السبئي- بقلم محمد محمد المقالح :
اصبح واضحا لِمَنْ له عقل وبصيرة و "كان له قلب او القى السمعَ وهُو شَهِيد" بان الاف الارهابيين الاجانب في سورية لم يعد لهم من هدف سوى القتل من اجل القتل وتدمير سورية وبنيتها الاجتماعي والاقتصادية والتنموية الخدمية والعمرانية وليس اي هدف اخر بما في ذلك هدف اسقاط النظام السوري نفسه الذي بدا صعبا وعصيا على المتامرين عليه من خارج الحدود وعلى مدار الساعة ومنذ عامين من الحرب الشاملة .
يتنقل المقاتلون العرب والاجانب من قرية سورية الى اخرى ومن حي سوري الي اخر ومن منشأة اقتصادية او خدمية الى اخرى لتدميرها او اتلافها وما ان ينتهون من احدها حتى ينتقولون الى اخرى بدون هدف وبدون خطة سياسية او عسكرية سوى القتل والتدمير ولا شيء غيره ..
تدمير واتلاف البيوت والمستشفيات والمدارس والمصانع وصوامع الحبوب وسكك الحديد وابار وانابيب النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء وخطوط امدادتها والسدود والحواجز المائية وقنوات الري هو ما يقوم به الارهابيون اليوم في سورية وهو وحده ما ينشدون تحقيقه وهو نفسه ما نتابعه عبر الفضائيات ويتابعه العالم من اعمالهم البربرية كل يوم ودون ان يرف لهذا العالم جفن او يهتز له ضمير ..
امثال هولاء لا يمكن ان يكونوا سوريين ولايمكن ان يكونوا عربا ولا مسلمين مع ان بينهم سوريين وعرب ومسلمين ولكن باعتبارهم ادوات لاعداء السوريين والعرب والمسلمين وربما الانسانية جمعا.
امثال هولاء البرابرة لا يمكن ان كونوا ايضا من دعاة الحرية والديمقراطية والتغيير والاصلاح والثورة واسقاط النظام والحلول محله ابدا والا كيف يمكن ان نفهم انهم يستهدفون سورية " الشعب والدولة والوطن" وليس سورية الرئيس او سورية النظام الحاكم .
لا يمكن لسوري يحب بلده وينشد لها الخير والسلام ثم يدمرها بهذه البربرية وغير المسبوقة في التاريخ .
هولاء القتلة من خارج الحدود ومن كل الحدود وبلا حدود ،مكلفون فقط بمهمة واحدة فقط هي قتل اكبر عدد من السوريين وتدمير اكبر قدر من بنية اقتصادهم ومؤسساتهم الخدمية والعتليمية والصحية والتنموية وتمزيق بنيتها الوطنية بعد ان قبضوا ثمن ذلك مقدما وكلما قتل منهم المئات والالاف علي ايدي الجيش السوري البطل زج عبر الحدود ومن كل الحدود بمئات والاف اخرين منهم الى المحرقة السورية ولاحراق سورية ايضا .
القتلة والمرتزقة لا هدف لهم في سورية ولكنهم مكلفون من قبل دول غربية وعربية واجهزة استخبارات صهيونية وامريكية هدفها الانتقام من سورية الشعب والدولة والعروبة والحضارة بعد ان عجزوا عن تغيير موقفها ودورها القومي تجاه القضية الفلسطينية واحتلال الجولان الطاهرة وبعد ان عجز برابرة العصر من بني صهيون ومن ادواتهم وحلفائهم عن جر الشعب السوري الى حربهم العدوانية ضد النظام السوري والسعي الى اسقاطه بالقوة وعبر العدوان الخارجي المباشر وغير المباشر باسم العناوين البراقة التي انكشفت كلها ولم يتبق منها او فيها سوى بشاعة الجريمة والجريمة وحدها ولا شيء غيرها
دعك من حديث الثورة والحرية واسقاط نظام الاسد الاستبدادي وما تقوله الجزيرة والعربية وقنوات سفك الدم السوري اسمع فقط لما يقوله الاف المجاهدين والتكفيريين في سورية كل يوم وستعرف حينها ان استمرار سفك الدماء وتدمير البنى هو قتل المسيحيين وتهجيرهم وتطهير سورية من الدروز والعلويين والعلمانيين واقامة امارة الاسلام الحقة على انقاض سورية وشعبها تماما كما عملوا ويعملون في اماكن اخرى من العالم الاسلامي من امارة كابول حتى امارة وقار مرورا بامارة الانبار ومقديشوا وجماعة "بوكو حرام "
كل هذا يقولونه ويعملونه علنا وما لا يقولنه فقط هو انهم يقومون بكل هذا الدمار والخراب خدمة لاعداء سورية وفلسطين والعرب عموما وتحديدا خدمة لاولئك الذين يتحدثون فضائيا باسم القتلة والمرتزقة والتكفيريون ونيابة عنهم سياسيا ودبلوماسيا وتمويلا وتسليحا وتسهيلا وتغطية من واشنطن وحتى الرياض مرورا بانقره والدوحة وتل ابيب وكل من هب ودب اصيلا او اجيرا او مغفلا..
