السبئي- صنعاء متابعات: رئيس الوفد الوطني اليمني المفاوض الاستاذ محمد عبد السلام: بمجرد ان تنتهي هذه الهدنة ولم يقوموا بتنفيذ ما تم الحديث عنه، فنحن بلا شك القوات المسلحة بقواتها الصاروخية والباليستية على اتم الاستعداد لتنفيذ كل العمليات التي تطلبها منهم القيادة...
على مدى ثماني سنوات عانى اليمن ولا يزال من أبشع انواع الظلم المتمثل بحرب عبثية قادتها دول العد و ان ضد الشعب اليمني، ولم تحصد هذه الحرب الا الفشل الذريع، الامر الذي دفعها للقبول بهدنة انسانية كانت تنادي بها الاطراف اليمنية منذ سنوات، حول آخر المستجدات على الساحة اليمنية، وآخر التطورات بموضوع الهدنة الانسانية، كان لنا هذا الحوار مع الاستاذ محمد عبد السلام ،
حاورته: وردة سعد_ منارة القلم المقاوم.:
بعد مضي نحو سبع سنوات على الحرب الاميركية السعودية على اليمن، برأيك لماذا وافق النظام السعودي على اعلان الهدنة في هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا ليس قبل الان، وليس في مرحلة لاحقة؟
يرى الاستاذ محمد عبد السلام ان :"نحن نعتبر ان الهدنة العسكرية والانسانية التي اعلنت عنها الامم المتحدة قبل شهر رمضان المبارك، وافق عليها الطرف الآخر لكثير من الاسباب لكن ما نريد ان ننوه له ان في كل مناسبة او فرصة نطرح مثل هذه الهدنة والطرف الآخر يرفضها، ولا شك ان بعد ثماني أعوام من العدوان على اليمن انها فشلت هذه الحرب، وعرف الطرف الآخر ان الخيار العسكري فشل في تحقيق اي من الاهداف وهو ما بات واضحا ومعلوما، وبالتالي تكون هذه الاستجابة للهدنة نتيجة لكثير من المعطيات سواء في محاولة لترتيب الصفوف بطريقة اخرى حسب ما يتصوروا، او لترك المجال لإن تكون الحرب بطريقة أخرى ذات بعد اقتصادي واجتماعي وما شابه ذلك، لكن ما نؤكد عليه ان الهدنة الانسانية هي مطلبنا منذ بداية الع دوان والطرف الآخر هو من كان يرفضها، ونحن كنا نقدم الكثير من المبادرات والافكار التي تسمح بمعالجة القضايا الانسانية سواءً ما له علاقة بإخراج الجرحى والمرضى وعودة العالقين، والسماح بإدخال المواد الغذائية والصحية والمشتقات النفطية مع انها جريمة لا تغتفر وليست وسيلة عسكرية، لكن للاسف هذا هو ديدن تحالف العدوان".
*كيف تقدرون رهانات النظام السعودي، على الهدنة وفي أي اتجاه سيحاول توظيفها؟ يجيب قائلا:"* نعتقد ان الع دو ان على اليمن والحصار الجائر والظالم على الشعب اليمني قد تمت تجربته على اكثر من صعيد ومن زمن، ولهذا نحن لا نعول على ان يكون هناك تعقل وادراك واستدراك لما فات وانهاء لهذه الحرب الظالمة وفك الحصار، لكن نحن نعتقد ان ثبات الشعب اليمني وصموده وعطاءه الكبير والوعي الذي تمتع به الشعب اليمني في مواجهة التحديات والحصار وكل النتائج التي فرضها العدوان هي مثلت صخرة صلبة تحطمت عليها كل رهانات العدو، وفشلت كل افكاره ومشاريعه، وهذا نتيجة الوعي الكبير لان المزاج الوطني للشعب اليمني هو ضد العدوان، ويرفض التدخل الخارجي، واليمن يشن عليه عد وانا تقوده السعودية والامارات ومن خلفه امريكا وبريطانيا وعدد من الدول، وهذا امر معروف بأنه عدوان بين الشعب اليمني الذي يحافظ على كرامته وسيادته وموقفه وبين دول معتدية من خارج الحدود تشن عدوانا وتفرض حصارا ظالما وجائرا دون اي مسبب، ولهذا نحن نعتقد انه ليصل الوعي والادراك الى ان هذه الحرب فشلت نحتاج الى ان يكون هناك تحرك حقيقي من دول العدوان ولو ندرك ان هناك تعقل في هذا الاتجاه، نحن سنشجع على هذه الخطوة، لاننا في الاخير لا نريد لهذه الحرب ولهذا الدمار ان يحصل، وموقفنا هو موقف دفاعي منذ بدء العدوان وحتى الآن."
ماذا لو أصر النظام السعودي على الابقاء على الحصار بشكل كامل أو جزئي، وما هو الموقف اليمني في مواجهة هذا التحدي؟
يرى عبد السلام ان :"موقفنا فيما يتعلق بهذا الحصار هو معروف ومعلن وقد اعلنه السيد عبد الملك مرارا كما اعلنه الرئيس المشاط في اكثر من مبادرة ومقابلة، والذي ينص اولا على انهاء العدوان، وقف للحرب الظالمة وانهاء الحصار، واخراج القوات الاجنبية، ثم ترك الشعب اليمني ان يقوم بحل مشاكله في ظروف هادئة ومستقرة بين اطراف الوضع اليمني، نحن لا ننكر انه كان في السابق مشكلة يمنية معينة وكانت تقود الامم المتحدة حوارا لايجاد حلا لهذه المشكلة، لكن السعودية ومن معها في هذا العدوان هم لم يأتوا من اجل حل مشكلة اليمنيين انما استغلوا هذه المشكلة حتى يحققوا اهدافهم ويتجهوا نحو تغيير الوضع في اليمن الى ان يستمر تحت الاستبداد، وتحت انتهاك السيادة وان ننفذ الاملاءات الخارجية دون اي مراعاة لما تتمتع به اليمن من دولة مستقلة ذات هوية وطنية، وله الحقوق الطبيعية في التعبير عن رأيه في ان يتعامل مع الاحداث سواء اكانت محلية او دولية من واقع ايمانه وثقافته، وكذلك من موقعه الوطني العربي الاسلامي، لهذا نحن نعتقد ان الموقف الاساسي المتمثل بأنه اذا استمر الحصار بشكل او بآخر نحن نعتبر ان هذه الحرب ما زالت قائمة، والعدوان لا يجزأ والحصار لا يجزأ، الحصار قليله وكثيره حرام ولا يجوز وغير مقبول، ولا يمكن ان يقبل اي مواطن ان تنتهك سيادته، لكن نحن قد نقبل في مراحل معينة لأن يكون هناك فرصة للنقاش في هذه النقاط وهي وقف اطلاق النار، وفك الحصار، واخراج القوات الاجنبية، والنقاش يكون على مراحل نبدأ فيها بالملف الانساني وقف اطلاق النار، واخراج القوات الاجنبية، نتفق عليها كمبادىء ممكن هذه ان تخضع للنقاش".
كيف تقيمون النتائج التي انتهت اليها الحرب حتى الان، من الناحية الاستراتيجية، وهل سنكون أمام مرحلة صراع سياسي محفوف بالرسائل الميدانية المتبادلة؟
عبدالسلام يعتبر ان:" النتائج الحالية وبإعتراف دول العدوان، بإعتراف كل منصف في هذا العالم، عد وان شامل وحصار كامل لم يتوقف خلال ثماني سنوات، هذا يعني انه فشل، وهذه قضية اصبحت معلومة ومعروفة، واصبح العدو نفسه يعترف بذلك، ولم يقم بتغيير عبد ربه منصور هادي وازاحته مع علي محسن الاحمر من المشهد نتيجة هذا الفشل، وهو لم يحصل من خلال تحركاته القادمة الا على الفشل, لان العد وان على اليمن من بدئه ع دوان غاشم وظالم لا يمكن ان يتحقق منه اي مكسب على الاطلاق، مهما بلغت القوة العسكرية، ومهما استمر الحصار لا يمكن ان يصل الى النتائج التي بنت عليها دول العدوان مشروعها واهدافها، هي اهداف لا يمكن ان تطبق على الاطلاق بالشكل الذي يتصوروه، وبالتالي تجربة ثماني سنوات كفيلة ان تعيد قراءة المشهد مرة اخرى".
هل تعتقد أننا قد نشهد مرة أخرى في المدى المنظور الص واريخ والمس يرات اليمنية ستقصف أهدافا استراتيجية للنظ ام السعودي؟
يجيب الاستاذ عبد السلام قائلا :"اذا لم تلتزم دول العدوان بتنفيذ الهدنة الانسانية المتفق عليها، واذا لم نحصل نحن والامم المتحدة والاطراف الدولية على تسوية واضحة لانهاء الع دوان وفك الحصار واخراج القوات الاجنبية، لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نقبل استمرار العدوان بشكل او بآخر، ولهذا بمجرد ان تنتهي هذه الهدنة ولم يقوموا بتنفيذ ما تم الحديث عنه، او لم نصل الى حل آخر سواء الى تمديدها، او الى اتفاق واضح يؤدي الى انهاء العدوان وفك الحصار، فنحن بلا شك القوا ت المسلحة بقواتها الصاروخية والباليستية على اتم الاستعداد لتنفيذ كل العمليات التي تطلبها منهم القيادة لتحقيق الاهداف الاستراتيجية المتمثلة بإنهاء العدوان، وفك الحصار، واخراج القوات الاجنبية، ومواجهة هذا الاعتداء، كما اننا نؤكد حتى تاريخ هذ الحوار ان العدوان لم يلتزم بالهدنة، اذ لم يسير رحلة طيران واحدة الى صنعاء، مع ان الاتفاق في الهدنة الانسانية ان يكون هناك رحلتان احداهما من القاهرة والأخرى من عمان ومع ذلك لا زال يماطل ويرواغ، اضافة الى العراقيل المستمرة في السفن وبعض الخروقات، نحن سيكون لنا حديث مع الاطراف الدولية، ونحن نعتقد ان موقف الامم المتحدة حتى الان هو موقفا سلبيا ومتخاذلا، واذا استمر بهذا الشكل فبالتأكيد انه لا يمكن ان تنجح الامم المتحدة بهذا المسلك، ولم تصدر اي موقف يطالب الطرف الاخر بتسيير الرحلات، وكذلك السماح للسفن بالدخول الى ميناء الحديدة".
كيف ستواجهون مخطط تقسيم اليمن ومحاولة استنزافه بأدوات وتكتيكات أخرى، وهل سيشمل ردكم ايضا النظام السعودي اذا كانت المواجهة على أرض اليمن وفي مواجهة أتباعه واتباع النظام الاماراتي؟ يجيب قائلا:" العدوان على اليمن له اسباب وهمية وغير حقيقية، وهدفها في الظاهر انها تتستر بالقضية اليمنية ولكن في حقيقة الامر الهدف هو ان يبقى اليمن ضعيفا، وان يبقى تابعا، وان يبقى في اطار الرهانات والصفقات ان كان على المستوى العربي او مع الصهاينة او الاميركيين او اي طرف آخر، اضافة الى تدمير الذي لم يستفد حتى في السابق لا من موقعه الاستراتيجي، ولا من ثرواته، ولا حتى من قدراته الوطنية البشرية المادية الاستراتيجية، حقيقة ان العدوان على اليمن له الكثير من المصالح المشتركة مع الاميركيين والاسرائيلين، وهو لا يريد ان يكون هناك دولة عربية مقتدرة كاليمن التي لها موقعها الاستراتيجي وموقفها الداعم والواضح للقضية الفلسطينية، كما ان السعودية كذلك وللاسف لا تريد دولة قوية بجوارها وهو احد مشكلات في الفكر السعودية بالتعامل تجاه القضية اليمنية، كذلك نحن نعتقد ان الحديث عن ان هذا العدوان له اشتباك معين لمواجهة التهديدات، هذا غير صحيح، اليمن حتى عبر تاريخه لم يعتد على احد، لم يصدر عبر التاريخ اي اعتداء لا على السعودية كدولة مجاورة ولا على سلطنة عمان كدولة مجاورة، السعودية ومن حشد لهذا التحالف من خلال التقاء المصالح مع الصهاينة والاميركيين والبريطانيين قاموا بهذا العدوان، لذلك كل العناوين التي يقدموها هي عناوين غير صحيحة، وغير منطقية، ومشكلة العدوان على اليمن انهم يريدون منا ان نكون نماذج كتلك التي تساق الى الرياض والى ابو ظبي وتقدم الولاء والطاعة، وتنفذ مصالح الآخرين على حساب مصالح الشعب اليمني، وان يقرر الخارج تغيير هذا الرئيس وازاحة هذا المسؤول، هذا ما يريدونه هم بشكل لا يبقي لليمن اي هوية وطنية ولا اي هوية تعبر عن ذاته وعن بلد فيه ملايين من المواطنين الذين يطمحون الى ان يكون له استقلاله الكامل."