن يثني المقاومة عن متابعة نضالها وسعيها لاستعادة الاسرى وجثث الشهداء من براثن العدو ومواجهة التهديدات الاسرائيلية الدائمة لبلادنا".
وطالب التجمع الدولة بتزويد الجيش بمعدات عسكرية وأسلحة حديثة ومتطورة تشمل الصواريخ المضادة للطائرات والسفن من دول صديقة كإيران وروسيا والصين ليتمكن الجيش من التصدي بنجاح لأي عدوان صهيوني محتمل برا وجوا وبحرا.
من جهته رأى رئيس حزب اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص ان الخطوة الاوروبية تاتي في إطار الموءامرة المستمرة على المقاومة بهدف الضغط عليها من أجل التخلي عن نهجها والإستسلام لإرادة الغرب ومن خلفه أمريكا وإسرائيل.
وقال ملص في بيان أصدره أن هذه الدول التي تتهم الحزب لا تقيم للعدالة الإنسانية ولا للقيم الأخلاقية أي وزن مؤكدا رفض الحزب محاولات تشويه صورة المقاومة ووقوفه الدائم خلف مشروعها الهادف إلى تحرير الأرض والدفاع عن الحقوق.
من جانبها شددت جبهة العمل الإسلامي في لبنان على أن قرار الاتحاد الأوروبي هو إرهاب بحد ذاته ورضوخ للإدارة الأميركية وانحياز للعدو الصهيوني الغاصب الإرهابي الأول في هذا الكون.
وقالت الجبهة في بيان أصدرته أن هذا القرار لن يثني المقاومين عن متابعة جهادهم ومقاومتهم وستبقى قراراتهم حبرا على ورق وستبقى المقاومة في لبنان وفلسطين شامخة كشموخ الجبال.
واستغربت الجبهة المقاييس والمعايير التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في هذا القرار التعسفي الجائر متسائلة هل أصبح كل من يدافع عن وطنه وأرضه وشعبه بنظر فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكل الدول الأوروبية ارهابيا بينما لا ترى إسرائيل رغم احتلالها لفلسطين والجولان وقتلها مئات الآلاف من العرب.
