السبئي نت
انعقدت القمة الاقتصادية العربية بنسختها الثالثة في الرياض وهدفها البحث عن تكامل اقتصادي عربي منشود وتعاون مفقود وتنمية غائبة وانتهت إلى المصير الذي وصلت إليه سابقتها كتجمع بروتوكولي استعراضي لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يحقق تكاملا ولا يستولد تنمية فيما استغلها بعض المزايدين من أعداء سورية لتكرار مواقفهم وتمرير رسائلهم السياسية التدخلية في الشأن السوري رغم أن المفروض بها أن تكون مقتصرة على الشأن الاقتصادي فقط.
وجاءت كلمات المشاركين في قمة الرياض الاقتصادية على شكل خطابات إنشائية خالية من أي مضمون ونسخة مكررة عن كل ما سبقها من قمم لم يكن لها أي أثر لتؤكد مرة أخرى أنها منظومة عاجزة وغير قادرة على مواجهة التحديات التي تحدق بالدول العربية ومستقبلها في ظل تواضع أرقام حجم التجارة العربية البينية وانخفاض حجم الاستثمارات المحلية وتراجع مؤشرات التنمية البشرية والنمو الاقتصادي.
وتشير الدراسات والأبحاث والأرقام إلى تزايد حجم التحديات الاقتصادية أمام الدول العربية وعجزها عن مواكبة الحراك الاقتصادي العالمي ودخول العالم عصر التكتلات الاقتصادية والأسواق المشتركة في الوقت الذي تتجه فيه الدول العربية الغنية بمواردها المالية إلى إنجاز تنمية عمرانية وتجارية شكلية بديلا من تنمية الإنسان وتطوير القطاعات الزراعية والصناعية والبحثية والعلمية.
وفاضت قاعة القمة بسيل من مشاريع القرارات والتوصيات والبرامج والخطط والوعود لإقامة منطقة حرة للتجارة العربية واستثمار رؤوس الأموال في الدول العربية وتسريع وتيرة التنمية ودفع عجلة النمو وإنشاء الصناديق المالية وزيادة رأسمالها لتتحول في نهاية المطاف إلى حبر على ورق أمام منع الأموال من الوصول إليها بسبب انشغال مالكيها في محميات النفط بتمويل الإرهاب والفوضى والفتن والنزاعات في العالم العربي أو تحويلها إلى بنوك الغرب ومصارفه حيث يدير بها من هناك عمليات غزو الشعوب وتدمير الأنظمة والدول.
ويمكن القول إن القمة نجحت فقط في إظهار العجز الشامل لمؤسسة الجامعة العربية بعدما سطت الدول النفطية عليها وحولتها إلى أداة لاستدراج التدخل الخارجي فيما يخدم مصالحها وليس مصالح بلدان عربية أخرى تغرق في الفقر وتعاني من انعدام التنمية.
وتباكى بعض المجتمعين على المعاناة الاقتصادية للشعب السوري جراء الإرهاب المدعوم خارجيا الذي يتعرض له منذ أشهر متجاهلين أن السبب الرئيسي لها هو عقوبات الغرب الاقتصادية الأحادية على الشعب السوري ومشاركتهم اللا أخلاقية فيها.
ونعى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي مهمة المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بعد فشله في فرض مرحلة انتقالية على مقاس رغبات وشروط مشغلي العربي تحت لافتة الحل السياسي وكرر أسطوانته المشروخة بضرورة مطالبة مجلس الأمن بالاجتماع فورا وإصدار قرار ضد سورية تحت الفصل السابع.
واستنسخ العربي دعوة مشغليه في البلاط الأميري القطري بإرسال قوات دولية إلى سورية قد تحقق ما عجزت عن تحقيقه عصابات المرتزقة المستجلبين إلى سورية من أكثر من ثلاثين دولة.
وتجاهل العربي الذي استطرد في تبيان تفاقم المأساة الإنسانية في سورية وتردي أوضاع مواطنيها الاقتصادية انضمام جامعته إلى محاصري الشعب السوري الذين يفرضون العقوبات على كل المواد الأساسية والاحتياجات الإنسانية التي يحتاجها وفي مقدمتها الغذاء والدواء والطاقة.
وعلى قاعدة يجوز في سورية ما لا يجوز في غيرها دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى الوقوف في وجه "من يحاول أن يعتدي على استقلال أو إرادة أو أمن أي قطر من الأقطار العربية" داعيا إلى الوقوف مع الجزائر في مواجهة الإرهابيين الذين احتلوا منشأة للغاز واختطفوا رهائن فيها.وحظي الإرهابيون الذين يقتلون الشعب السوري ويعتدون على السيادة السورية باستثناء من مرسي ليكون بمثابة دعم ومباركة لأعمالهم في تدمير الاقتصاد السوري وسرقة مؤسساته ومعامله ونقلها إلى تركيا بإشراف حكومة العدالة والتنمية فيها.