من الاشياء التي يشك في صحتها بعض الباحثين ، الخطبة المنسوبة الى القائد الفاتح طارق بن زياد ، ويقولون ان هناك من ألفَّها وكذب على بن زياد .
ففي العام 93هـ توجه طارق بن زياد على رأس جيش من البربر المغاربه نحو اسبانيا ( الاندلس ) وبعد ان عبَر المضيق وأحرق السفن التي حملت جيشه ، وقف فيهم خطيبا بتلك الخطبة التي إحتلت المكانه الرفيعة بين خطب فصحا العرب ( فصاحة وبلاغة وسَجْعا ) لكنه وبالفحص والتدقيق يتضح ما يلي :
1- لم تكن قد مرت سوى سنوات ثلاث على دخول الاسلام ولغته العربيه الي بلاد البربر المغاربه ، فكيف أجاد البربري طارق وتبحْر في اللغة العربية وبلاغتها خلال ثلاث سنوات ، ويرتجل تلك الخطبة المميزه في بلاغتها ؟!
2- لو افترضنا حدوث معجزة ، جعلت طارق يجيد العربية وبلاغتها بتلك السرعه ، فكيف سيفهم تلك الخطبة جنوده البرابره وهم من عامة الناس والفقراء وغير المُلمين باللغه العربية ؟!!
3- لم يكن السَجْع المتبع في الخطبة قد دخل على الاسلوب البلاغي العربي في ذلكم التاريخ 93هـ
4- كانت الحوافز التي حث بها طارق جنوده على القتال ، غير دينيه كما هو شأن القاده المسلمين حينها .. بل كانت حوافز ماديه إغرائيه ( فاتنات ، وحوريات وجواهر وحرير الخ الخ ) .
5- لا يوجد للخطبه نص كُتب في حينه ، بل إن اول نص دوَّنها كان بعد تسعة قرون على الواقعه ( في كتاب نفح الطيب للمقرى عام 1041هـ ؟!
اخيراً نقول : لا احد ينكر ان إبن زياد قد القى في جنوده البربر خطبة محفزة ، ولكنها ليست تلك التي تم تدوينها لاحقا بتلك المُفردات والصيغه البلاغيه .. ولعل ذلك تم بدوافع لها اغراضها وما احوجنا للجوء الى علم فلسفة التاريخ لتصحيح مثل هذه الاخطاء .