السبئي نت بيروت- أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن قرار الاتحاد الأوروبي بوضع ما سماه الجناح العسكري لحزب الله على لائحته للمنظمات الإرهابية هو قرار إسرائيلي في الشكل والمضمون والخلفية ويخدم المصالح الإسرائيلية وأنه لم يكن مفاجئا بل متوقع منذ فترة سابقة ولكن الغريب في الأمر أنه تأخر.
وقال السيد نصرالله في كلمة له اليوم خلال حفل إفطار أقامته هيئة دعم المقاومة في لبنان إن من يعتقد أن المقاومة التي واجهت أقوى جيش في المنطقة لمدة 33 يوما في عام 2006 وكانت تنزف دما يمكن أن يخضعها قرار تافه فهو واهم أو جاهل.
وأضاف السيد نصرالله إن على الاتحاد الأوروبي أن يدرك أنه لن يحصل من قراره إلا على الفشل والخيبة وأنه لن يتمكن من تحقيق أهدافه في إخضاع المقاومة وفرض التراجع والانكفاء والتردد والقلق والخوف عليها.
إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بذلتا جهودا كبيرة ومارستا ضغوطا هائلة على دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ القرار
وأوضح السيد نصرالله أن كل المجريات والمعطيات تؤكد أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بذلتا جهودا كبيرة ومارستا ضغوطا هائلة على دول الاتحاد الأوروبي لاتخاذ القرار كما أن مجريات النقاش والمداولات والاتصالات التي جرت على مدى أشهر وسنوات تؤكد أن أوروبا خضعت ولم تقتنع.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن خضوع 28 دولة أوروبية بعضها يعتبر نفسه من الدول الأساسية في العالم للإرادة الأمريكية والإسرائيلية هو الأسوأ داعيا الاتحاد الأوروبي إلى العودة عن هذا الخطأ لأنه لن يؤدي إلى أي نتيجة.
وقال السيد نصرالله إننا لم نشعر ولو للحظة واحدة أن هذا القرار سيادي أوروبي بل تم إملاؤه على الأوروبيين وهو لا ينسجم مع ما تتحدث عنه أوروبا من مبادئ وقيم عندما تصنف المقاومة إرهابا كما لا ينسجم أيضا مع مصالحها لأن هناك من أراد أن يزج بها في صراع يخدم مصالحه وهو إسرائيل.
وتساءل السيد نصرالله ما مصلحة الدول الأوروبية في معاداة مقاومة لها تأثيرها الكبير في لبنان والمنطقة ولها مساحة تأييد عربي وإسلامي واسع جدا.
وأضاف السيد نصرالله إن الإسرائيليين تحدثوا بوضوح إن هذا القرار هو نتيجة الجهود الدبلوماسية التي قاموا بها وهم اعتبروه انتصارا لهم وفرحوا به فرحا شديدا وإن كان مسعاهم وطموحهم أكبر بوضع حزب الله ككل على لائحة الإرهاب الأوروبية.
وأوضح السيد نصرالله أن بدعة تقسيم حزب الله إلى جناح عسكري وجناح سياسي ووضع الجناح العسكري على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية هو من عمل بريطانيا التي عادة ما تعمل على إيجاد مخارج من هذا النوع.
ودعا السيد نصرالله بعض اللبنانيين الذين يريدون أن يفرحوا بالقرار إلى إخفاء فرحتهم حتى لا يظهروا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مثل بعضهم في نفس الفرحة.
وقال الأمين العام لحزب الله إن المسار التاريخي المعاصر يؤكد أن الموقف الأوروبي لا يخضع لقيم ومبادئ والدليل أنه لا يصف إسرائيل بالإرهابية ولا يضعها على لائحة الإرهاب أو يضع الجناح العسكري فيها أي الجيش على هذه اللائحة علما أن الدول الأوروبية تعترف بأن إسرائيل تحتل الآن أرضا عربية ولا تنفذ القرارات الدولية منذ عشرات السنين وشاهد جرائمها على شاشات التلفزة في جنين وغزة ولبنان كما أن لدى تلك الدول مسودة مشروع له علاقة بالاستيطان في الضفة الغربية وشراء بضائع المستوطنات والمستوطنين.
الدول الأوروبية تعطي بقرارها غطاء قانونيا لإسرائيل من أجل عدوانها وتجعل من نفسها شريكا كاملا في أي عدوان على لبنان أو على المقاومة
وشدد السيد نصرالله على أن الدول الأوروبية تعطي بقرارها غطاء قانونيا لإسرائيل من أجل عدوانها على لبنان لأنها بذلك تستطيع القول انها تشن حربا على الإرهاب وأنها تقصف مواقع إرهابية وتدمر مؤسسات إرهابية وبالتالي فإن الدول الأوروبية تجعل من نفسها شريكا كاملا في أي عدوان على لبنان أو على المقاومة فيه أو على أي هدف من أهداف المقاومة وإن كانت إسرائيل لا تحتاج إلى هذا الغطاء.
ولفت السيد نصرالله إلى أن قيمة القرار الأوروبي بالدرجة الأولى معنوية وسياسية ونفسية لأن الاستهداف ليس فقط أمنيا وعسكريا بل هو استهداف سياسي ومعنوي وهو يسيء إلى لبنان كدولة وحكومة وشعب وليس فقط لهؤلاء المقاومين الذين يدافعون عن بلدهم وشعبهم وكرامتهم وسيادتهم.
وأكد السيد نصرالله إن هذه الإساءة لن تمس إرادة المقاومة ولن تنال من معنوياتها التي لطالما أسيء إليها خلال 30 عاما من خلال اتهامها ووضع مقاوميها على لوائح الإرهاب الأمريكية والكندية وغيرها بل إن الدول الأوروبية هي من أساءت لنفسها ومبادئها ومصالحها وسيادتها عندما خضعت لإرادة الأمريكيين والإسرائيليين.
وردا على من يقول إن القرار الأوروبي يعني مصادرة أموال حزب الله في أوروبا ومنع أعضائه من السفر إلى أوروبا للمشاركة في المؤتمرات أو الاصطياف قال السيد نصرالله إننا لبنانيون وطنيون نقضي أيام العطل في لبنان أما تأشيرات السفر التي كانوا يعطوننا إياها فهي مبروكة عليهم وبالنسبة للأموال فنحن ليس لدينا أي حساب في أي بنك أوروبي أو أي بنك في العالم كما أننا لا نملك أموالا كحزب أو مسؤولين أو مقاومين لأن قناعتنا منذ البداية هي إنه من يرد أن يقف في وجه إسرائيل ومشروعها وأطماعها فيجب ألا تكون لديه مشاريع اقتصادية في العالم.
وأضاف السيد نصرالله ليس لدينا أي مشاريع اقتصادية أو استثمارية في لبنان أو خارجه بل لدينا مشاريع خدمات لا تدر أرباحا ولا تجني أموالا والأموال التي تأتينا من الأناس الطيبين والخيرين في العالم فنحن نقاتل فيها عدونا وعلى أي لبناني أن يدرك أن من يأتيه ليقول له تعال وشاركنا في مشاريع تذهب للحزب أو للحزب حصة فيها انه كاذب ومفتر.
وتوجه السيد نصرالله إلى بعض القوى السياسية في فريق 14 آذار بالقول إنكم لن تستطيعوا توظيف القرار في المعادلة الداخلية اللبنانية لأنكم بذلك ترتكبون خطأ جديدا يضاف إلى أخطائكم السياسية السابقة فما قبل هذا القرار كما بعده وهو لن يغير أحجام وتركيبة القوى السياسية في لبنان.
وأوضح السيد نصرالله أن المسؤولية الملقاة على عاتق اللبنانيين هي الحوار والبحث عن الحل لتشكيل حكومة سياسية قادرة على حماية لبنان في قلب العواصف التي تتحرك من حوله في أكثر من بلد عربي وعدم إضاعة الوقت في إبعاد أو عزل البعض أو في استغلال موقف من الخارج.
وقال الأمين العام لحزب الله إن حضور المقاومة وفعلها وتأثيرها جعلها دائما في دائرة الاستهداف على كل صعيد من أجل إنهائها وسحقها وإعدامها وهذه الاستهداف يتسع لكل الدوائر العسكرية والأمنية والوجودية والسياسية والمعنوية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وتوجه السيد نصرالله بالشكر إلى جميع القوى والأحزاب والجهات والرؤساء والشخصيات السياسية والدينية التي رفضت وأدانت القرار الأوروبي واتخذت مواقف وطنية وصادقة مع المقاومة كما فعلت خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان عام2006.
وأكد السيد نصرالله أن المقاومة في لبنان مدعومة من شعبها وهي تعبر عن إرادته وعزمه ورؤيته بالدفاع عن بلده وأرضه ومقدراته وسيادته وهي لم تتراجع أو تنكفئ أو تنهزم واكتسبت صدقيتها عند الناس في لبنان والعالم العربي والعالم الإسلامي وفي الكثير من مناطق العالم بفعل تضحياتها وانتصاراتها التي بدلت قواعد الصراع وأسقطت المشاريع وأعادت الأرض والأسرى والكرامة والسيادة وفرضت للبنان موقعا متقدما في المنطقة وفي المعادلات الإقليمية.
وشدد السيد نصرالله على أن هذه المقاومة ستبقى شوكة صلبة في عين الصهاينة وفي عين كل من يريد سوءا بلبنان وشعبه وأهله.