السبئي نت -متابعات تعيش السعودية تطورات متلاحقة على صعيد الصراع بين افراد العائلة الحاكمة بفعل الاندثار والغياب التدريجي للحرس القديم..
هذا الصراع من بين أسبابه أيضا الاختلاف والتقارب في المواقف اتجاه الاحداث في المنطقة وبشكل خاص في سوريا، فهناك أمراء يخشون أن تتحول السعودية مستقبلا الى ضحية، حيث يبرز لدى البعض عدم ثقة في السياسة الامريكية، وما تخطط له واشنطن، وما ستفرضه في المستقبل القريب، وبالتالي، هؤلاء يرون أن الغلو في دعم الارهاب والمؤامرة في سوريا هو في غير صالح المملكة، خاصة أنه مع ثبات النظام السوري وتلاحم الشعب معه، وفشل المؤامرة على دمشق يترتب عليه نتائج هامة وخطيرة في مقدمتها، انهيار حكم العائلات في الخليج وعلى رأسها العائلة السعودية، وهؤلاء ايضا وصلوا الى قناعة بأن ما يجري في المنطقة هو تقتيل واجرام بشع لن تغفر له الشعوب ولا بد أن تنتقم مستقبلا، والانتقام سيكون من السعودية وقطر، فهما تمولان المجازر والمذابح والارهاب الذي يتعرض له أبناء سوريا، والمستفيد من ذلك، امريكا واسرائيل، ولدى الامراء المذكورين اعتقاد بأن امريكا ستقلب ظهر المجن للعائلة السعودية سواء نجحت المؤامرة في سوريا أم لم تنجح، وقد تكون السعودية ثمن وضحية أية صفقة تنسج بين واشنطن ودول متنفذة ترفض الاستفراد الامريكي بالمنطقة.
هذا الصراع من بين أسبابه أيضا الاختلاف والتقارب في المواقف اتجاه الاحداث في المنطقة وبشكل خاص في سوريا، فهناك أمراء يخشون أن تتحول السعودية مستقبلا الى ضحية، حيث يبرز لدى البعض عدم ثقة في السياسة الامريكية، وما تخطط له واشنطن، وما ستفرضه في المستقبل القريب، وبالتالي، هؤلاء يرون أن الغلو في دعم الارهاب والمؤامرة في سوريا هو في غير صالح المملكة، خاصة أنه مع ثبات النظام السوري وتلاحم الشعب معه، وفشل المؤامرة على دمشق يترتب عليه نتائج هامة وخطيرة في مقدمتها، انهيار حكم العائلات في الخليج وعلى رأسها العائلة السعودية، وهؤلاء ايضا وصلوا الى قناعة بأن ما يجري في المنطقة هو تقتيل واجرام بشع لن تغفر له الشعوب ولا بد أن تنتقم مستقبلا، والانتقام سيكون من السعودية وقطر، فهما تمولان المجازر والمذابح والارهاب الذي يتعرض له أبناء سوريا، والمستفيد من ذلك، امريكا واسرائيل، ولدى الامراء المذكورين اعتقاد بأن امريكا ستقلب ظهر المجن للعائلة السعودية سواء نجحت المؤامرة في سوريا أم لم تنجح، وقد تكون السعودية ثمن وضحية أية صفقة تنسج بين واشنطن ودول متنفذة ترفض الاستفراد الامريكي بالمنطقة.
أما الجناح الآخر، فهو معني بتصعيد الارهاب في المنطقة وداخل سوريا وتوسيع دائرة الارهاب، بالاستناد الى التنسيق مع اسرائيل، وهذا الجناح يرى أن تدمير الامة وتخريب الساحات العربية وارتكاب المجازر والفظائع ضد شعوبها يطيل عمر العائلة السعودية التي أوغلت في دماء السوريين، منجرفة وراء اسرائيل وأمريكا وقطر، وبالتالي رأت أمريكا في الجناح امكانية استخدام ارهاب أكثر ضد سوريا.
وما تشهده السعودية هذه الايام، اذا، انقسام داخل العائلة الحاكمة ليس حبا في سوريا وشعوب الامة.. وانما حول طرق حماية الحكم في الرياض، هذا الانقسام أدى في خطواته الاولى الى استبعاد مقرن بن عبد العزيز وتكليف بندر بن سلطان برئاسة جهاز الاستخبارات السعودي، وهذا يعني أن سياسة المملكة دخلت مرحلة جديدة خطيرة، فالامير بندر معروف بعلاقاته العضوية مع المخابرات الامريكية والاسرائيلية، وتنفيذه مهمات جاسوسية منذ سنوات طويلة، خدمة لواشنطن وتل أبيب.
التقارير والمعلومات التي حصلت عليها (المنــار) تؤكد أن الامير مقرن بن عبد العزيز، والامير عبد العزيز بن عبد الله وغيرهما طالبوا باعادة النظر في السياسة التي تتبعها المملكة اتجاه الازمة في سوريا، حيث أن الانجراف والانزلاق وراء حكام قطر وخططهم والعمل حسب التعليمات الامريكية والبرامج الاسرائيلية لن يعود بالفائدة على المملكة وأن على القيادة السعودية النظر بشكل أعمق وأوسع الى الاوضاع في المنطقة ومراجعة الاحداث الاخيرة التي ضربت الدول العربية واثبتت استحالة الوثوق بالولايات المتحدة، مع عدم تجاهل الخارطة السكانية في المملكة وامكانية ثوران بركان المناطق الشرقية في السعودية.
هذه الاختلافات في المواقف دفعت مسؤولين كبار في الادارة الامريكية في مقدمتهم رئيس جهاز المخابرات الامريكية الذي زار السعودية مؤخرا الى مطالبة الملك عبد الله (الذي لم يعد مقررا) وولي عهده الامير سلمان بضرورة اجراء تعديلات على المناصب الامنية، وبشكل خاص المؤسسات التي تتعاطى وتشرف على التنسيق مع المؤسسات الاستخبارية الامريكية والاسرائيلية، موصيا بضرورة الاستفادة من "خبرة وحنكة واجرام" بندر بن سلطان في ظل الازمة الاقليمية وايضا الازمة الداخلية في المملكة التي تؤججها العائلة الحاكمة والمتصاعدة مع رحيل الحرس القديم، وأوصى ايضا بضرورة الاستماع الى النصائح والتوصيات التي يقدمها سعود الفيصل وزير الخارجية، فهما أي بندر وسعود يعتقدان ومنذ حرب لبنان الثانية ان على سوريا الاختيار بين التحالف مع دول الخليج أو البقاء على صداقتها وتحالفها مع ايران وحزب الله.
ويعتبر الامير بندر بن سلطان الذي شغل منصب سفير السعودية في واشنطن لسنوات طويلة من الشخصيات المعروفة في اوساط الاجهزة الاستخبارية الغربية والاسرائيلية، وعلاقة بندر مع المسؤولين الاسرائيليين بدأت حتى قبل توليه منصب سفير السعودية في الولايات المتحدة أي في منتصف الستينات عندما كان يتعلم الطيران في بريطانيا، وتعززت تلك العلاقات في اواخر سنوات الثمانينيات والتسعينيات حيث بدأت في تلك الفترة مرحلة توليه منصب السفير السعودي في واشنطن، وأصبحت علاقاته مع اللوبي اليهودي تتعزز تدريجيا وربطته علاقات قوية مع سفير اسرائيل في الولايات المتحدة "ايتمار ريفينوفيتش" ويعتبر الوزير الاسرائيلي السابق "امنون شاحك" من الاصدقاء المقربين لبندر بن سلطان، ويعتبر شخصا يمكن التشاور معه والاستفادة من خبراته، ووصل الامير بندر الى درجة ارتباطه بأجهزة الامن الاسرائيلية ويتعاون معها استخباريا.
وبندر بن سلطان الذي تسلم منصب رئيس الاستخبارات السعودية هو الذي أقنع ولي العهد السعودي "الملك الحالي" عبد الله بن عبد العزيز بضرورة القيام بخطوات لطمأنة اسرائيل تشرف عليها السعودية، وتم تتويج هذه الخطوات بمبادرة السلام العربية التي عمل بندر وبعض اصدقائه في الولايات المتحدة وآخرين على صياغتها، واطلق عليها اسم مبادرة ولي العهد السعودي.
واستنادا الى معلومات بحوزة (المنــار) فان الامير بندر أدار خلال حرب لبنان الثانية قناة الاتصال وتبادل المعلومات والمشاورات بين السعودية والحكومة الاسرائيلية برئاسة ايهود اولمرت، حيث قام بندر بزيارة اسرائيل والتقى مع اولمرت في فندق بالقدس الغربية وعرض عليه اموالا ضخمة تشجيعا لاسرائيل على مواصلة الحرب والضغط على حزب الله وصولا الى تصفية هذا الحزب الذي يقود المقاومة ضد اسرائيل، ووجه خلال اللقاء حديثه ـ على هيئة مناشدة ـ الى اولمرت قائلا: "ان صورة الشرق الاوسط ستكون اكثر ظلاما في حال خروج حزب الله منتصرا من الحرب مع اسرائيل".
وتؤكد (المنــار) أن بندر بن سلطان شارك قبل أيام في اجتماع استخباري عقد في "احدى الدول العربية" بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الاستخباريين في دول اقليمية وغربية، وشارك في هذا الاجتماع وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس جهاز المهمات الخاصة "الموساد" ، الاجتماع المذكور استمر خمس ساعات كاملة وجرى خلاله بحث ومناقشة العديد من المسائل الهامة في المنطقة وعلى رأسها الازمة السورية، وشكلت النقاشات في الاجتماع المذكور تأكيدا عمليا على استبعاد مقرن بن عبد العزيز عن رئاسة الاستخبارات السعودية والاستجابة للمطالب الامريكية بحذافيرها وكما هي، حول هذا الموضوع، ومن هناك كان تكليف بندر برئاسة جهاز الاستخبارات.
يذكر أن بندر كان يرأس مجلس الامن الوطني في السعودية منذ اكتوبر في العام 2005، واقتصر عمله آنذاك على ارتباطات وخدمات استخبارية كان يقدمها لامريكا واسرائيل.
وجاء في التقرير الذي حصلت عليه (المنــار) أن الرياض وتحديدا بعض امرائها، يسعون الى تزعم العالم العربي من خلال قيادة المؤامرة على سوريا، وان لا تكون قطر هي التي تتصدر قائمة المتآمرين.. وهؤلاء الامراء يخشون الاطماع القطرية، وتآمرهم على السعودية مستقبلا ولدى السعودية معلومات حول ما تخطط له الدوحة ضد الامارات والكويت والسعودية.
ويرى التقرير ان تعيين بندر بن سلطان رئيسا لجهاز الاستخبارات يعزز من الاتصال والتنسيق والتعاون الامني بين تل أبيب والرياض الذي بلغ ذروته في حرب تموز 2006، وتنامى في ظل الازمة السورية، ولعبت أطراف عربية بالاضافة الى الولايات المتحدة دورا كبيرا في هذا التلاحم الامني الذي لم يعد سرا بين السعودية واسرائيل التي تردك تماما الوضع الداخلي وتجاذباته بين افراد العائلة المالكة.
ويقول خبراء في شؤون المنطقة لـ (المنـــار) أن العلاقات السعودية الاسرائيلية المتطورة في العام 2012 لو كانت بهذا الشكل في زمن محادثات كامب ديفيد بين الاسرائيليين والفلسطينيين لنجحت الرياض في حل القضية الفلسطينية حسب المقاييس الاسرائيلية.
وبالعودة الى تعيين بندر رئيسا لجهاز الاستخبارات السعودي، فان المذكور هو رجل الظل ولاعب اساسي من وراء الكواليس ويجيد حفظ الاسرار واخراج المؤامرات على الطريقة الافضل.
ورغم أنه لم يكن لاعبا اساسيا في أجهزة الاستخبارات السعودية، الا أن الكثير من الانجازات التي نسبت الى اجهزة الامن السعودية هي في الاساس تنسب الى خلية العمل السري التي اقامها بندر في اطار منصبه كمستشار للامن الوطني، وهذه الخلية حققت اختراقات في اكثر من ساحة سواء عبر المال او وسائل اخرى وهي اختراقات يستفيد منها أي طرف يرغب في ترك بصمة مؤلمة له في (الساحات المعادية).
هذا التعيين لبندر في ظل هذا الصيف يؤشر الى تطورات خطيرة وامكانية نشوب حروب واسعة، وشن عمليات اغتيال ارهابية في اكثر من ساحة، من بينها لبنان، لذلك، وكما جاء في التقرير فان عمليات سفك الدماء في المنطقة سوف تزداد.
المصدر: المنار المقدسية