السبئي نت نيويورك- أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية وما نتج عنه من تداعيات على مجمل أمن واستقرار المنطقة بلغ مراحل خطرة في ظل العجز الدولي عن الزام اسرائيل بإنهاء احتلالها للاراضي العربية تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وقال الجعفري في بيان ألقاه في الجلسة العلنية الدورية التي عقدها مجلس الامن أمس لمناقشة البند المعنون "الحالة في الشرق الاوسط": إن وفد سورية يرفض إصرار بعض الوفود على حرف مداولات مجلس الأمن المتعلقة ببند "الحالة في الشرق الاوسط" عن الهدف الرئيس الذي أنشىء من أجله هذا البند وذلك عبر إقحام مواضيع أخرى من خارج ولايته كالأوضاع الداخلية في سورية أو مصر أو لبنان أو غيرها من الدول والهدف من ذلك كما هو واضح للعيان تهميش مسألة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية على أولويات أجندة الأمم المتحدة وقتل مرجعيات وجوهر بند "الحالة في الشرق الاوسط" المتصل أساسا بإنهاء هذا الاحتلال الاسرائيلي وتسوية الصراع العربي الاسرائيلي وفقا لمرجعيات السلام المعروفة.
واستغرب الجعفري إغفال ممثل الأمين العام للامم المتحدة في إحاطته للتوصيف القانوني الدقيق المعتمد في الأمم المتحدة للجولان السوري المحتل حيث دأب على اطلاق تسمية "الجولان" فقط بدلا "الجولان السوري المحتل" وهي التسمية القانونية في الامم المتحدة إضافة إلى عدم تطرقه لضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للجولان وكذلك عدم تسليط الضوء على التعاون القائم بين إسرائيل من جهة والمجموعات الارهابية المسلحة التي تنشط في منطقة الفصل من جهة ثانية.
وقال الجعفري: لن أرد على الادعاءات التي ساقتها بعض الوفود ضد سورية في إطار هذا البند لكيلا أساهم في تلك المحاولات التي لا تصب في نهاية المطاف إلا في مصلحة استمرار الاحتلال الاسرائيلي وسياسات حماته علما بأنه لدينا الكثير الكثير مما يقال لتفنيد ودحض تلك الادعاءات التي ذكرتها وفود الدول ذاتها التي تدعم وتؤوي وتسلح الارهابيين وتنشر التطرف والتخريب في سورية وتعمل جاهدة على إفشال أي حل سلمي بقيادة سورية للازمة فيها وأخص بالذكر هنا أنظمة قطر والسعودية وتركيا وبعض الدول الغربية المعروفة وهذا ما أكده مؤخرا كل من زيغينو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الامريكي الأسبق ورولان دوما وزير الخارجية الفرنسي الأسبق.
ولفت الجعفري إلى ان مسألة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وما نتج عنها من تداعيات على مجمل أمن واستقرار المنطقة والاقليم بلغت مراحل خطرة جدا في ظل العجز الدولي عن إلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للاراضي العربية المحتلة تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ووضع حد لانتهاكات اسرائيل الجسيمة للمواثيق الدولية وعلى رأسها اتفاقية جنيف لعام 1949 ووقف تماديها غير المسبوق في سياسة الاستيطان وطرد السكان العرب من أراضيهم.
وأبدى الجعفري استغرابه من الحماس الزائف لبعض الدول تجاه حقوق الشعوب والحفاظ على حياة المدنيين وضمان احترام حقوق الانسان والتي يغيب حماسها ازاء كل تلك الانتهاكات الاسرائيلية وتبخس الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره والتخلص من هذا الاحتلال الاسرائيلي العنصري الاستيطاني.
وأشار الجعفري إلى خطورة السعي الاسرائيلي الحالي لاقرار مايسمى "قانون برافر" الذي يهدف عمليا إلى مصادرة 800 الف دونم من الاراضي العربية في النقب وهدم نحو 36 قرية عربية وترحيل 45 الفا من سكانها الفلسطينيين من بيوتهم ليتم بناء مستوطنات اسرائيلية مكانها وذلك متابعة لمخطط التطهير العرقي والتهويد الذي تمارسه اسرائيل على مراى ومسمع كل تجار الازمات في العالم.
لا يوجد أي تحرك دولي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية في الجولان السوري المحتل
ولفت الجعفري إلى تواصل معاناة المواطنين السوريين الرازحين تحت الاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل في ظل غياب الارادة الدولية اللازمة لانهاء هذا الاحتلال وفقا لقرارات الامم المتحدة ذات الصلة وخاصة قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981 وكذلك في ظل عجز آليات حقوق الانسان الدولية عن اتخاذ اجراءات حازمة لوقف الانتهاكات الاسرائيلية الممنهجة والجسيمة لحقوق الانسان والقانون الدولي في الجولان حيث لم يكن هناك للأسف أي تحرك دولي جاد لوقف تلك الانتهاكات ووضع حد لحملات الاستيطان وسياسات القمع والتمييز العنصري وخطف المواطنين السوريين من منطقة الفصل وبناء اسرائيل لجدار عازل في الجولان المحتل.
وقال الجعفري: مضى ما يقارب 46 عاما على احتلال اسرائيل للجولان وعلى ممارساته الهمجية هناك الا اننا لم نسمع خلال كل هذه المدة احدا يدعو الى عقد اجتماعات للدفاع عن سكان الجولان الرازحين تحت الاحتلال والنازحين الذين طردتهم اسرائيل من ارضهم او احدا يدعو لعقد مؤتمرات لجمع تبرعات انسانية لصالحهم هذا علاوة على أن حماسة البعض لارسال لجان تقص للحقائق قد غابت عندما يتعلق الامر بالجولان السوري المحتل.
وأضاف الجعفري: إنه في ظل الصمت الدولي ازاء تلك الممارسات الاسرائيلية وصل الامر باسرائيل الى حد القيام بعدوان على الاراضي السورية بتاريخ 5/5/2013 واستمرار اطلاق التهديدات بأعمال عدوانية أخرى.
وأكد الجعفري أن استمرار اسرائيل بمثل هذه الاعمال العدوانية زاد التوتر في المنطقة الى مستويات غير مسبوقة تنذر بحرب إقليمية واسعة النطاق ستهدد حكما السلم والامن الدوليين مشيرا الى ان استمرار بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بتوفير الغطاء للاعمال الاسرائيلية العدوانية واحتلالها للاراضي العربية يجعلها شريكة في هذه الاعمال ويحملها المسؤولية الكاملة عن تبعاتها.
وتابع الجعفري: ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تقدم المساعدة للمجموعات الارهابية المسلحة في منطقة الفصل في الجولان وذلك من خلال نقل الارهابيين الجرحى عبر خط الفصل إلى المشافي الاسرائيلية ليتم علاجهم هناك ومن ثم اعادتهم الى داخل الاراضي السورية عبر خط الفصل ايضا ليتابعوا اعمالهم الارهابية في تلك المنطقة.
ولفت الجعفري إلى أن المساعدة الاسرائيلية للارهابيين في سورية لا تشكل انتهاكا فاضحا لاتفاق فصل القوات ولولاية الاندوف وللقانون الدولي فحسب بل تعرض حياة قوات الامم المتحدة العاملة هناك للخطر وتقوض عمل هذه القوات وهذا ما حصل بالضبط عندما قامت تلك المجموهات الارهابية في عدة مرات بخطف حفظة سلام تابعين للاندوف بتحريض مباشر من الاستخبارات القطرية وهو امر خطر للغاية مازلنا ننتظر نتائج تحقيق الامانة العامة بشانه. وختم الجعفري بالقول.. يجب على البعض ألا يخدع نفسه والعالم وألا يستمر في تقديم الذرائع والمبررات لاسرائيل فالجميع يعلم علم اليقين أن اسرائيل ككيان استيطاني قام على التطهير العرقي لم تكن يوما معنية بالسلام حيث ردت على كل مبادرات السلام بالمراوغة والمماطلة والتذرع بما تسميه زيفا المشاغل الامنية وذلك على حساب حقوق السكان العرب الرازحين تحت الاحتلال الاسرائيلي منذ عقود
.
.