16 فبراير 2023
السبئي- موسكو:أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لا يزال يمارس سياسة ازدواجية المعايير حيال القضايا الدولية، ولا يهتم بأضرارها وتداعياتها السلبية.
وخلال لقائه اليوم ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية لفت لافروف إلى أن الغرب اتهم سورية باستخدام السلاح الكيميائي بناء على مشاهد مصطنعة لمنظمة ما يسمى “الخوذ البيضاء” الإرهابية، لكن بعد تحقيق الصحفي الأمريكي سيمور هيرش الذي أكد عدم وجود أدنى دليل على وقوع هجوم كيميائي تتوافق فيه كل الحقائق، بات يقول موظفو الأمم المتحدة إنه ليس لديهم دليل يمكن الاستناد إليه لإجراء تحقيق.
وحول التقرير الذي قام به هيرش بشأن تفجير خطي أنابيب الغاز السيل الشمالي 1 و2 في بحر البلطيق في أيلول الماضي أضاف لافروف: “إننا لا نرى أي رد فعل من الغرب حول تقرير هيرش المبني على الحقائق التي كنا نتوقعها منذ زمن طويل، هم لا يريدون إجراء تحقيقات بشأن التفجير الذي استهدف الخطين، لنر كيف ستتمكن سكرتارية الأمم المتحدة من إجراء التحقيقات استناداً إلى طلب إحدى الدول الأعضاء التي هي روسيا”.
وبين لافروف أن ما يحدث الآن هو أحد الأمثلة على القواعد بدلاً من القوانين والتي لا يهتم من يضعونها بالتداعيات التي تقع أضرارها حتى على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً إلى أن الغرب قام بطباعة تريليونات الأموال دون أن يهتم بمصير الدول الفقيرة، والآن هو يخزن المواد الغذائية التي يشتريها في إطار صفقة الحبوب، ولا يصل إلى البلدان الفقيرة أكثر من 10 بالمئة من المواد الغذائية الأوكرانية.
وشدد لافروف على أنه “على الجميع البحث عن الحقيقة، ونحن على ثقة بأن الصحفيين شأنهم شأن الدبلوماسيين يهتمون بالحقيقة والموضوعية، ونحن جميعاً منفتحون على وسائل الإعلام لعرض الحقائق والأدلة التي يجب أن تصل في نهاية المطاف إلى القارئ الذي يقع ضحية للتحليلات والتكهنات والاستنتاجات”.
وبين لافروف أن إنشاء روسيا لوسائل إعلام موضوعية وشفافة لم يرق لفرنسا وللأوروبيين لأن خداع الجمهور أصبح العادة السائدة بالنسبة للمجتمع الأوروبي، مستهجناً تصريحات مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن جوزيب بوريل بأن عملية حجب وسائل الإعلام الروسية بمثابة “الدفاع عن حرية التعبير” مؤكداً أنها تمثل “انتهاكاً لكل القوانين التي تقرها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا واستهزاء بحرية الكلمة والتعبير من قبل الغرب”.
وأشار لافروف إلى أن الهجوم على قناتي “ار تي” و”سبوتنيك” من قبل الغرب تم قبل 5 سنوات من بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأن العقوبات التي تفرضها الدول الغربية التي تزعم أنها “دعاة الديمقراطية” على روسيا هي جزء من الحرب الهجينة الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية ضدنا.
روسيا تركز على إنهاء احتكار الغرب لتشكيل إطار العلاقات الدولية
وكان كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن سياسة بلاده الخارجية ستركز على ضرورة إنهاء احتكار الغرب لتشكيل إطار العلاقات الدولية.
وقال لافروف خلال كلمة أمام مجلس الدوما اليوم: “إن المفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية سيركز على ضرورة إنهاء احتكار الغرب لتشكيل إطار العلاقات الدولية وفق مصالحه، حيث يجب تشكيله على أساس عالمي عادل يحقق توازن المصالح كما يقتضي ميثاق الأمم المتحدة الذي كرس مبدأ المساواة في السيادة بين جميع الدول”.
وأشار لافروف إلى أن الغرب الجماعي يسعى إلى فرض إملاءاته في الشؤون الدولية بأي ثمن من أجل استمرار هيمنته على العالم، ويلجأ إلى أساليب غير قانونية بالتهديد والابتزاز وحتى السرقة الصريحة، وفرض العقوبات على أولئك الذين ينتهجون سياسة مستقلة ذات توجه وطني.
وبين لافروف أن خطط الغرب لتحويل أوكرانيا إلى موطئ قدم مناهض لروسيا وصلت مؤخرا إلى نقطة اللاعودة، وأنه يحاول عزل روسيا عن العالم وتعطيل التنمية فيها، وإعادتها عقوداً إلى الوراء لكنه فشل في محاولاته هذه.
وأشار لافروف إلى أن العلاقات بين روسيا والصين تتطور بشكل كبير وتقع في صميم أساس النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب، كما أن العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية تتطور، معتبرا أن اتهامات فرنسا بشأن ما أسمته الدور الروسي المزعزع للاستقرار في إفريقيا “ليست سوى حالة مرضية”.
ولفت لافروف إلى أن السياسيين الغربيين يكذبون بشأن من قام بتفجير خطوط أنابيب السيل الشمالي تماما كما فعلوا بشأن اتفاقيات مينسك، مؤكداً على أن مسار روسيا في الدفاع الصارم عن المصالح الوطنية ثابت لا يتزعزع.
اقرأ ايضاً الخبر التالي
- تعليقات الموقع
- تعليقات الفيس بوك
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً
Item Reviewed: الوزير لافروف: الغرب لا يزال يمارس ازدواجية المعايير حيال القضايا الدولية..وروسيا تركز على إنهاء احتكار الغرب لتشكيل إطار العلاقات الدولي
Rating: 5
Reviewed By: وكالة السبئي للانباء-سـام
عذراً خاصية التعليقات مغلقة حالياً