السبئي-
دمشق-سانا
كشف الغرب عن وجهه المعادي لسورية عندما تقمصت دبلوماسيته دور الناطق الرسمي باسم مليشيات الناتو لينطق بمصالحه رافضاً الحوار في سورية حيث لم تتأخر الأطراف المشتركة في العدوان على سورية في إعلان رفضها لوقف هذا العدوان وإغلاق الباب أمام حل الأزمة بالطرق السلمية وعبر الحوار السوري السوري على أساس السيادة الوطنية.
الاتحاد الأوروبي جملة وبريطانيا منفردة وخلفهما حكومة رجب طيب أردوغان أكدوا مجدداً أن قرار التوجه إلى الحل لا يملكه من يسمون أنفسهم معارضة سورية بمجالسها وائتلافاتها ومليشياتها المسلحة بل هو موجود في العواصم الغربية والاستعمارية ومن لف لفيفها لأن هؤلاء أصحاب المصلحة الحقيقية باستهداف سورية.
فما إن أعلنت دمشق قرارها السيادي الوطني النابع من مصالح سورية ودورها الحضاري في المنطقة بأنها تريد حواراً وطنياً سيادياً بعد وقف العنف والإرهاب حتى خرج غربان الغرب بتصريحات لا تصب في إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية بل في السعي لخراب يسهل مرور مشاريعهم الاستعمارية.
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون حريصة على إيصال أمر العمليات المباشر لما يسمى المعارضة تطلب منها فيه رفض الحوار ومواصلة الإرهاب عبر بيان زعمت فيه أن "الحل السياسي في سورية يجب أن يبدأ بتنحي القيادة السورية "لتؤكد أن الاتحاد الذي تمثله لا يريد حلاً سياسياً فمن يرد هكذا حل لا يلغ أحداً ولايرفض الحوار ولايشجع على العنف كما تفعل آشتون.
وبرياء واضح انبرى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ليقول إن "الدعوة التي وجهها الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة لن تخدع أحداً" وهنا يتساءل مراقبون ما علاقة هيغ بالحوار بين السوريين ومن دعاه أصلاً للحوار حتى يرفض أو يقبل معتبرين أن تصريحاته العاجلة والمتهورة التي أطلقها على مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا تحذير لمليشيات المعارضة المسلحة بأن عليها أن ترفض الحل السلمي وإلا فلن تنال من الغرب أي دعم وهي التي تعيش على الدعم الغربي سياسياً ومالياً ولا تمتلك أي شرعية لدى الشعب السوري.
وبدأ وزير خارجية حزب العدالة والتنمية في تركيا أحمد داوود أوغلو كمن حضر كلامه مسبقاً قبل أن يستمع لما قاله الرئيس الأسد إذ ردد عبارات من الماضي طالما اجترها هو وحكومته على مدى قرابة العامين وهو الذي طالما وعد المنطقة وشعوبها بعلاقات صداقة وأخوة وحاول نكران ماضي سلطنته التي قامت على الدم والقتل والجهل لتتحول وعود صداقته إلى قواعد للناتو وممرات للإرهابين وسرقة موصوفة لمقدرات الشعب السوري الذي يدعي الدفاع عنه.
وعاد أوغلو إلى أساطيره القديمة من دعوة مجلس الأمن للتدخل واتخاذ قرارات حتى أنه ظهر كمن يحلم ويعيش خارج الواقع فما يسعى إليه اليوم تجاوزه السوريون منذ زمن ولو أن من هم أكثر قدرة وأعلى رتبة من أوغلو استطاعوا تسخير مجلس الأمن لاستهداف سورية لما قصروا ولكنهم حاولوا وفشلوا بعد أن حاصرهم الفيتو الروسي الصيني وصمود الشعب السوري.